اصبح الطريق ممهدا امام المرشحين في السباق الى البيت الابيض الجمهوري جون ماكين والديموقراطي باراك اوباما لبدء مرحلة جديدة في حملة الانتخابات الرئاسية التي تنتهي في الرابع من نوفمبر المقبل مع انتخاب الرئيس الاميركي الرابع والاربعين.
واعلنت سيناتور نيويورك هيلاري كلينتون التي بدت لوقت طويل انها الاكثر حظا للفوز بالرئاسة الاميركية ولتصبح المرأة الاولى التي تتولى هذا المنصب، رسميا امس الاول وقف حملتها الانتخابية، واكدت «دعمها الكامل» لمنافسها السابق اوباما.
وبدوره اشاد سناتور ايلينوي بكلينتون، مؤكدا انها ستضطلع بدور «اساسي» في المرحلة المقبلة من الانتخابات الرئاسية وكذلك «في السنوات المقبلة».
واعلن المرشح الديموقراطي انه على عجلة من امره للقيام بحملة انتخابية الى جانب هيلاري التي تمثل قيمة «لا تقدر» للفوز بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل.
وقال في رسالة الكترونية الى انصاره ان «السناتورة كلينتون ستكون قيمة لا تقدر لمساعدتنا على الفوز في نوفمبر وانا على عجلة من امري للقيام بحملة انتخابية الى جانبها كي نحمل للبلد التغييرات التي هو بحاجة ماسة اليها».
واضاف «حزبنا ووطننا هما اكثر قوة بفعل العمل الذي قامت به طيلة حياتها وانا افضل مرشح لانني احظى بفرصة القيام بحملة معها».
وقال ايضا ان هيلاري كلينتون «صنعت التاريخ خلال هذه الاشهر الـ 16 الماضية»، مؤكدا ان خصمته السابقة «استنهضت ملايين الاميركيين من خلال قوتها وشجاعتها والتزامها بقضايا مثل التأمين الصحي والتي ستغير حياة العمال الاميركيين».
ودعا عددا من انصار كلينتون الى ترشيح السيدة الاميركية الاولى سابقا، زوجة بيل كلينتون، لمنصب نائبة الرئيس الى جانب اوباما واكتفت اوساط سناتور ايلينوي بالقول ان هذا الامر سيحسم خلال مؤتمر الحزب الديموقراطي العام الذي سيعقد من 25 الى 28 اغسطس في دنفر (كولورادو غرب).
ولا تبدو مهمة المرشح الديموقراطي سهلة وكما ذكرت كلينتون، فإن الحزب الديموقراطي فاز ثلاث مرات فقـــــط في الانتخابات الرئاســــية الـ 10 التــــي نظــــمت في العقـــود الاربعــــة الاخيرة (جيمي كـارتر في 1976 وبيل كـــلينتون في 1992 و1996).
ومنذ مارس، حصل ماكين (71 عاما) على ترشيح الحزب الجمهوري وحظي بدعم جميع منافسيه داخل الحزب.
ويركز سناتور اريزونا، وهو احد ابطال حرب ڤيتنام، على خبرته في قضايا الامن القومي للفوز على منافسه، معتبرا ان الحنكة السياسية تنقص اوباما لتولي منصب الرئاسة.
وقال ماكين في فيلم دعائي بدأ بثه الجمعة الماضية في الولايات التي تعتبر اساسية في معركة حسم نتائج الانتخابات «انني مرشح لأحافظ على سلامة وامن هذا البلد الذي احبه».
من جهته، يؤكد اوباما ان ماكين ليس سوى نسخة من الرئيس الحالي جورج بوش الذي ينهي ولايته الثانية بتدن في شعبيته الى مستويات غير مسبوقة.
ويبدأ المرشح الديموقراطي اليوم في رالي (كارولاينا الشمالية، جنوب شرق) جولة تستمر 15 يوما تخصص للقضايا الاقتصادية.
وما زال شبح الانكماش الاقتصادي يخيم على الولايات المتحدة.
ويعكس ارتفاع نسبة البطالة، الاكبر منذ 22 عاما، وقد انتقل الى 5.5% في مايو مقابل 5% في ابريل هشاشة الاقتصاد بسبب ازمة الرهن العقاري وارتفاع اسعار النفط في خضم حملة الانتخابات.
وفي نهاية مايو، كان ماكين جمع اكثر من 117 مليون دولار. ومنذ بدء حملته حصل اوباما على هبات كثيرة، وجمع حتى نهاية ابريل 265 مليون دولار.
وهي المرة الاولى منذ 1996 التي يبدأ فيها مرشح ديموقراطي حملته للانتخابات الرئاسية مع اموال اكثر من منافسه الجمهوري.