جدد العراق دعوته لشطب ديونه الخارجية المقدرة بنحو 60 مليار دولار والغاء التعويضات المفروضة عليه.
وافتتح رئيس الوزراء السويدي فردريك راينفيلت امس في ستوكهولم المؤتمر الدولي لتقويم الوضع العام في العراق الذي يستمر يوما واحدا على ما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وقال راينفيلت في افتتاح الاجتماع: «نحن مستعدون لدعم الحكومة العراقية وكل العراقيين في سعيهم الى دولة ديموقراطية موحدة ومزدهرة تتمتع بالسيادة». وهدف المؤتمر هو تقييم التقدم الذي تحقق في تنفيذ خطة للسلام والتنمية اتفق عليها في اجتماع عقد في مصر العام الماضي للمساعدة في اعادة اعمار العراق بعد أكثر من 5 سنوات من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في مارس 2003.
وترأس رئيس الوزراء العراقي المالكي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مؤتمر «المراجعة السنوية للعهد الدولي مع العراق».
وقال المالكي في كلمته للمؤتمر ان بلده «ليس دولة فقيرة، فهو يملك موارد بشرية ومادية هائلة لكن الديون التي ورثناها من الدكتاتور(يقصد صدام حسين) تعطل عملية الاعمار». وأضاف : «نتطلع الى الدول الشقيقة لشطب ديون العراق والتي تشكل عبئا على الحكومة العراقية» في اشارة واضحة للكويت والسعودية ولهما أكبر ديون مستحقة على العراق في العالم العربي.
تمثيل سعودي وكويتي متدن
وتمثلت كل من الكويت والسعودية في المؤتمر بمستوى ما دون وزيري خارجيتيهما، واعرب عضو في الوفد العراقي عن خيبة أمله بسبب غياب وزيري الخارجيتين السعودي والكويتي.
وابلغ المالكي مؤتمر ستوكهولم بان حكومته تمضي قدما في خططها لاجراء انتخابات محلية في اكتوبر القادم رغم قول قائد القوات الاميركية في العراق ديڤيد يترايوس الاسبوع الماضي ان نوفمبر موعد مرجح أكثر.
واعربت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس عشية المؤتمر عن تفاؤلها بان السعودية والكويت ستخففان من عبء الدين العراقي المستحق لهما مع ان زيارات لها الشهر الماضي في العراق والبحرين والكويت لم تؤد الى اي التزامات ملموسة من دول الخليج بهذا الشان.
وشارك حوالى 100 وفد دولي في الاجتماع المخصص لمتابعة «العهد الدولي» حول العراق. وامتدح كي مون في افتتاحية المؤتمر الحكومة العراقية لما حققته من «تقدم ملحوظ» في تحقيق الاهداف الاقتصادية والسياسية والامنية التي وضعها لها مؤتمر مصر العام الماضي.
وقال «اذا كان علينا استخدام كلمة واحدة لوصف الموقف في العراق اليوم فسأختار كلمة «أمل»، فهناك أمل جديد في ان شعب وحكومة العراق يتخطيان تحديات رهيبة ويعملان معا لاعادة بناء بلدهما».
بدوره عزز عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية دعوة المالكي لشطب ديون العراق وقال في المؤتمر: «ادعو الكل بمن فيهم الدول العربية» الى تسريع هذه المسألة.
الى ذلك دعت رايس امام المؤتمر المجتمع الدولي وخصوصا الدول العربية المجاورة للعراق الى تطوير علاقاتها مع بغداد.، وقالت: «ان العراق بحاجة كي ينجح الى دعم دولي واقليمي وانا اشجع الجميع على تعزيز التزامهم الديبلوماسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي مع شعب العراق».
يذكر انه لا تملك اية دولة عربية بعثة ديبلوماسية دائمة في العراق منذ ثلاث سنوات.
تمثيل ديبلوماسي
وقال مسؤول اميركي رفيع المستوى طلب عدم كشف هويته ان مصر والامارات والبحرين والاردن تستعد لاعادة وجودها الديبلوماسي في العراق.
واشارت رايس الى ان العراق يمكن ايضا ان يقوم بـ «دور مشجع من خلال تعيين سفراء في دول عربية».
ووصفت الوزيرة الاميركية العراق بانه في موقف «مختلف بشكل اساسي» عما كان عليه قبل عام وان الموقف الامني تحسن ولديه برلمان فاعل وعلاقات اعمق مع جيرانه.
لكنها قالت ان العراق مازال بحاجة الى مساعدة العالم داعية المجتمع الدولي الى تسريع مساعدة هذا البلد خصوصا في مجالي الزراعية وبناء المساكن.
وبالنسبة للدور الايراني في العراق قالت: «اعتقد ان مسألة التدخل في شؤون العراق مسألة على الايرانيين ان يحاسبوا عليها».
وشارك وزير الخارجية الإيراني منوچهر متكي في المؤتمر وصرح مسؤولون اميركيون بأنه من غير المتوقع ان تلتقيه رايس.
الصفحة في ملف ( pdf )