انتقد مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل غير مباشر كلا من اسرائيل والولايات المتحدة لعدم قيامهما بنقل المعلومات حول المفاعل السوري المفترض ومهاجمة الموقع قبل اعطاء الوكالة الفرصة لتفتيشه.
وقال البرادعي في افتتاحية مجلس محافظي الوكالة بڤيينا امس: «من المؤسف جدا عدم تقديم المعلومات المتعلقة بالمنشأة (للوكالة) في الوقت المناسب واللجوء الى القوة من جانب واحد قبل اعطاء الوكالة الفرصة لتحديد الوقائع».
ولم يأت مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية على ذكر الولايات المتحدة او اسرائيل بشكل مباشر.
الى ذلك اعلن البرادعي ان وفدا من الوكالة سيبدأ في الـ 22 من الشهر الجاري زيارة رسمية لسورية تستغرق يومين.
وقال ان «سورية وافقت على استضافة مفتشي الوكالة للقيام بأعمال الرصد والتحقيق على موقع كانت اسرائيل قد دمرته في السابع من شهر سبتمبر الماضي بحجة انه مفاعل نووي قيد الانشاء».
واكد ان الوكالة تلقت فعلا معلومات من دول لم يكشف النقاب عنها ان «الموقع السوري كان مفاعلا نوويا بصدد الانشاء».
وقال البرادعي ان الدول الاعضاء في الوكالة وبينها سورية لديها تعهدات امام الوكالة بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي تؤكد ضرورة القيام بابلاغ الوكالة قبل الشروع في بناء اي مفاعل نووي.
واعرب البرادعي عن امله ان تبدي السلطات السورية المختصة الدعم الكافي لمفتشي الوكالة للقيام بمهامهم التحقيقية بهذا الخصوص.
النووي الإيراني
وفي الشأن الإيراني دعا مدير عام الوكالة ايران الى «تقديم كشف كامل» عن برامجها النووية وذلك خلال افتتاح اجتماع مجلس محافظي الوكالة في ڤيينا امس.
ويتوقع ان تسيطر المسائل العالقة حول برنامج ايران النووي والمخاوف من تعسكره على اجتماعات مجلس المحافظين خلال دورته لشهر يونيو الجاري والتي قد تستمر من 3 إلى 5 أيام.
ويستبعد ديبلوماسيون ان يتخذ المجلس خلال الاجتماع قرارا ضد إيران.
وقال ديبلوماسيون غربيون لوكالة الانباء الالمانية إن مثل هذا القرار لن يحظى بدعم جميع أعضاء المجلس ويبعث لطهران رسالة مفادها أن ثمت خلافات بيننا.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر ديبلوماسي قوله ان البرادعي ادلى بخطاب «متشدد» خلال الاجتماع طلب فيه «من ايران تقديم كشف كامل» عن انشطتها النووية المثيرة للجدل.
واضاف البرادعي يقول: «مرت 5 سنوات منذ ان بدأت هذه المرحلة من التدقيق المكثف في البرنامج النووي الايراني».
وقال: «في وقت تحقق تقدم نوعي على صعيد ايضاح العديد من جوانب هذا البرنامج، لا سيما فيما يتعلق ببرنامج تخصيب اليورانيوم، من الضروري ان تتمكن الوكالة من التوصل الى خلاصة فيما يتعلق بطبيعة البرنامج الايراني قبل هذه المرحلة».
شفافية
وتابع قائلا: «هذا يتوقف بشكل اساسي على ابداء ايران الشفافية اللازمة وتقديمها كشفا كاملا.
وانا احضها مجددا على القيام بذلك في المستقبل القريب».
واعتبر ان «عدم احراز اي تقدم» من جانب طهران في هذا المجال «امر مثير للاسف».
ويأتي هذا الاجتماع الصيفي للبلدان الـ 35 الاعضاء في اللجنة التنفيذية للوكالة، فيما تتعرض ايران لضغوط متزايدة للكشف عن برنامجها النووي.
وفي تقرير اتسم بنبرة عالية غير مألوفة، دعت الوكالة في 26 مايو الماضي طهران الى وقف انشطتها لتخصيب اليورانيوم، كما يطالب بذلك مجلس الامن.
وطلبت الوكالة خصوصا تفسيرات حول وثائق توحي بأن ايران حاولت في السابق حيازة القنبلة النووية، فيما لا تكف ايران عن التأكيد ان برنامجها النووي سلمي ويهدف الى توفير موارد الطاقة الضرورية لمنفعة البلاد.
وحذر الرئيس الجديد للبرلمان الايراني علي لاريجاني لدى انتخابه امس الاول من ان ايران قد تعيد النظر في تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويأتي اجتماع المجلس بينما يحاول خافيير سولانا المنسق الاعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد الاوروبي إقناع طهران بسلة حوافز تقدمها فرنسا والمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين في مقابل تعليق برنامجها النووي.
الصفحة في ملف ( pdf )