يفتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اليوم، انشطة المؤتمر الاسلامي العالمي للحوار الذي تنظمة رابطة العالم الاسلامي بمكة المكرمة لمدة 3 أيام، بمشاركة نحو 500 عالم ومفكر اسلامي من عدة دول اسلامية وعربية واجنبية.
ويلقي شيخ الازهر خلال الجلسة الافتتاحية كلمة ضيوف المؤتمر، كما يستعرض الامين العام لرابطة العالم الاسلامي د.عبدالله التركي موضوعات المؤتمر ومحاوره، خلال كلمة الافتتاح فيما يتناول المفتي العام للمملكة العربية السعودية الشيخ عبدالله آل الشيخ أهمية حوار الثقافات والاديان وتختتم الجلسة الافتتاحية بكلمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى العالم الاسلامي بضرورة الحوار مع الآخرين وسبل تحقيق ذلك.
مواجهة الاتهام بالإرهاب
ورأى الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي د.عبدالمحسن التركي - في تصريح له امس- أهمية مناقشات علماء الدين الاسلامي في العالم لتهيئة الأجواء لعلاقات متوازنة بين مختلف الشعوب والأمم، ومواجهة ظواهر العنف والارهاب والتي ألقت بظلال أليمة على المجتمعات الاسلامية خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر وإلصاق تهم الارهاب ظلما بالمسلمين، اضافة لمناقشة موضوعات اجتماعية كوضع الأسرة في المجتمع لاستقرار الأوضاع الاجتماعية واقرار حقوق الانسان من منظور اسلامي واعداد جيل صالح لتحمل أعباء الأمة الاسلامية.
وشدد التركي على ان «بعض الأشخاص ربما عندهم لبس ويتصورون أن المؤتمر يتناول وحدة الأديان أو انه انه تنازل عن الأحكام الشرعية، وهذا غير وارد أصلا فالمؤتمر سيركز على المشترك الإنساني».
وأكد التركي أن المؤتمر سيرد على المشككين في الحوار ويوضح لهم الحقائق، وكان بعض من الدعاة السعوديين قد عبروا من خلال مقالات نشرت على عدد من المواقع الإسلامية عن رفضهم لاقامته.
وأوضح د.التركي أن المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار ينعقد برعاية خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وذلك بمشاركة أبرز علماء العالم الإسلامي من السنة والشيعة، ومعظم وزراء الأوقاف والشؤون الدينية في العالم الإسلامي ورؤساء المجالس الإسلامية العليا، وشيخ الأزهر والشخصيات المعنية بالحوار كالدكتور عزالدين إبراهيم مستشار رئيس دولة الإمارات، ود.عصام البشير، والمشير عبدالرحمن سوار الذهب، ومحمد علي تسخيري والذي سيكون رئيسا لإحدى الجلسات، وهاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران.
تجاوب مع دعوة خادم الحرمين
وقال د.التركي إن المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار جاء تجاوبا مع دعوة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فيما يخص الحوار مع أتباع الرسالات الإلهية والثقافات والحضارات والفلسفات وليس حصرا على الأديان.
وأشار د.التركي إلى أن المجتمعين سيقومون بوضع خطة واستراتيجية للمستقبل وذلك من خلال العلماء المسلمين الذي يمثلون المجتمعات الإسلامية، والتي ستركز على مشروعية الحوار في الإسلام من خلال تأصيل الطريقة الصحيحة المنطلقة من القرآن والسنة ومن تجارب المسلمين.
وحول ما إذا كانت هناك خطط قادمة فيما يتعلق بحضور حاخامات ورهبان من الديانتين المسيحية واليهودية قال د.التركي إن المؤتمر سيضع الخطة لما ينبغي أن تكون عليه المؤتمرات القادمة «ولا أستطيع أن اسبق المؤتمر بشيء.
لم يجتمع هذا الجمع إلا ليقرر ولست أنا، وهذا الموضوع سيكون من ضمن أجندة المؤتمر».
وانبثقت دعوة خادم الحرمين في أعقاب زيارته للڤاتيكان ولقائه التاريخي بالبابا بنديكتوس السادس عشر في نوفمبر 2007، وهي زيارة اعتبرتها الڤاتيكان تمهيدا لمزيد من النقاشات الموسعة حول ضرورة إقامة حوار بين الأديان والحضارات المختلفة لتعزيز السلام والعدالة، وإرساء القيم الروحية والأخلاقية.
وقد شدد خادم الحرمين الملك عبدالله على أن نداءه موجه للعالم بأسره.
ومن المقرر أن تبدأ الجلسات النقاشية للمؤتمر العالمي للحوار عقب الجلسة الافتتاحية اليوم، لمناقشة 4 محاور من خلال 6 جلسات على مدى 3 أيام تتناول التأصيل الاسلامي للحوار ومحدداته ومحاوره الشرعية ومنهجه وضوابطه وتحديد أطراف الحوار وبحث سبل تطويره وتنمية مجالاته لخدمة الاسلام والمسلمين، ويحدد المؤتمر رؤية اسلامية للحوار مع أصحاب الأديان السماوية، ويمهد لحوار أوسع مع كل أصحاب الرسالات في العالم.
ومن المقرر ان يناقش المؤتمر عددا من الأبحاث حول مستقبل الحوار مع غير المسلمين ورؤية تفعيله واقتراح آلياته ويحدد مقترحات العلماء المسلمين من مختلف دول العالم لهذا الحوار.
مستقبل الحوار
ويناقش المشاركون في المؤتمر بحثا حول مستقبل الحوار في ظل الإساءات المتكررة إلى الإسلام للدكتور فوزي الزفزاف عضو مجمع البحوث الإسلامية ووكيل الأزهر سابقا، يؤكد فيه إن المصلحة العامة تقتضي الاستمرار في الحوار الديني وأن نشجعه ولا نتخلى عنه، مع تقويمه ووضع الضوابط التي تراعي فيه مبادئ أساسية مهمة عند ممارسته، ومنها تحديد الهدف من الحوار وهو الوصول إلى الحقيقة والصواب في الموضوع محل الحوار وقبول الحق والتسليم به حتى تثبت بالدليل الواضح والالتزام بموضوع الحوار وعدم الخروج عنه عند المناقشة وتبادل الآراء فيه بين المتحاورين.
ويوضح د.الرفراف ان الحوار يجب ان يقوم على نبذ التعصب للرأي وضرورة الالتزام باحترام الرأي الآخر والتزام كل عضو من أعضاء طرفي الحوار باحترام بقية الأعضاء وعدم التعالي عليهم والحرص على استعمال الأسلوب الراقي المهذب الذي يعرض بالآخرين وتحقيق المساواة بين أعضاء طرفي الحوار في المستوىين العلمي والثقافي والإلمام الكامل بالمعلومات عن موضوع الحوار وضمان حرية الرأي في لتعبير لأعضاء طرفي الحوار بشرط عدم تجريح الآخرين أو الطعن في العقيدة أو الخروج على الآداب العامة.
ويشير الى أهمية توفير المعلومات الكاملة الصحيحة عن موضوع الحوار لدى المتحاورين لاسيما إذا كان الحوار يتعلق بموضوعات اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية أو دينية.