بيروت - زينة طبارة
وصف عضو المجلس السياسي في «حزب الله» النائب السابق عمار الموسوي منتقدي خطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى التحرير، بالمجموعات السياسية الصغيرة التي اصيبت بالاحباط نتيجة اتفاق الدوحة، والتي كانت تحاول تحقيق المكاسب السياسية وايجاد الامكنة السياسية الخاصة بها وسط اماكن الكبار من رجال السياسة ولو على حساب الوفاق والتوافق بين اللبنانيين، الا ان وثيقة الدوحة اذابت بنيتهم الهشة على الساحتين السياسية والشعبية، فتحكمت بها حالات التوتر مع لحظة توقيع تلك الوثيقة.
ورد الموسوي على وصف المنتقدين لخطاب السيد نصر الله بالعنصرية بسبب عبارتي «الشهداء» و«اشرف الناس»، شارحا ان المواجهات الشعبية التي حصلت في بيروت والجبل كانت ذات هدفين اساسيين: الأول لمنع الاعتداء على سلاح المقاومة الذي حرر ارض الجنوب والتي هي ارض جميع اللبنانيين دون استثناء وليست فقط ارض المقاومة وجعلها عصية على العدو الاسرائيلي واطماعه، وبالتالي من سقط في سبيل تحقيق هذا الهدف فهو شهيد ويحمل كامل مواصفات الشهادة، والهدف الثاني لمنع الفتنة بكل اشكالها بين اللبنانيين سواء بين الجيش والمقاومة أو بين القوى المذهبية والطائفية، وبالتالي فان الشهادة تكون مقدسة ايضا وحقا لكل من سقط في سبيل تحقيق الاستقرار ومنع الاقتتال بين اهل الطائفة والوطن الواحد، اما بالنسبة للفريق الاخر فقد لفت الموسوي الى انه بالرغم من تعاطف الحزب مع اهالي الضحايا الذين سقطوا في تلك المواجهات فان السيد نصر الله كان على مستوى عال من الحكمة بوصفه القتلى بـ«الضحايا» وليس بـ«الشهداء» وذلك بسبب سقوطهم في الموقع الخطأ ولاسباب واهية وايضا لانهم سقطوا ضحية زرع الحقد في نفوس المواطنين وضحية حملات عشوائية من التضليل وقرارات خاطئة ضد المقاومة اتخذتها حكومة السنيورة انذاك وبالتالي فهم ضحايا المشاريع المغامرة.
وعن عبارة «اشرف الناس» رد الموسوي سبب اثارتها لحساسية البعض الى شعورهم بانهم غير معنيين بها ومستثنون من حقيقة معانيها، بناء على انخراطهم في حلقة التآمر على المقاومة والوطن، متسائلا عمن يستحق مخاطبته بـ«اشرف الناس، وبشعب لبنان العظيم» غير الذي وقف في وجه المغتصب للارض والمحتل لها، وقدم التضحيات الجسام على مذبح المواجهات العسكرية دفاعا عن حرية وكرامة لبنان واللبنانيين.
وعن الكلام بان خطاب السيد نصر الله جاء ردا على خطاب القسم، ادلى الموسوي ان خطاب سماحة الامين العام كان في غاية الوضوح والدقة وكذلك خطاب القسم، الا ان المتضررين من وصول العماد سليمان الى سدّة الرئاسة يحاولون زرع بذور الشقاق بين الرئيس والمقاومة وذلك بهدف تصفية الحسابات معها، مشيرا الى ان خطاب القسم لم يأت على ذكر سلاح المقاومة الا من خلال طرحه لاستفادة الدولة من السلاح والخبرات العسكرية القتالية ضمن استراتيجيتها الدفاعية، اضافة الى اشادته بتضحيات المقاومة والمقاومين والتي ادت الى دحر العدو، ولفت الموسوي الى ان السيد نصر الله اكد في خطابه على تصويب سلاح المقاومة باتجاه العدو فقط وعدم استخدامه لاغراض سياسية الحزب بعيد عنها بعد المنافقين عن جنات الخلود، لكن وفي المقابل ستمنع المقاومة كل محاولة لاستخدام سلاح الدولة بهدف تصفية الحسابات معها ومع المعارضة ككل، مؤكدا ان المقصود بـ«سلاح الدولة» المذكور في خطاب السيد نصر الله ليس فقط السلاح القتالي للجيش والقوى الامنية الشرعية، انما ايضا سلاح القوانين والقرارات التي تستعمل للطعن بشرعية المقاومة تماما كما فعلت حكومة السنيورة الراحلة وتسببت في توتير الشارع واثارة النعرات والفتن.
واعتبر الموسوي ان مشكلة المتضررين من المنحى الذي يعتمده العماد سليمان تكمن في عدم تأهب هذا الأخير لخدمة مشاريعهم في مواجهتهم السياسية مع المعارضة والمقاومة، ورفضه الامر لاعتبارات وطنية حفاظا منه على السلم الاهلي مما كلفه عبء الرمي بسهام التخوين والتشكيك والتحفظ، مؤكدا عدم وقوف المقاومة مبتسمة امام من سيشهر عليها سلاحه بهدف نزع سلاحها في ظل التهديدات الاسرائيلية المتمادية على الحدود الجنوبية واختراقها اليومي للاجواء اللبنانية.
واكد الموسوي قيام حزب الله والمقاومة على معادلة اساسية واحدة الا وهي احتضان الشعب اللبناني الشريف والطاهر من خلال صون كرامته من كل محاولات انتهاك العدو الصهيوني وعملائه والحفاظ على وجوده خنجرا في خاصرة الطامعين به وبارضه، على عكس ما يحاول اشاعته امثال النائب السابق فارس سعيد والنائبين مصطفى علوش والياس عطاالله بان الحزب قائم على معادلة ثلاثية (المال والايديولوجية الدينية والسلاح) بهدف تشويه صورة المقاومة وعملها الشريف، مشيرا الى ان المقاومة تملك السلاح بحكم مشروعية عملها المقاوم للكيان الصهيوني وللاخطار الخارجية، ومتسائلا عن سبب امتلاك الفريق الآخر للسلاح وعن وجهة استعماله في ظل عدم مشاركته في المشروع المقاوم.
واضاف الموسوي قائلا: «ان من يتهم السيد حسن نصر الله واركان قيادة المقاومة بعدم قراءتهم الجيدة للتاريخ حيال تسلم المقاومة في دول العالم للسلطة بعد انتصارها على العدو، عليه ان يكون قارئا مميزا لاحداث التاريخ قبل رشق الاخرين بتهمة الجهل وعدم الادراك والمعرفة، لان ما فات صاحب الادعاء المزيف بالمعرفة لصفحات التاريخ هو انه عندما سلمت المقاومة الفرنسية سلاحها في مخازن الجيش الفرنسي بعد انخراطها في طلائعه وفي العمل السياسي الريادي، كان الاحتلال الالماني قد زال بكامل اشكاله ومخاطره عن الاراضي الفرنسية وكان نظام هتلر النازي قد سقط برمته وسقطت معه كل التهديدات التي تمس وحدة الاراضي الفرنسية، وبما ان حضرة المؤرخ يطالب بأن تتمثل المقاومة اللبنانية بالمقاومة الفرنسية وغيرها من دول العالم وبحسب ما نص عليه التاريخ، عليه اولا ان ينزل اثقال التشكيك بالمقاومة عن منكبيه، وثانيا ان يعمد الى عدم تحريف حقائق تاريخ الحركات المقاومة في العالم».
وتابع الموسوي: «لا احد منا يدعي قراءة كل التاريخ، لكنه يبقى افضل من الذي يدعي قراءته لاسيما النائب الياس عطاالله الذي يعرف اكثر من غيره الاسباب التي تدعوه للقلق جراء ما تم اكتشافه في مكاتبه من وثائق تدينه وتدين كل تياره وتفضح ما كانوا يقومون به (رافضا ذكر ما تنص عليه الوثائق)، لا نبغي ان تنكأ الجراح واعادة فتح الابواب المغلقة انما نحيله الى اصدقائه السابقين في جبهة المقاومة وهم ربما يجيبونه عن تساؤلاته وسينصحونه بالتزام الصمت».
وختم الموسوي مطالبا قوى 14 آذار بالوفاء للرئيس الشهيد رفيق الحريري عبر دعم المقاومة بدلا من التشكيك بها وعبر دعم الوفاق الوطني بدلا من محاولاتهم اليومية لنسفه ولو على حساب كامل مكونات الوطن وسيادته.
الصفحة في ملف ( pdf )