شن الجيش العراقي امس عملية للسيطرة على حي مدينة الصدر في العاصمة بغداد معقل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.
وقال اللواء قاسم موسوي المتحدث باسم الجيش ان الجنود بدأوا «عملية السلام» في الحي الواقع في شرق العاصمة العراقية في الساعات الاولى من الصباح.
وقال لـ «رويترز» ان القوات دخلت كل مناطق مدينة الصدر وتحاول
اعتقال كل الرجال المطلوب القاء القبض عليهم.
وصرح موسوي بأن قوات الجيش العراقي توغلت في عمق حي مدينة الصدر وسيطرت على ثلاثة ارباع المنطقة.
وقال ان العملية تتضمن أيضا توفير الخدمات الأساسية لسكان المدينة وانها تنفذ وفق نظام المعركة الجديد مع مراعاة لحقوق الإنسان.
وأضاف بالقول إن «رئيس الحكومة نوري المالكي أمر بتشكيل لجنة خدمية برئاسة وزير الهجرة والمهجرين لمتابعة تقديم الخدمات للمواطنين».
وذكر مسؤول في الصحة من سكان مدينة الصدر طلب عدم الكشف عن اسمه ان أحدا لم يفتح النار على الجيش حين دخل الحي الذي يسوده الهدوء.
وتوصل الائتلاف الشيعي الحاكم في العراق والحركة الصدرية المعارضة في البرلمان الى اتفاق في وقت سابق من الشهر لإنهاء الاقتتال الذي استمر 7 اسابيع في مدينة الصدر وادى الى مقتل المئات.
واستمرت اشتباكات متقطعة رغم الاتفاق بين ميليشيا جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي الشاب المناهض للولايات المتحدة وقوات الامن العراقية في المنطقة.
ولاتزال ضاحية مدينة الصدر تخضع لحصار جزئي للشهر الثاني على التوالي وسط إغلاق شبه تام للمحال التجارية والمدارس في عدد من أنحائها وذلك منذ انطلاق العملية العسكرية التي تنفذها القوات الأميركية والعراقية هناك منذ 25 مارس بهدف القضاء على ميلشيا جيش المهدي التابعة لمقتدى الصدر.
إفادات السكان
من جهتهم، قال سكان محليون انهم فوجئوا بانتشار «واسع للقوات العراقية في منطقة الجوادر وشارع الفلاح وشارع الداخل»، وهي مناطق رئيسية في الضاحية البغدادية.
واضافوا ان عربات مدرعة تصحبها ناقلات جنود ودبابات عراقية انتشرت في الشوارع، وذلك للمرة الاولى منذ اشتباكات الاسابيع الاخيرة.
واكد الشهود ان «القوات العراقية قطعت بعض الطرق المؤدية الى شمال المدينة وبدأت اعمال التفتيش» مشيرين الى ان «مروحيات اميركية كانت تحلق في الأجواء».
بدوره، افاد مراسل فرانس برس بأن الجيش الاميركي ينتشر فقط عند المداخل الرئيسية لمدينة الصدر فيما تنتشر عشرات العربات العسكرية العراقية في الشوارع الداخلية.
وقال ضابط جيش عراقي رفض الكشف عن اسمه لفرانس برس ان «واجب القوات العراقية تأمين الحماية للسكان بالدرجة الاولى».
واضاف: «لدينا خطط لتفتيش عدد من المنازل بحثا عن السلاح».
وتابع: «قامت قواتنا في المرحلة الاولى بإزالة عدد من العبوات الناسفة خلال الايام الماضية، والسكان يتعاونون ورحبوا بوجود القوات ولم تحدث اي عملية استهداف للجيش والامور تسير بشكل ايجابي».
وكانت القوات العراقية منتشرة في الثلث الجنوبي من المدينة بموازاة خط التماس الذي يفصلها عن قوات جيش المهدي.
التيار الصدري
من جانبه، قال مسؤول في التيار الصدري ان انتشار قوات من الجيش العراقي في عمق مدينة الصدر لا يشكل «خرقا» للاتفاق الموقع مع الحكومة العراقية.
واضاف رجل الدين صلاح العبيدي من مكتب الصدر في النجف لفرانس برس ان «دخول القوات الامنية صباح اليوم (امس) الى مدينة الصدر لا يشكل خرقا للاتفاق المبرم».
وقد توصلت الحكومة في العاشر من الجاري الى اتفاق مع التيار الصدري ينص على انتشار الجيش في احياء المدينة بعد 5 ايام.
وقال العبيدي ان «الاتفاق ينص على دخول القوات الى مدينة الصدر لفرض سلطة القانون، لكن ما نخشاه هو ان يؤدي ذلك الى اعتداء على المواطنين، لأن غرفة عمليات بغداد المشرفة على الاتفاق لا تستقي معلوماتها من قنوات صحيحة انما من قنوات مشوهة وغير دقيقة».
وتابع يقول ان «الخروقات التي حدثت امس (أول من أمس) كان دافعها مداهمة قوة اميركية لاحد قطاعات المدينة لاعتقال عدد من المواطنين ومصادرة اسلحة خفيفة، الامر الذي يناقض الاتفاق.
وقد ابلغنا ذلك الى اللجنة المشتركة من الائتلاف «الموحد الشيعي» وننتظر ردهم».
وقال: «من جانبنا، حافظنا على الهدوء ومارسنا اعلى درجات ضبط النفس، لكننا نطالب بتطبيق الاتفاق بحذافيره وان تنتقي غرفة العمليات معلوماتها من مصادر دقيقة وصحيحة لتجنب الخروقات التي يمكن ان يذهب ضحيتها الأبرياء».