Note: English translation is not 100% accurate
قراءة سياسية في الوضع المسيحي من وحي «المهرجانات المتنقلة»
الأحد
2006/10/15
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1345
هناك من يرى ان «الشيعية السياسية المسلحة» هي المشكلة اليوم، وهناك من يرى ان «السنية السياسية المهيمنة» هي المشكلة.
الاختلاف يكاد يغطي كل المساحة السياسية الى حد ان المساحة المشتركة تتقلص وتتلاشى الى حدها الأدنى، والصراع سيشتد كلما اقترب موعد الاستحقاق الرئاسي الذي هو العنوان الحقيقي لمعركة الحكومة، وتتخلله عروض قوة في معركة اعادة تحديد الأحجام والأوزان السياسية.
حرب المهرجانات
قبل أسابيع أحيت القوات اللبنانية ذكرى شهدائها في مهرجان حاشد وتحت رعاية بكركي وغدا سيكون للتيار الوطني الحر مهرجانه، وبين المهرجانين كان بيان مجلس المطارنة، الذي فهم منه عدم تحبيذ فكرة حكومة الوحدة الوطنية والتشكيك بأهدافها وخلفياتها.
في تقديرات أوساط «التيار» ان مهرجان اليوم في ساحل المتن سيحضره الآلاف وسيكون حجم المشاركة فيه مفاجئا وفائقا كل التوقعات، وسيشكل ردا بليغا على كل ما يقال عن «تراجع شعبية العماد عون» وعن «نزوح سياسي مسيحي من ضفة الى اخرى» وسيكون بمثابة استفتاء شعبي على سياسة العماد عون وخياراته الجديدة، وسيعلن تجديد الثقة الشعبية به وتجديد التفويض الشعبي المعطى له.
وفي تقدير أوساط مراقبة ان المهرجان سيكون حاشدا وان التيار الوطني الحر أفاد من جملة عوامل لإقامة هذا الحشد:
المناسبة (13 اكتوبر) عزيزة على قلوب العونيين وهي في اساس تكوين التيار الذي يظل مشدودا الى 13 اكتوبر كذكرى وطنية أليمة، ويضع عودة الجنرال الى قصر بعبدا كهدف سياسي «ثأري»، ومهرجان القوات في حريصا مضافا اليه بيان بكركي ايقظ مشاعر وعصبيات نائمة، الى درجة ان مهرجان 15 اكتوبر بات موجها الى الداخل المسيحي ومدرجا في سياق الصراع المفتوح على الساحة المسيحية، قرارا وتمثيلا وزعامة، اكثر مما هو استفتاء على سياسات وخيارات وتحالفات خارج نطاق هذه الساحة، ولكن سواء أكان المهرجان استفتاء على الزعامة أو «السياسة»، فإنه يشير الى ان العماد عون نجح في الحفاظ على «شعبيته وجمهوره» رغم الخيارات والتحالفات التي عقدها وتحديدا مع حزب الله وهي خيارات مكلفة وتنطوي على مخاطر سياسية وشعبية لانها غير مألوفة مسيحيا ولا تنسجم مع المفاهيم والسلوكيات التي نشأ ودرج عليها المجتمع المسيحي في العقود الثلاثة الماضية.
بعد مهرجان القوات اللبنانية ومهرجان التيار الوطني الحر تكتمل حلقة المهرجانات في مهرجان حزب الكتائب في عيد تأسيسه الـ 70، المهرجانات في ظاهرها علامة تنوع وحيوية ودينامية على الساحة المسيحية، وفي باطنها ليست دليل «صحة وعافية» ولا تعكس «تنوعا في الوحدة» وانما تعكس «دينامية تشرذم» واحتكام الى الشارع الذي يزداد تأججا وتوترا، وهذه الخلافات المتجددة، وهذه العودة الى ذي بدء هي الآن سبب رئيسي من أسباب «الاحباط» المتجدد والمتمادي عند المسيحيين، انها لمفارقة حقا ألا يخرج المسيحيون من دائرة الاحباط رغم خروج سورية من لبنان وخروج لبنان من عصر الوصاية، وان يشكو المسيحيون من خلافات قادتهم وتناحرهم بعدما كانوا امضوا 15 سنة وهم يطالبون بعودتهم وينتظرونهم بفارغ الصبر ويعللون النفس ويعلقون الآمال، 15 سنة، والمسيحيون المحبطون يطالبون بخروج سورية وعودة قادتهم، خرجت سورية وعاد القادة، والاحباط مازال موجودا، جزء من المشكلة عندهم، جزء من المسؤولية يتحملونها، ولكن بالتأكيد ليس كل المشكلة وليس كل المسؤولية.
اقرأ أيضاً