اكد عبد الفتاح عمورة معاون وزير خارجية سورية ان مفاوضات السلام غير المباشرة مع اسرائيل عبر تركيا تهدف لاستكشاف النوايا والأسس لدى الطرف الآخر.
وقال عمورة لدى وصوله للقاهرة للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب بدول المتوسط الذي يبدأ اليوم لبحث مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط: «نحن نسعى لمعرفة ما اذا كانت النية صادقة للسلام لدى الطرف الآخر».
واضاف: «نحن نعشق السلام ونكره الاستسلام لذلك جاءت مشاركة سورية في التنسيق من أجل المتوسط وندرس الأفكار التي تتماشى مع مصالحنا والخروج برؤية عربية تخدم المصلحة العربية».
جاء ذلك فيما قال مسؤولون اتراك واسرائيليون امس ان اسرائيل وسورية ستستأنفان محادثات السلام غير المباشرة بوساطة تركيا قريبا.
وصرح مارك ريجيف المتحدث باسم ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي بأنه يتوقع عقد جلسة أخرى من المحادثات قريبا.
بدورها ذكرت صحيفة صباح التركية أمس ان الاتصالات بين الوفدين السوري والاسرائيلي كانت تتم من خلال بيانات مكتوبة وانهما لم يلتقيا خلال محادثات هذا الاسبوع رغم نزولهما في فندق واحد.
وقالت الصحيفة التركية ان الموعد الجديد لمواصلة المحادثات سيكون الاسبوع المقبل.
وقال مسؤول تركي ضالع في المحادثات الاسرائيلية السورية لاذاعة الجيش الاسرائيلي امس ان جولة المحادثات بين الجانبين بوساطة تركية كانت ممتازة حتى انها فاقت التوقعات.
ونقلت الإذاعة من المسؤول التركي الذي وصفته بأنه ضالع في المحادثات قوله إن «جولة المحادثات الأولى كانت ممتازة حتى انها فاقت التوقعات».
رغم ذلك قال المسؤول التركي إن إسرائيل تريد بدء مفاوضات مباشرة يلتقي فيها الجانبان وجها لوجه، فيما لاتزال سورية مترددة حيال ذلك.
وقدر المسوول انه في جولة المحادثات المقبلة أو التي ستليها سيتم عقد لقاء ثلاثي بين الأطراف.
غير ان متحدثا باسم وزارة الخارجية التركية في أنقرة اوضح انه لم يتم بعد تحديد موعد للمحادثات ولكنه أشار إلى أنها ستستكمل خلال «الشهر المقبل».
من جانبه، أكد ايهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي لبعض المقربين منه أنه لا يعلم كم من الوقت يتبقى حتى انهاء مهام منصبه الا أنه مصمم على مواصلة المفاوضات على كلا المسارين الفلسطيني والسوري.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن أولمرت قال لموظفي ديوانه هذا الأسبوع «انه لن يتخلى عن إدارة شؤون الدولة وتنفيذ الوعد الذي قطعه قبل الانتخابات بالخروج من حالة الجمود السياسي، لأنه يتوجب على إسرائيل اتخاذ قرارات صعبة».
واضاف انه سيتعرض في أي حال لاتهامات بأن التقدم السياسي ما هو إلا مناورة تهدف إلى صرف الأنظار عن التحقيق الجاري ضده، مشيرا الى ان سلفه أريئيل شارون قاد عملية الانفصال عن قطاع غزة رغم خضوعه للتحقيق في قضية رشوة.
فى غضون ذلك أجمع عدد من المحللين العسكريين الإسرائيليين على ان المؤسسة الأمنية والعسكرية هي التي دفعت ايهود أولمرت رئيس الوزراء نحو الشروع فى مفاوضات مع سورية، فيما شكك المحللون السياسيون في قدرة أولمرت على التحرك الفعلي خاصة وأن استطلاعات الرأي أشارت الى ان غالبية الإسرائيليين يعارضون انسحابا من هضبة الجولان السورية المحتلة.
وأمس الأول اضطر اولمرت الى التوقف عن القاء خطاب له حين سار متظاهرون متطرفون امامه وهم يحملون لافتة كتب عليها «الناس مع الجولان» احتجاجا على محادثات السلام مع سورية التي قد تنتهي بما وصفه مسؤولون اسرائيليون «بتنازلات أليمة» في اشارة الى اعادة هضبة الجولان السورية.
الصفحة في ملف ( pdf )