بيروت - عمر حبنجر
يصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى بيروت اليوم على رأس وفد كبير ورفيع يضم لأول مرة رئيس وزراء فرنسا ووزير خارجيتها، ومن شبه المؤكد ان الرئيس فؤاد السنيورة سيستقبله الى جانب الرئيسين ميشال سليمان ونبيه بري، بصفته رئيس حكومة تصريف الاعمال، بعدما تعذر تشكيل الحكومة الجديدة حتى الآن، ولو ان الرئيس السابق امين الجميل ما زال يعتقد احتمال تشكيل الحكومة قبل وصول ساركوزي، وهذا ما كرره امس في لقاء مع تلفزيون المنار.
وبمعزل عن معطيات الجميل، رغم مصارحة الرئيس سليمان له بالعقبات التي تحول دون تشكيل الحكومة بين ليلة وضحاها، فإن مختلف الشواهد الامنية والسياسية تستبعد ان يستيقظ اللبنانيون على حكومة جديدة صباح هذا اليوم، وآخر هذه الشواهد وابرزها، تقليص جدول زيارة الرئيس الفرنسي ساركوزي الى لبنان، بالغائه الرحلة الى الجنوب لتفقد قوات بلاده، وصرفه النظر عن التحدث الى الصحافيين في المطار والاكتفاء بخطاب يلقيه في بعبدا، ردا على خطاب الترحيب الذي سيلقيه الرئيس سليمان في الغداء الرسمي على شرفه.
وفسر الفرنسيون هذا التقليص وخصوصا الغاء الرحلة الى الجنوب، بأن هدفه التركيز على الجانب السياسي من الزيارة وهو دعم العهد اللبناني الجديد، وهو لذلك سيكتفي بخلوة مع الرئيس سليمان يعقبها غداء رسمي، يشارك فيه اقطاب الحوار اللبناني.
والشاهد الآخر يتمثل بنفي قطر ارسال موفد رفيع لاستطلاع الوضع والوقوف على اسباب تعثر تشكيل الحكومة، والاكتفاء باتصالين هاتفيين مع الرئيس سليمان الاول من الامير الشيخ حمد، والثاني من رئيس الحكومة ووزير الخارجية حمد بن جبر.
وتداول الرئيس سليمان مع الشيخ حمد بن خليفة الاوضاع اللبنانية العامة والتطورات السياسية والامنية الاخيرة.
وقد اعرب امير قطر عن دعمه للجهود المبذولة لاستكمال تطبيق اتفاق الدوحة، والدور الذي يمكن ان تلعبه قطر في المساعدة على تقريب وجهات النظر بين القيادات اللبنانية.
على ان النائب ميشال المر، توقع امس ان يتم تشكيل الحكومة خلال اسبوعين، وتمنى على الجهات السياسية التي تعرقل الحل ان تسعى لايجاده.
وقال المر: لو عاد المسؤولون اللبنانيون لأنفسهم وفكروا وحللوا، ورأوا ماذا يقول الناس عنهم، لما اجازوا لأنفسهم ابقاء لبنان مشلولا كما كان في السنة الماضية.
المر وبعد استقباله القائمة بأعمال السفارة الاميركية ميشال سيسون، قال ان الاشكالات الامنية الاخيرة لا تستوجب قوات عربية، مشددا على اهمية الاسراع في تأليف الحكومة الجديدة.
اما عن توزير نجله الياس فقال: هناك امر عليهم ان يفهموه، ففي خلال ثلاث سنوات كان الياس المر وزير دفاع وعلى تعاون وثقة متبادلة مع قائد الجيش العماد سليمان، بمعنى انهم عملوا مع بعضهم في اصعب الظروف، خصوصا في معركة نهر البارد، وكان هو الغطاء السياسي للجيش، ولهذه الثقة المتبادلة سيختارونه لوزارة الدفاع، اضافة الى ان المر يمثل شريحة من الشعب المسيحي بصورة خاصة، في المتن اولا، ثم في لبنان بالاجمال.
بيروت منزوعة السلاح
واتى نفي المر الحاجة الى قوات عربية في بيروت، ردا على مطالبة نواب في تكتل المستقبل باعلان بيروت منزوعة السلاح.
لكن النائب امين شري رفض باسم حزب الله القوات العربية.
الوزير جان اوغاسبيان، اعتبر امس ان بقاء الوضع الميداني على ما هو عليه يحتم ارسال لجنة عربية لحسن تنفيذ الشق الامني من اتفاق الدوحة.
وحذر اوغاسبيان في تصريح له امس من ان تحديات خطرة تواجه تطبيق اتفاق الدوحة وما انتجه من مسار سياسي لحل الازمة اللبنانية، بسبب استمرار التجاوزات اليومية والتهديدات المتكررة للمواطنين وكراماتهم والاعتداء على الاملاك العامة والخاصة، اضافة الى اعمال الترهيب والاستفزاز في اكثر من منطقة في لبنان، لاسيما في العاصمة بيروت.
من جهته، دعا وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال محمد جواد خليفة الى رفع الغطاء عن كل المخلين بالامن في بيروت وغير بيروت.
وقال خليفة، وهو محسوب على رئيس مجلس النواب نبيه بري: لا يوجد قرار سياسي بالاحداث المشكو منها، وان الرئيس بري طلب من القوى الامنية ان تتحمل مسؤولياتها.
وردا على ذلك، كشف عضو هيئة القيادة في حركة امل، رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان ان المعارضة تعد تقريرا موثقا حول ما اسماه الاعتداءات التي ارتكبها انصار الاكثرية.
وشدد قبلان على انه من حق المعارضة الحصول على تسع حقائب وزارية، ورحب بأي جهد من قطر من اجل حلحلة عقدة تشكيل الحكومة.
الصفحة في ملف ( pdf )