هاجم مسؤولون في وزارة الدفاع وزعماء سياسيون اسرائيليون نائب رئيس الوزراء شاؤول موفاز بعدما هدد بمهاجمة ايران واتهموه باستغلال التوتر الاقليمي لتعزيز طموحاته الشخصية.
وقال نائب وزير الدفاع ماتان فيلناي لراديو اسرائيل امس: «تحويل واحد من اكثر القضايا الامنية استراتيجية الى لعبة سياسية واستخدامه لأغراض داخلية لحملة مستقبلية في كديما هو شيء لا يجب ان يحدث».
ونقلت الاذاعة الحكومية عن مسؤول دفاعي كبير اخر قوله ان تصريحات موفاز «لا تعكس السياسة» كما انها «تخاطر بأن تزيد الصعوبة بالنسبة لاسرائيل في اقناع مزيد من الدول بتصعيد عقوباتها ضد ايران».
وذكرت الاذاعة نقلا عن المسؤول ذاته: «أقوال الوزير موفاز غير مسؤولة ولا تتماشى وموقف حكومة اسرائيل».
تحويل انتباه
واضاف: «البرنامج النووي الايراني يهم المجتمع الدولي برمته وليس اسرائيل فقط. وتصريحات كهذه من شأنها ان تحول الانتباه عن هذا التهديد» مع تسليط الضوء على اسرائيل بدلا من التهديد الايراني.
وموفاز قائد عسكري سابق وهو من كبار المنافسين حاليا في حزب كديما لرئيس الوزراء ايهود اولمرت المتورط في قضية فساد تهدد مستقبله السياسي.
وقال موفاز في مقابلة صحافية الاسبوع الماضي ان الضربات الاسرائيلية ضد ايران تبدو أمرا «لا مناص منه» بالنظر للتقدم في الخطط النووية الايرانية.
واشار البيت الابيض الى ان موفاز يتحدث عن خشية الدولة اليهودية من الجمهورية الاسلامية لكن مسؤولين في وزارة الدفاع الاسرائيلية اشاروا الى صراع على السلطة يعصف بحزب كديما المنتمي لتيار الوسط في حين يكافح اولمرت فضيحة رشا.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من متحدثين باسم موفاز وهو وزير دفاع سابق ايراني المولد همشه اولمرت بتكليفه بتولي وزارة النقل في تغيير وزاري عام 2006.
الى ذلك، قال مصدر مقرب من وزارة الخارجية الاسرائيلية لوكالة فرانس برس ان «موفاز فوت فرصة للزوم الصمت.
الكل في اسرائيل يدرك ان لديه دوافع انتخابية لكن تصريحات كهذه تضع اسرائيل في وضع غير مريح بتاتا على الساحة الدولية».
كذلك اتهم نواب من المعارضة اليمينية موفاز رغم انه قريب من مواقفهم بانه ادلى بتصريحات «غير مسؤولة» وبانها «مجرد كلام».
انتقادات صحافية
وخصــصـت صــحيفة «معاريف» الاسرائيلية في عدد الامس صفحة كاملة لنتائج تصريحات موفاز في المقابلة التي اجرتها معه صحيفة «يديعوت احرونوت» المنافسة.
وبدت اراء معاريف واضحة من عناوين مثل «فم كبير» و«ضرر مؤكد» و«كيد مرتد».
وكتب الصحافي بن كاسبيت في صحيفة معاريف «لو كان موفاز وزير دفاع اليوم لطلب اقالة وزير النقل على الفور».
واضاف: «فجأة اصبح الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد
هو المجني عليه.
ايران في موقف دفاعي ازاء اليهود المجانين».
وساعدت التصريحات في رفع اسعار النفط بحوالي 9% الى مستوى قياسي بلغ 139 دولارا للبرميل يوم الجمعة وتسببت في رد فعل حذر من جانب واشنطن التي دافعت عن عقوبات الامم المتحدة ضد ايران في حين اشارت الى ان القوة يمكن ان تكون ملاذا اخيرا.
وعبّر المحلل الاقتصادي في يديعوت احرونوت سفير بلوتزكر عن رأي مماثل واشار الى مفارقة ان موفاز يقدم في الوقت نفسه دعما لايران رابع اكبر منتج للنفط في العالم.
وقال: «الثرثرة عن كيف سنهاجمكم وندمركم لن تردع صناع القرار في طهران وانما ستدفع اسواق النفط الى الجنون... ومن المستفيد من ذلك؟ طهران».
احتجاج إيراني
في غضون ذلك، تقدمت ايران امس الاول باحتجاج لدى الامم المتحدة على تصريحات موفاز ضدها وفقا لوكالة الانباء الايرانية الرسمية.
ووجهت ممثلية ايران لدى الامم المتحدة رسالة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والى مجلس الامن للمطالبة بـ «رد فعل حازم» على تصريحات موفاز.
وجاء في الرسالة التي اوردتها وكالة الانباء الايرانية ان «لا مبالاة مجلس الامن يشجع النظام الاسرائيلي» وفي «انتهاك فاضح لمبادئ الامم المتحدة يستمر في تهديد ايران بشكل خطر».
الصفحة في ملف ( pdf )