عواصم - هدى العبود
اعلنت سورية انها تجري مباحثات سلام غير مباشرة مع اسرائيل من خلال تركيا، مؤكدة ما أعلنته اسرائيل في وقت سابق من امس، وجاء في بيان لوزارة الخارجية السورية أن سورية بدأت محادثات السلام غير المباشرة مع اسرائيل برعاية تركية.
وقال البيان ان الجانبين أعربا عن رغبتهما في اجراء المباحثات بنية طيبة وقررا مواصلة الحوار بجدية لتحقيق سلام شامل.
وسبق أن أصدر مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت امس بشكل مفاجئ، بيانا أعلن فيه بدء الجانبين السوري والاسرائيلي «مباحثات غير مباشرة تحت رعاية تركية»، مشيرا الى استعدادهما «لاجراء محادثات غير منحازة ومنفتحة»، وأضاف البيان أن البلدين قررا «اجراء الحوار بأسلوب جاد ومتواصل، بهدف التوصل الى سلام شامل».
وبعد الاعلانين السوري والاسرائيلي، أكدت وزارة الخارجية التركية اضطلاعها في «مفاوضات سلام غير مباشرة» بين الطرفين، وأفادت الوزارة في بيان بأن «الطرفين أعلنا أنهما سيقومان بتلك المفاوضات في أجواء انفتاح وحسن نية» من أجل التوصل الى سلام شامل طبقا للاطار المحدد في مؤتمر مدريد الدولي للسلام، وأضاف أن «الطرفين قررا (مواصلة المفاوضات) بحزم ومثابرة للتوصل الى سلام شامل».
هذا وقد اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت خلال اجتماع في تل ابيب أمس ان اسرائيل مستعدة للمضي بعيدا في التنازلات للتوصل الى اتفاق سلام مع سورية.
وقال اولمرت في خطاب نقلته القناة العامة في التلفزيون الاسرائيلي «نحن مستعدون للذهاب بعيدا في التنازلات مع سورية والتي ستكون بالضرورة مؤلمة».
ولم يحدد اولمرت طبيعة التنازلات التي اشار اليها لكنه اعرب عن ترحيبه بان تكون «اسرائيل وسورية قد عادتا للحديث عن السلام بدلا من تبادل اطلاق النار، بعد ثماني سنوات من الجمود» في عملية السلام.
واضاف ان «المفاوضات ستستمر طويلا كما انه لن يكون سهلا وليست لدينا تهيؤات فيما يتعلق بسورية».
ولكنه اردف قائلا «انا متأكد من ان احتمالات نجاح المفاوضات تفوق احتمالات فشلها».
من جهة اخرى شدد اولمرت على المخاطر الامنية التي تواجهها اسرائيل على حدودها الشمالية مع سورية ولبنان محذرا من انها ارتفعت «خلال سنوات تعليق المفاوضات».
وبالمقابل اشاد اولمرت بدور تركيا في استئناف المفاوضات كاشفا عن وجود اتصالات سرية «تجرى منذ اكثر من عام».
المعلم: احتمال لمفاوضات مباشرة
من جهته قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس ان من المحتمل اجراء مفاوضات سلام مباشرة بين سورية واسرائيل اذا ابدت اسرائيل جدية في المحادثات غير المباشرة التي تعقد في تركيا.
وقال المعلم لـ «رويترز» على هامش مؤتمر في العاصمة البحرينية ان سورية تأمل في ان يكون الجانب الاسرائيلي جادا بخصوص المحادثات غير المباشرة حتى يمكن للجانبين اجراء مفاوضات مباشرة. وقال المعلم ان دمشق ما كانت لتتخذ اي خطوة صوب السلام مع اسرائيل لو لم تظهر الدولة العبرية انها مستعدة للانسحاب من الجولان مقابل السلام. واضاف انه دون هذا الإلتزام لا يمكن للسوريين اجراء اي مفاوضات او التحرك خطوة واحدة.
هذا واظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه مساء أمس ان اكثر من ثلثي الاسرائيليين يعارضون تقديم تنازلات لسورية فيما يتعلق بالانسحاب من هضبة الجولان المحتلة منذ 1967.
وافاد الاستطلاع الذي نشرته القناة الثانية الخاصة في التلفزيون الاسرائيلي بأن 70% من الاسرائيليين قالوا انهم يعارضون تقديم «تنازلات» مقابل 22% أيدوا ذلك.
وربط 57% من المستطلعين الاعلان عن استئناف المفاوضات مع سورية بالصعوبات الداخلية التي يواجهها رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت المشتبه في تلقيه اموالا بصورة غير قانونية من رجل اعمال يهودي اميركي. وقال 58% من المستطلعين ان اولمرت ليس لديه «تفويض» للتفاوض مع سورية. وشمل الاستطلاع عينة تمثيلية من 550 شخصا مع هامش خطأ بلغ 5.4%.
واشنطن: انفتاح حذر
بدورها ابدت الولايات المتحدة الاميركية أمس انفتاحا حذرا تجاه المفاوضات غير المباشرة التي بدأت بين سورية واسرائيل برعاية تركية. وقال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديڤيد ويلش في ايجاز صحافي ان «اسرائيل وتركيا ابقيتا واشنطن على اطلاع على هذه المناقشات منذ بدايتها وان تركيا تلعب دورا جيدا وايجابيا في هذا الاطار».
واكد ويلش ان واشنطن ليس لديها اعتراض على ان تحقق اسرائيل سلاما مع اي من جيرانها «ونفهم ان اسرائيل تعيش في جوار صعب وان من مصلحتها القومية توسيع دائرة السلام وهي تقوم بهذه التجربة الآن».
واوضح ان الادارة الاميركية تعتبر توسيع دائرة السلام «امرا جيدا ومساعدا اذا ما تضمن اتفاقا مع سورية» لكنه اضاف ان الرئيس الاميركي جورج بوش يرى ان الاولوية يجب ان تعطى للمسار الفلسطيني الاسرائيلي «حيث هناك مسار واعد ومحادثات مباشرة».
وبين مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ان تحفظ واشنطن هو على السياسة الخارجية والداخلية لسورية وانها «ابلغت هذا الامر للحكومة الاسرائيلية التي شاركتها هذا القلق ايضا».
تغطية خاصة في ملف ( pdf )