اعلن الجيش الاميركي امس ابعاد احد جنوده من العراق واتخاذ «اجراءات تأديبية بحقه» بعد ان اطلق النار خلال تمارين عسكرية على نسخة من المصحف استخدمها هدفا للرمي قرب بغداد، كما قدم ضابط اميركي كبير اعتذارا عما حدث.
وافاد الجيش ان الجندي الذي لم يتم الكشف عن اسمه «مثل امام هيئة تأديبية بعد اكتشاف رجال الشرطة العراقية المصحف وعليه طلقات نارية بالاضافة الى كتابات داخل غلافه في احد ميادين الرماية في منطقة الرضوانية في ضواحي بغداد الجنوبية».
واكد مسؤول اميركي لـ«فرانس برس» نحمل جنودنا مسؤولية كل ما يرتكبونه من افعال».
وقال الكولونيل بيل بانكر المتحدث باسم الجيش: ان ما حدث خطير ومقلق بشدة، مشيرا الى انه «حادث فردي ارتكبه جندي واحد».
واضاف: «صدرت تعليمات الى القادة العسكريين للتحقيق واتخاذ التدابير المناسبة واجراءات ضد اي شخص يعمل على تشويه او اظهار عدم احترام ايمان الآخرين»، معبرا عن «اسفه الشديد».
واكد الضابط الاميركي ان «الجندي يخضع للتأديب وتم ابعاده من العراق».
وافاد بيان بأن الحادثة وقعت «يوم الاحد الماضي«، موضحا ان الشرطة العراقية «رفعت المسألة الى السلطات العسكرية الاميركية».
وتابع ان «الحادثة لا تمثل ما يكنه الجنود من احترام لكل الأديان».
اعتذار أمام مشايخ الرضوانية
في غضون ذلك، قدم الميجور جنــرال جيفري هامن قائد القــوات الاميــركيـــة فــي بغــداد خــلال لقــائــه وجهـــاء وشيــوخ منطقة الرضوانية «اعتذارا رسميا» بخصوص الحادث، حسبما افادت محطة «سي ان ان» الاميركية للتلفزيون.
وقال هامن خلال لقائه الوجهاــء امس الاول «جئت لاقف امامكــم طالبا الصفح منكم».
واضاف «باقصى درجات التواضع، انظر الى عيونكم اليوم واقول ارجوكم سامحوني وسامحوا جنودي».
رسالة اعتذار من الجندي
ووفقا للمحطة، قام مسؤول اميركي اخر بتقبيل القرآن وقدمه «هدية» الى شيوخ العشائر.
واضاف المسؤول ان «الجندي الذي ارتكب الفعل قدم اعتذارا مكتوبا ايضا».
رسالة الجندي
وقال الجندي في رسالة قرأها هامن «آمل باخلاص الا يؤثر فعلي على الشراكة التي طورها الشعبان سويا.
ان ما فعلته جاء نتيجة قصر نظر، لكن قلبي لم يكن خبيثا».
وحضر عدد من الشيوخ والوجهاء والمسؤولين الامنيين المراسم، فيما رفع السكان لافتات وهتفوا «نعم نعم للقرآن، ولتخرج أميركا».
«الصحوة» تستنكر
وقد يشعل هذا التصرف الغضب من الوجود العسكري الأميركي في العراق ولكن زعيما لمجلس عشائري قال لـ«رويترز» إن اعتذار قادة عسكريين أميركيين كبار ساعد في تهدئة التوترات.
وقال سعيد الزوبعي مسؤول مجالس الصحوة في منطقة دور السلام والضواني إلى الغرب من بغداد وهي المنطقة التي عثر فيها على المصحف: إن المصحف كان يستخدم هدفا للتدريب.
وأضاف : كان به 14 ثقبا من أثر الأعيرة النارية وكذلك عبارات مسيئة بداخله.
ومضى الزوبعي يقول «قدمنا للجانب الاميركي ممثلا بقائد الفرقة الرابعة مذكرة استنكار للحادث وطلبنا منهم تقديم اعتذار وتقديم الشخص إلى مجلس تحقيق ومحاكمته علنا أمام وجهاء المنطقة ومسؤولي الصحوة».
انتهاء الغضب
وأضاف «لقد انزعجنا من الحادث.
الخلاف والغضب انتهى بالاعتذار. والمهم أن الشخص المسيء قد أخذ جزاءه.
نحن قدرنا الاعتذار ومستمرون في حماية المنطقة».
وذكــرت شبكة «سي.ان.ان» التلفــزيونية الأميركية أن مئــات المحتجين استقبلوا قادة عسكــريين اميــركيين توجهوا لقرية الرضــوانية التي عثر فيها علــى المصحــف للاعتذار.