Note: English translation is not 100% accurate
قراءة سياسية في الوضع المسيحي من وحي «المهرجانات المتنقلة»
الأحد
2006/10/15
المصدر : الانباء
14 فبراير تلتئم قيادات 14 مارس في ساحة الشهداء في الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، تتشابك أيادي الحريري وجنبلاط وجعجع ويقول كل منهم كلمته، كان هذا اول مؤشر الى ان جعجع هو المرتكز المسيحي الأقوى في تحالف 14 مارس الذي ناداه البعض منذ ذلك اليوم بـ «تحالف 14 فبراير» أو بكلمة اخرى جعجع تكرس زعيما لـ «مسيحيي 14 مارس» ليستقر هذا التحالف على «سيبة ثلاثية» قوامها الحريري ـ جنبلاط، وجعجع.
من مؤتمر الحوار الذي تعثر عند موضوع رئاسة الجمهورية الى حرب يوليو التي اطاحت الحوار وسلطت الضوء على «سلاح حزب الله» مسافة زمنية قصيرة لكنها حافلة بالمتغيرات الكبيرة التي كان منها اتساع الشرخ السياسي على الساحة المسيحية بالتلازم مع اتساع الهوة وقيام فرز حاد على الساحة اللبنانية، وفي ظل محورين كبيرين:
محور الاكثرية بزعامة المستقبل، ومحور الأقلية ونواته حزب الله ـ التيار الوطني الحر، تكرس الافتراق والانشطار السياسي على الساحة المسيحية بين تيارين واتجاهين على وقع جدل ونقاش سياسي يدور في الكواليس والدوائر المقفلة ولا يتسرب منه إلا القليل ولكنه قليل يكفي لمعرفة حجم الخلاف الذي هو أعمق وأكثر حدة من الخلاف الذي حصل حول «الطائف».
معركة السيادة
النقاش في الأروقة المسيحية كشف خلافا على الأولويات، هناك من لايزال يعطي أولوية لـ «معركة السيادة» التي لم تنته فصولها بعد مادامت العودة السورية الى لبنان لاتزال ممكنة بشكل أو بآخر عبر نفوذ سياسي أو أمني، ومادامت هناك فرصة دولية نادرة متاحة للبنان يجب التقاطها وملاقاتها والتفاعل ايجابا معها، وهناك من يعطي اولوية لـ «معركة المشاركة والتوازن» بعدما أصبحت «سورية في سورية» وباتت العودة السورية تستخدم كـ «فزاعة» وبعدما استمر، رغم الخروج السوري، الخلل في التوازن ونهج الهيمنة والاستئثار.
هناك من يرى ان الخلل في التوازن ناجم عن غياب رئاسة الجمهورية والعزلة التي تعانيها، وبالتالي فإن الخطوة الأولى لتصحيح الوضع تكون في انتخاب رئيس جديد، وهناك من يرى ان الخلل يكمن في مجلس الوزراء، مركز القرار وصاحب السلطة التنفيذية وان التصحيح يبدأ من تغيير حكومي يعيد صياغة الأحجام والتوازنات، ولاحقا «قانون جديد للانتخابات» يتيح التمثيل الشعبي الصحيح والمتوازن.
هناك من يرى خطورة محدقة بمشروع الدولة طالما استمرت «دولة» حزب الله وظل محتفظا بسلاحه، وطالما ظل حزب الله امتدادا محليا لمحور اقليمي يبدأ من طهران ويمر في دمشق وغزة، وهناك من يحدد مصدر الخطر في عدم قيام الدولة المتوازنة والعادلة والضامنة لحقوق ومصالح وأوضاع الطوائف والجماعات طالما ظل النهج الأكثري معتمدا على حساب النهج التوافقي، وطالما ظلت الأكثرية على ارتباط بمشاريع ووصايات بديلة.
هناك من يرى ان تحالف عون ـ نصرالله يساهم في ربط لبنان بالمحور السوري ـ الايراني، وهناك من يرى ان هذا «التفاهم» يشكل عامل استقرار داخلي وحماية للمسيحيين ويحول الانقسام اللبناني من طائفي الى سياسي.
يتبع...
اقرأ أيضاً