عواصم - هدى العبود
أكد سمير التقي مدير مركز الشرق للدراسات من العاصمة السورية دمشق ان ما تتناقله وسائل الاعلام من انه تم تحقيق توافق في المبادئ العامة في الملفات الثنائية الأربعة: وهي الحدود -المياه - التطبيع - والترتيبات الأمنية غير دقيق.
واذ اكد تقي في تصريح لـ«الأنبــاء» أن هــذه المـلفات هي محاور التــفاوض بين سورية واسرائيل، شـــدد على ان الأمور مازالت في مراحلها الأولى، ولم تصل بعد لمرحلة النضج.
ولفت الى ان اثارة قضايا غير صحيحة تضر بالمفاوضات خاصة ان الأمور لم تنضج بعد.
ووضع مصدر سوري مطلع آخر لـ«الأنباء» هذه المعلومات الصحافية في باب التكهنات خاصة «انه لم يصدر في دمشق أي موقف مما يتم تداوله في بعض وسائل الاعلام مما يوحي بأن ما ينشر في بعض الوسائل الاعلامية يدخل في باب التكهنات».
وجاءت هذه التصريحات عقب ما نقلــته صـحــيفة «الشرق الاسط» اللندنية عن مصدر سوري مقرب من مفاوضات السـلام الاسرائيلية - السورية، مــؤكدا انه تم تـحقــيق توافق في المـبادئ العامة في الملفات الـثنائية الأربعة التي تشمل الترتيبات الأمنية والمياه والحدود والتطبيع.
وقال المــصـدر الذي طلب عدم الكشف عن هويــته في مقابلة مع الصحيفة نشرت أمس، ان المرحلة الــسابقة لم تشهد الدخول في تفاصيل العملية التفاوضية، بل رسمت الخطوط العريضة لها، مشيرا الى أن المرحلة المـــقبلة ستـشهد تناول «القضايا الملموسة».
وقال ان الانتقال الى التفاوض المباشر بات وشيكا نظرا الى «جدية» الطرفين المعنيين والوسيط التركي، مضيفا أن انطلاق هذه المرحلة سيكون رهنا بانضاج ظرف سياسي واقليمي.
وقال المصدر السوري ان اسرائيل وافقت على مبدأ الترتيبات الأمنية من الجانبين (السوري والاسرائيلي)، معتبرا أن هذه الترتيبات ستكون بمنزلة مرحلة مؤقتة الى حين بناء الثقة بين الطرفين.
وقال: «السوريون يصرون على أن تكون الترتيبات الأمنية مشتركة من الطرفين وهناك موافقة اسرائيلية بهذا الصدد وقد وضعت القضية كمبدأ من مبادئ النقاش مع الاسرائيليين».
وردا على سؤال حول الهواجس المتعلقة بالحديث عن امكان تأجير قسم من الجولان في اطار الترتيبات الأمنية، قال المصدر السوري: «المبدأ هو عودة كامل الجولان الى السيادة السورية، سيناء المصرية شكلت جزءا من الترتيبات الأمنية ولكنها بقيت مصرية والموضوع سيكون في الاطار نفسه في سورية».
كذلك، شــدد على أن المـســائل الاقليمية بما في ذلك العلاقة مع ايران وحركة حزب الله الشيعية اللبنانية وحركة حماس الفلسطينية مؤجلة الى مرحلة مقبلة، مؤكدا أن قضية العلاقة مع ايران لم تطرح في المفاوضات ولم يتم الطلب على طاولة المفاوضات من السوريين فك تحالفهم مع ايران.
في هذه الاثناء، قال زعيم المعارضة اليمينية رئيس حزب الليكود الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان هضبة الجولان ستظل خاضعة للسيادة الاسرائيلية.
ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن نتانياهو القول ان «التواجد الاسرائيلي على الجولان يضمن الأمن».
وحذر نتانياهو من أن «تخلي اسرائيل عن الجولان سيؤدي في نهاية المطاف الى انتشار قوات ايرانية فيها».
وكان وزير الدفاع السوري العماد حسن توركماني قال في وقت سابق ان طريق السلام واضح وهو انسحاب اسرائيل من الأراضي «المحتلة» الى حدود الرابع من يونيو عام 1967.
ونقلت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) عن وزير الدفاع قوله مساء أمس الاول ان «سورية تؤكد من جديد رغبتها في السلام عندما قررت متابعة مفاوضات غير مباشرة وعلنية برعاية تركية وفقا لمرجعية مؤتمر مدريد للسلام».
الصفحة في ملف ( pdf )