اعلن الرئيس الليبي معمر القذافي في افتتاح قمة عربية مصغرة امس في طرابلس، رفضه مشروع الاتحاد من اجل المتوسط على الاقل في صيغته الحالية، محذرا من انه يمس بالوحدة العربية والافريقية وقال القذافي «نحن بلدان اعضاء في الجامعة العربية وكذلك في منظمة الوحدة الافريقية ولا نجازف بأي حال من الاحوال بتمزيق الوحدة العربية او الافريقية وعلى شركائنا (الاوروبيين) ان يفهموا هذا جيدا».
واضاف «اذا ارادت اوروبا ان تتعاون فلتفعل ذلك مع الجامعة العربية او الاتحاد الافريقي ولكن لا نقبل ان تتعامل اوروبا مع جزء واحد» من هذه الدول.
والقذافي كان الوحيد الذي تحدث في افتتاح القمة المصغرة التي شارك فيها ايضا رؤساء سورية بشار الاسد وموريتانيا سيدي ولد شيخ عبدالله وتونس زين العابدين بن علي والجزائر عبدالعزيز بوتفليقة ورئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي.
وعن عدم مشاركة الرئيس المصري محمد حسني مبارك في القمة قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في مؤتمر صحافي مشترك مع نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية الكويت الشيخ د.محمد الصباح امس في القاهرة إنه كان هناك حديث لطلب مشاركة الرئيس حسني مبارك إلا أن «ارتباطات الرئيس وضيق الوقت لم تسمح له بالمشاركة في هذه القمة».
ووصف القذافي المشاريع الاقتصادية التي وعدت بها الدول الاوروبية دول جنوب المتوسط بأنها «طعم»، معتبرا ان ذلك يشكل «اهانة» لهذه الدول.
وقال «نحن لسنا جياعا ولا كلابا لترموا لنا العظام.
الان يلوحون لنا بهذه المشاريع مثل الطعم. هذا يمثل اهانة».
واكد القذافي «نحن نلاحظ ان الاتحاد الاوروبي يحرص على تماسكه ولا يقبل تجزئته.
وفكرة صديقنا العزيز (الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي) رفضت باصرار من قبل اوروبا.
والجامعة العربية لا ترضى ايضا بتفريق صفها وتحطيم تماسكها».
من جهة اخرى وصف القذافي مشروع الاتحاد من اجل المتوسط بانه مشروع «استثنائي عابر» مآله الفشل كما حدث لمسار برشلونة او لسياسة الجوار التي اعتمدها الاتحاد الاوروبي تجاه جيرانه على الضفة الجنوبية للمتوسط.
وقال «لا يمكن ان نضحي بالجامعة العربية ووحدة افريقيا من اجل مشاريع استثنائية عابرة»، مضيفا «لم ينجح مسار برشلونة كما ماتت فكرة الجوار».