بيروت - عمر حبنجر
عاد امن بيروت قضية شائكة اضافت عصا جديدة في عجلات عربة تشكيل الحكومة الجديدة، في وقت كان رئيسها فؤاد السنيورة يعمل من اجل ان يكون على رأس حكومة ناجزة في استقبال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي غدا.
هذا التطور برز مساء اول من امس باعلان تيار المستقبل الاتجاه نحو تعليق مشاركته في المشاورات الجارية لتشكيل الحكومة اعتراضا على الاعتداء الذي استهدف احد ابناء منطقة الطريق الجديدة عماد زغلول، الذي نجا من الاغتيال على يد مسلحين استدرجوه الى منطقة المدينة الرياضية.
وكشفت مصادر تيار المستقبل ان النائب سعد الحريري طلب من رئيس الوزراء المكلف فؤاد السنيورة اثارة هذا الموضوع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وابلاغه ان حوادث مماثلة ستؤدي الى توقف الاتصالات السياسية الجارية لتأليف الحكومة.
لجنة عربية لتقصي الحقائق
واضافت المصادر ان الحريري بصدد طلب لجنة عربية لتقصي الحقائق في بيروت، خصوصا ان اتفاق الدوحة شمل ضمانا لأمن العاصمة.
وفي مسعى لاستيعاب الوضع ومعالجته، زار رئيس الحكومة فؤاد السنيورة عين التينة حيث التقى الرئيس نبيه بري لأول مرة، ثنائيا، منذ استقالة وزراء امل وحزب الله في نوفمبر 2006.
بري لا يغطي مرتكباً
وقد اطلع السنيورة الرئيس بري على موقف سعد الحريري وتيار المستقبل وعلى المشاورات حول تأليف الحكومة.
وعلم ان الرئيس بري ابلغ رئيس الحكومة انه لا يغطي احدا من المرتكبين سواء اكانوا من شرطة المجلس ام من غيرهم.
واجرى اتصالا بالنائب الحريري ووعد بمعالجة الوضع الامني.
وضع الرئيس سليمان في الأجواء
وبادر رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة الى اطلاع رئيس الجمهورية ميشال سليمان على مضمون لقائه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري مساء اول من امس والمتعلق بتشكيل الحكومة.
وابلغه ان جانبا كبيرا من البحث تركز على التطورات الامنية خصوصا لجهة «تصاعد الخروقات والتجاوزات والاعتداءات من قبل مسلحين أو محازبين على الارض وفي اكثر من منطقة وحي وشارع في بيروت» بحسب بيان حكومي.
وقالت مصادر حكومية ان الرئيسين تداولا هذه الاعتداءات والتجاوزات التي لم يعلن عنها، حفاظا على اجواء التهدئة التي سادت بعد اتفاقية الدوحة لكن حادثة اطلاق النار على المواطن عماد زغلول وقبلها حادثة القاء قنبلة في الطريق الجديدة كانتا بمنزلة النقطة التي طفح فيها الكيل، خاصة ان العملية تمت بعلنية واضحة، وعلى ما يبدو بهدف تصفيته، مما جعل الامور تفيض عن حدها واستدعت مواقف محددة، وبات من الواجب ازاءها اتخاذ اجراءات حازمة لمنع التجاوزات والاعتداءات.
وقد طلب الرئيس السنيورة من الاجهزة الامنية المختصة من جيش وقوى امن داخلي وامن دولة تكثيف المتابعة لمنع الاعتداءات التي تتم في بعض الاحياء وملاحقة الذين يقومون بها في ظل تنامي المعلومات عن ملاحقة مواطنين من قبل فئات حزبية.
رغبة أميركية
غير أن قوى المعارضة، شككت في أن يكون الموقف الحاد لتيار المستقبل وللرئيس السنيورة، مرتبطا بمحاولة اغتيال عماد زغلول، الذي استدرج واطلقت عليه النار، على خلفية طعن ابن احد ضباط شرطة مجلس النواب في وقت سابق، وحسب انما اعتبرت ان هناك أبعادا سياسية أكبر، كما يقول نائب سابق، عضو في حزب الله، تمتد الى الرغبة الاميركية في رفع الموالاة لسقف شروطها من أجل اعادة التوازن السياسي الذي اهتز لمصلحة المعارضة على حد اعتقاد النائب السابق.
نقولا: حجة للتعطيل
بدوره اشار عضو تكتل التغيير والاصلاح نبيل نقولا لاذاعة «النور» الى انه سبق للمعارضة ان حذرت من احتمال الا يثبت فريق الموالاة على توقيعه، وان يتراجع عن موقفه بعد انتخاب رئيس الجمهورية، معتبرا ان اثارة الموضوع الأمني حجة للتعطيل، وان بقاء حكومة السنيورة تم بناء على طلب أميركي.
واضاف: في الأساس قالوا مادام لا يوجد رئيـــس للجمهورية سيبقى الأمن مــتوترا، فانتخبنا رئيس جمهورية، والآن يجب ان تكون هناك حكومة لتشكيل الوحدات الأمنية القــادرة على ضــبط الأمن فكيف نستـطيع تشكيلها ما لم تكن هناك حكومة انهم ينوون ابقاء البلد بلا حكومة ليستمر السنيورة ممسكا بزمام الأمور من خلال تصريف الأعمال.
بالمقابل شن عضو كتلة القوات اللبنانية النائب فريد حبيب هجوما عنيفا على المعارضة اللبنانية معتبرا إياها من يغطي المجرمين، وقال حبيب في تصريح له: «اذا استمرت البؤر الأمنية في بيروت والاعتداء على المواطنين، فهذا لا يعني التزاما باتفاق الدوحة، فالفقــرة الأهم بالنسبة إلينا في هذا الاتفــاق هي المتعــلقة بالشق الأمني، لذلك لا يجوز ان تواصل قوى المعارضة حملتها في قتل المواطنين بطرق وحشية!
وعن التأخير في تشكيل الحكومة قال حبيب: المعارضة تعرقل في الشارع وكذلك من خلال المــطالب الــوزارية، معتبرا ان العقبات الأمنية لاتزال على حالها.
دعوة لمواكبة أمنية عربية
وفي الاطار عينه رأى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون ان الجريمة التي حصلت في بيروت تندرج في سياق خرق اتفاق الدوحة، مشيرا الى وجود انتهاكات للكرامات وتصرفات غير مقبولة تجري في الشارع ولا تليق ببيروت وبأهاليها.
واعتبر فرعون في حديث لإذاعة «صوت لبنان» ان معالجة هذا الوضع يجب ان تتم على الصعيد الداخلي بمواكبة عربية، مؤكدا ان هناك حاجة لاجراءات جدية لاخراج العناصر التي لا تزال موجودة في الشارع للتخفيف من التوتر.
واشار الى ضرورة اعطاء الوقــت الكـــافي لرئيس الحكومة المكلف فــؤاد الســنــيورة لينجز حكومته بعيدا عن الضـــغوط.
الصفحة في ملف ( pdf )