بيروت - عمر حبنجر
كلف الرئيس اللبناني ميشال سليمان، فؤاد السنيورة بتشكيل أول حكومة للبلاد في عهد الرئيس الجديد.
وأصدر سليمان القرار بعد أن حصل السنيورة على 68 نائبا مقابل 59 لم يسموه وهؤلاء يمثلون نواب المعارضة، عدا احدهم النائب بهيج طبارة الذي سمى سعد الحريري، حتى لا يقال انه امتنع عن التسمية، كونه لا يود الرئيس السنيورة.
وقال طبارة اني سميت سعد الحريري لأنه اكبر رئيس كتلة نيابية، ولأن رئيس الحكومة في العهد الجديد يجب ان يحظى بتأييد واسع.
وقد دعا الرئيس سليمان رئيس مجلس النواب نبيه بري الى القصر الجمهوري عند الخامسة والنصف مساء، حيث ابلغ النتائج، بعدها دعي الرئيس السنيورة الى بعبدا وأُبلغ بتكليفه.
حصل الرئيس فؤاد السنيورة على ترشيح الأكثرية النيابية له لرئاسة الحكومة، بدعم من النائب سعد الحريري ومختلف قيادات 14 آذار التي أبلغت الرئيس ميشال سليمان قرارها هذا خلال «الاستشارات الملزمة» التي اجراها رئيس الجمهورية أمس.
الاستشارات بدأت في العاشرة والنصف صباحا، وكان الرئيس نبيه بري أول من التقاهم الرئيس سليمان، وتلاه الرئيس السابق لمجلس النواب حسين الحسيني، ثم نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، فالعماد ميشال عون، والنائب الياس المر، ثم توالت الكتل النيابية.
اما النواب المستقلون أي غير المرتبطين بكتل قد استشارهم رئيس الجمهورية ابتداء من الساعة الرابعة من بعد الظهر.
وكانت حصيلة الجولة الصباحية من الاستشارات 59 نائبا رشحوا السنيورة و52 لم يرشحوه.
بري: سمينا باسم الله
والتقى رئيس الجمهورية كتلة التنمية والتحرير برئاسة الرئيس نبيه بري الذي جدد قوله بعد اللقاء «سمينا بسم الله الرحمن الرحيم».
اما المتحدث باسم الكتلة النائب أنور الخليل فقال: «الكتلة لم تسم تكليفا لكنها ستشارك تأليفا»، وضم وفد الكتلة النواب: عبداللطيف الزين وأنور الخليل وعلي عسيران وميشال موسى وياسين جابر وغازي زعيتر وأيوب حميد وعلي حسن خليل وعلي بزي وانطوان خوري وسمير عازار وعبدالمجيد صالح وناصر نصرالله.
ثم التقى الرئيس سليمان نائب رئيس مجلس الوزراء السابق ميشال المر الذي قال انه سمى الرئيس فؤاد السنيورة.
بدوره رفض الرئيس حسين الحسيني الادلاء بأي تصريح أو الكشف عن الاسم الذي رشحه للرئيس سليمان.
والتقى رئيس الجمهورية نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الذي قال لدى وصوله «عودة مباركة» وبعد اللقاء قال: «انا عضو في كتلة المستقبل وفي 14 آذار، ومن تسميه كتلة المستقبل وقوى الرابع عشر من آذار هو من اسميه.
انا سأعود لأشارك في اجتماع الرئيس سليمان مع كتلة المستقبل».
وسئل: ما رأيك بالرئيس السنيورة؟
فأجاب: «أعتقد انه خلال الفترة التي تولى فيها الحكم اثبت وبجدارة لبنانيته ومقدرته على مجابهة الصعوبات بالنفس الطويل؟
كتلة المستقبل
من جانبه، رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري رشح وأعضاء كتلته الرئيس فؤاد السنيورة، وقال اننا في مرحلة تأسيسية، مرحلة مصالحة، لابد ان تبدأ بفؤاد السنيورة لأن الجراح عميقة، وبحاجة الى كل الخطوات كي نستطيع مداواتها، ونحن لم نسم فؤاد السنيورة للتحدي، انما سمينا الرئيس السنيورة كي نفتح صفحة جديدة.
وردا على سؤال عن رأيه بعدم تسمية الرئيس بري وكتلته للرئيس السنيورة قال الحريري: صحيح انه لم يسم، لكنهم سيتعاونون مع الرئيس المكلف.
ومن القصر الجمهوري توجه الحريري وأعضاء كتلته الى ضريح والده الشهيد رفيق الحريري في ساحة الشهداء، حيث قرأوا الفاتحة على روحه، ثم توجهوا الى السراي الكبير، حيث التقوا الرئيس السنيورة على مدى ساعة ونصف الساعة متداولين بالأوضاع.
اللقاء الديموقراطي
من جهتها، كتلة اللقاء النيابي الديموقراطي برئاسة النائب وليد جنبلاط سمت الرئيس السنيورة.
وقال جنبلاط للصحافيين: نتمنى للرئيس سليمان وللرئيس السنيورة التوفيق.
وأضاف: اللقاء الديموقراطي الذي ساهم في تسوية الدوحة مستعد ان يقدم كل المساعدة من اجل نجاح عهد فخامة الرئيس ميشال سليمان.
الوفاء للمقاومة
بدورها كتلة الوفاء للمقاومة لم تسم أحدا، الا ان رئيس الكتلة النائب محمد رعد لم يحسم بما اذا كان الحزب سيتعاون، ويشارك بالحكومة.
وقال رعد: المفروض تشكيل حكومة وحدة وطنية، وينبغي ان يتسمى رئيسها بمواصفات تعكس هذا العنوان، الالتزام بالعهود والصدق بالأداء، وتجنب الكيدية والحرص على سلاح المقاومة والاستقلال الحقيقي ورفض الوصاية الأجنبية، واضاف رعد: نحن لم نسم احدا ونعتقد ان اللبنانيين يتوقون الى شخصية تحدث صدمة ايجابية تريحهم، خصوصا مع اطلالة العهد الجديد.
لكن النائب حسين الحاج حسن عضو كتلة الوفاء للمقاومة اشار في دردشة مع الاعلاميين الى ان الحزب سيشارك في الحكومة المقبلة.
عون: نعارض من داخل الحكم
وفي سياق متصل سمت كتلة التغيير والاصلاح برئاسة العماد ميشال عون امام الرئيس سليمان ثلاثة مرشحين للرئاسة يتسمون بالتوافق، وقال عون: طرحنا اسم السيدة ليلى الصلح حمادة والوزير محمد الصفدي ود.بهيج طبارة، واعتبر ان ترشيح السنيورة استمرار للماضي ورسالتنا هي رسالة سلوك للنهج.
وقال العماد عون: طرحنا 3 اسماء على فخامة الرئيس من خارج المجلس سميناهم توافقيين وطرحنا اكثر من اسم كي تبقى امكانية الخيار امام الفريق الآخر ونعتبر ترشيح السنيورة من قبل الشيخ سعد هو استمرار للماضي وعنوان للخلاف، وليس عنوانا للوفاق الذي يجب ان يبدأ العهد به.
واصر العماد عون على المشاركة في الحكم دون تأييد رئيس الحكومة حاليا وقال «نعلن انفسنا معارضة ضمن الحكم».
الكتلة الشعبية
بدوره رئيس الكتلة الشعبية الياس السكاف قال انه في المعارضة ويسير مع كتلته في روحية اتفاق الدوحة المبني على التوافق، ونحن فوضنا رئيس الجمهورية الاختيار بين الاسماء الثلاثة التي اعلن عنها عون.
واعلن النائب اغوب بقرادونيان الذي تحدث عن كتلة نواب الارمن وقال امتنعنا عن تسمية اي شخص لرئاسة الحكومة احتراما لقرار الاكثرية، مع اننا لا نتفق معهم وكنا نفضل لو يكون هناك توافق، مطالبا بوزيرين للارمن.
التكتل الطرابلسي
من جهته التكتل الطرابلسي رشح الرئيس السنيورة وقال رئيسه محمد الصفدي، كان مرشحنا الشيخ سعد الحريري.
اما النائب اسعد حردان من كتلة الحزب القومي، فقال ان الحزب لم يسم احدا لرئاسة الحكومة انسجاما مع المعارضة.
واعتبرت قوى 14 مارس ان ترشيحها للرئيس فؤاد السنيورة لتشكيل حكومة العهد الاول تعبير طبيعي عن اتفاق الدوحة، خصوصا اذا وافق الطرف المعارض على الدعوة الى تأليف حكومة وفق هذا الاتفاق، بحيث تتوزع الاكثرية والمعارضة المقاعد بنسبة 16 للاكثرية و11 للمعارضة، مع الاحتفاظ بثلاثة مقاعد للرئيس ميشال سليمان.
هذا الترشيح قوبل بالوجوم من جانب المعارضة التي حاولت اللعب على معادلة السنيورة - سعد الحريري، ولما لم تحظ بالتجاوب، طرحت اسم رئيس التكتل الطرابلسي محمد الصفدي الذي بدا متحمسا للفكرة، وناقش بها المجتمعين في قريطم، لكنه لم يلبث ان مشى مع الاجماع، وابلغ العماد عون ان ترشيحه ليس مطروحا.
وتسيطر الاكثرية على 70 نائبا بعد انضمام النائب ميشال المر اليها على صعيد ترشيح السنيورة، ويبقى للمعارضة 57 صوتا، علما ان 53 من اصل الذين استشارهم الرئيس سليمان قبل الظهر لم يرشحوا السنيورة مقابل 59 رشحوه.
وكان حزب الله استبق الاستشارات بانتقاد قرار 14 آذار ترشيح السنيورة، والنائب حسين الحاج حسن الذي قال: انا نعتقد ان ما بعد اتفاق الدوحة يختلف عما قبله، حيث تحل لغة الحوار والتعاون وبنــــاء لبنــــان الدولـــة وتقريب القلــــوب بدل لغـــة الشتائــــم والاتهامــــات واثارة العصبيـــات والبربريــات.
واضاف: ورغم ذلك سنتعالى على الجراح وستبقى يدنا ممدودة، كما اعلن السيد حسن نصر الله، وعدم التخاطب باللغة التي تثير عصبيات الشارع.
الصفحة في ملف ( pdf )