بيروت - عمر حبنجر
أنجز رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة الجانب البروتوكولي من مهمة تشكيل الحكومة بجولة تقليدية قام بها على رؤساء الحكومة السابقين كل في منزله، وقد حصل على تمنيات الجميع له بالتوفيق، اضافة الى زهرة غاردينا قدمها له العماد ميشال عون من حديقة منزله في الرابية.
بداية الجولة كانت عند الرئيس سليم الحص الذي تمنى له التوفيق بتشكيل الحكومة وممارسة مهامه، معتبرا ان انتخاب العماد ميشال سليمان للرئاسة فاتحة خير وفسحة أمل، متمنيا على الاطراف المعنية عدم «وضع العصي في الدواليب».
وفي الاطار عينه زار السنيورة الرؤساء السابقين للحكومة وهم: رشيد الصلح، أمين الحافظ، نجيب ميقاتي، عمر كرامي والعماد ميشال عون.
والى جانب تمنيات رؤساء الحكومات صدرت مواقف عن مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني وعن نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان، وعن سفراء عرب وأجانب في بيروت، تشجع على ازالة العقبات عن طريق تشكيل الحكومة، لكن الانطباعات الاولية والتصريحات الهامشية لبعض اطراف المعارضة، توحي بأن هناك من يتأبط شرا للرئيس السنيورة عند منعطف تشكيل الحكومة. غير ان قادة الموالاة يبدون واثقين من قدرة الرئيس المكلف، بصبره وطول اناته على تدوير الزوايا، وتليين الحديد، في حين يرى احد الوزراء القريبين منه، انه في اسوأ الأحوال، واذا صدقت تهديدات بعض المعارضين بعدم تمكين السنيورة من أن يهنأ في حكومته الجديدة، فإن الرئيس المكلف مستعد لمتابعة تصريف الاعمال بحكومته المستقيلة الى حين الانتخابات النيابية في الربيع المقبل، مع يقينه بان هذا ضد مصلحة المعارضة، لأن ذلك يعني استمرار العمل بقانون الانتخابات الملعون، كما يصفون قانون العام 2000.
الحريري: السنيورة بداية المصالحة
غير ان رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري رأى ان الرئيس السنيورة يمكن ان يكون بداية المصالحة في العهد الجديد.
واضاف ردا على سؤال لهيئة الاذاعة البريطانية انه هو والكتلة رأوا عودة الرئيس السنيورة الى رئاسة الحكومة في هذه المرحلة، لأننا سنكون منصرفين الى الانتخابات النيابية، وانا شخصيا سأركز عملي على موضوع الانتخابات المقررة في الربيع المقبل.
وحول علاقته مع السيد حسن نصر الله قال المفروض مع تشكيل الحكومة ظهور النيات الحقيقية بالنسبة لتشكيل الحكومة، وقال: مع الحزب لا علاقة مباشرة انما مع دولة الرئيس بري.
وقال: قبل هذه الاحداث كنت دعوت للقاءات مع نصر الله وبري، وكنت المبادر بالحوار لكن الذي حدث في لبنان، كان خطيرا للغاية، لذلك نرى ضرورة اللقاء المبكر.
حزب الله: سنشارك بفعالية في تأليف الحكومة
في غضون ذلك اكدت كتلة الوفاء للمقاومة ان المعارضة ستشارك بفعالية في تأليف الحكومة المقبلة من أجل متابعة كل القضايا التي تهم المواطنين وتحمي سيادة الوطن على كل المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والتربوية والصحية وغيرها. واضاف بيان صادر عن الكتلة، انها اي الكتلة اعربت عن قناعتها، خلال الاتصالات، بأن المواصفات المطلوبة في رئيس حكومة الوحدة الوطنية لم تتوافر وقد مارست حقها الدستوري حينما لم تسم احدا. وقالت الكتلة ان المعارضة بكل اطيافها واثقة تماما بالشراكة في الحكومة الجديدة ايا من كان الرئيس المكلف. وشددت الكتلة على ان اتفاق الدوحة نص بوضوح على تشكيل حكومة وحدة وطنية تحظى فيها المعارضة بـ 11 وزيرا وهذا ما ينبغي ان يحترمه الرئيس المكلف.
الجميل قلق من العرقلة
بدوره الرئيس امين الجميل، اعتبر امس، وفي زحمة القلق من عرقلة تشكيل الحكومة او الخلاف على البيان الوزاري، ان خطاب القسم للرئيس ميشال سليمان قد يشكل مخرجا للجميع ومدخلا لمعالجة السلاح، وان على المعارضة ان تأخذ قرارا بضرورة المشاركة وليس المناكفة، وقد كنا فضلنا ان يرشح المعارضون السنيورة طالما ان الاكثرية تبنته، اما بعد ما حصل ما حصل نتمنى الا يؤثر موقف المعارضة هذا على تشكيل الحكومة. وبعد استقباله القائمة بأعمال السفارة الأميركية في بيروت ميشال سيسون، دعا الجميل المعارضة الى عدم وضع الشروط التعجيزية، ونقل عن سيسون ارتياح الادارة الاميركية للتطورات في لبنان، واصفا السنيورة بالرجل المنفتح وليس رجل التحدي.
وقال ان حزبه لا يتمسك بوزارة الصناعة التي كانت لنجله الشهيد بيار الجميل، انما يريد اي وزارة يستطيع من خلالها خدمة البلد.
وفي بكركي قال الوزير طارق متري بعد لقاء البطريرك نصر الله صفير انه يأمل الا تتعقد عملية تشكيل الحكومة.
من جانبها طرحت الوزيرة معوض الساعية للعودة الى الحكومة الجديدة، سؤالا كبيرا وهو ان المشكلة في لبنان ليست قصة سلطة، بل قصة كيان وهوية.
الاستشارات النيابية اليوم وغداً
هذا وأعلنت الأمانة العامة لمجلس النواب ان الرئيس السنيورة سيباشر استشاراته النيابية اعتبارا من الساعة 1.30 من بعد ظهر اليوم وينتهي يوم السبت.
الصفحة في ملف ( pdf )