واشنطن - أحمد عبدالله
بدأ السيناتور باراك اوباما جولة انتخابية ذات طابع اقتصادي في ارجاء الولايات المتحدة وسط علامات تبين ان الخطاب الحار الذي القته هيلاري كلينتون عند انسحابها من السباق ودعمت فيه اوباما بعبارات قوية ادى الى قفزة في ارقام المرشح الديموقراطي بالمقارنة مع منافسه جون ماكين.
فقد اوضح استطلاع اجرته مؤسسة «غالوب» ان اوباما حصل على زيادة مقدارها 3% من اصوات الاميركيين بعد خطاب هيلاري وذلك بالمقارنة مع نسبة من كانوا يؤيدونه قبل الخطاب، اذ حصل المرشح الديموقراطي على 48% مقابل 42% لمنافسه الجمهوري الذي تراجعت نسبة مؤيديه بعد خطاب هيلاري بمقدار 4%.
وفي استطلاع آخر اجرته مؤسسة «راسموسن» زادت نسبة مؤيدي اوباما بمقدار 4% ايضا بعد خطاب هيلاري لتصل الى 50% من الاميركيين على وجه العموم فيما تراجعت نسبة مؤيدي ماكين بمقدار 2% لتصل الى 44%.
وقال المحلل الاميركي كريس باورز تعليقا على تلك النتائج «يبدو ان اوباما يرتفع بمعدلات اسرع بعد خطاب هيلاري على الرغم من انقضاء يومين فقط على الخطاب عند اجراء الاستطلاع، فقد كان معدل زيادته في هذين اليومين يفوق معدل زيادته في ثلاثة اسابيع سابقة».
اما بيتر سكوت راسموسن مدير المؤسسة التي تحمل اسمه فقد قال ان ما يقال عن انصراف الناخبات من النساء عن اوباما يبدو بدوره غير صحيح، واضاف «خلال الايام الثلاثة السابقة وجدنا ان اوباما يحصل على دعم 52% من النساء ممن استطلعنا اراءهن فيما ذهبت اصوات 40% من النساء فقط لماكين».
وتابع «حين كنا نجرى استطلاعا محصورا بين الديموقراطيين وحدهم في السابق كانت افضل نسبة يحصل عليها اوباما هي 70% اما الآن وبعد خطاب هيلاري فانه يحصل على 82%، الواضح ان الديموقراطيين نجحوا في توحيد صفوفهم مرة اخرى بسبب خطاب هيلاري».
في المقابل توقع قادة التيار الايفانجيلي المسيحي المتشدد ان يفوز اوباما باغلبية الاصوات في 40 ولاية بسبب «ضعف علاقة ماكين بالكنيسة الايفانجيلية» حسب قولهم،الا ان تقارير اخرى تشير الى ان اوباما وضع استراتيجية تعتمد على الفوز بخمسين ولاية وهو امر ان حدث فانه سيسجل سابقة تاريخية.
ورغم ان من المستبعد ان يفوز اوباما بهذا العدد من الولايات الا ان المرجح ان يفوز بولايات جنوبية كانت «مغلقة» على الديموقراطيين طوال العقود الماضية، ويظهر ذلك من اخفاق الجمهوريين في اختيار مرشحين مناسبين للكونغرس الذي تجرى انتخاباته النصفية بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية اي في نوفمبر المقبل.
وبينما وضعت اسعار النفط قضايا الاقتصاد في مقدمة الاولويات الملحة للناخب الاميركي فان حملة اوباما تضع مسؤولية المتاعب التي يواجهها الاميركيون الآن على عاتق الادارة الجمهورية الحالية.
وقد دعا اوباما الى زيادة الاعفاءات الضريبة المعادة الى الاميركيين الى 50 مليار دولار ووعد بتبني سياسة ضريبية جديدة تحمل شركات النفط الكبرى حصة كبيرة من الضرائب بسبب ارتفاع ارباحها بنسبة هائلة.
وكانت اسعار الوقود قد وصلت في الولايات المتحدة الى مستويات قياسية اذ بلغ متوسط سعر الغالون من وقود السيارات نحو 4 دولارات.
وادى ذلك الى حالة من النقمة العامة ضد الادارة الحالية دفعت باحد اعضاء مجلس النواب وهو المرشح الرئاسي السابق دينيس كوسينيتش الى تقديم طلب الى المجلس بمحاكمة جورج بوش تمهيدا لاقالته.