اجتمع ممثلون من 67 دولة و17 منظمة دولية امس في باريس بغية توفير الدعم السياسي والمادي المطلوبين بشدة للجهود الدولية الرامية لتحقيق الاستقرار في أفغانستان.
ووعد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فى كلمته امام الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المانحين بمضاعفة المساعدات التي تقدمها فرنسا الى كابول وقال «لسنا مستعمرين أو مبشرين.
نريد العمل مع الحكومة الافغانية» واعدا بتقديم 107 ملايين يورو (166 مليون دولار) على مدى ثلاث سنوات على أن تستخدم الاموال في قطاعات الصحة العامة والزراعة.
وقال ساركوزي ان هذه المساعدة «ستخصص بحسب الاولوية للزراعة والصحة».
واكد من جهة اخرى، ان «فرنسا ستبقي على التزامها في افغانستان ما دام ذلك ضروريا لتحقيق الانتصار لاننا لا نستسلم امام الارهابيين».
وأضاف ان هدف المساعدات هو «تخليص أفغانستان من الارهابيين والمخدرات».
وأعلنت السيدة الاميركية الاولى لورا بوش أن بلادها ستقدم 10.2 مليارات دولار كمساعدات اضافية لدعم اعادة بناء واعمار أفغانستان خلال السنوات الخمس المقبلة.
وقالت لورا بوش - خلال حديثها أمام المؤتمر - ان هذا المبلغ يأتى ليضاف الى 26 مليار دولار قدمتها الولايات المتحدة منذ عام 2001 لمساعدة التنمية واعادة الاعمار فى أفغانستان.
وأشارت لورا بوش الى أنها لمست خلال الزيارة التى قامت بها الاسبوع الماضى الى أفغانستان الزيادة الكبيرة فى أعداد الفتيات اللاتى يتلقين تعليمهن فى المدارس والجامعات الافغانية، وهو الامر الذى يعد مؤشرا جيدا.
وأضافت انه لا يزال هناك الكثير الذى يتعين عمله من أجل دعم عملية التنمية بكافة جوانبها فى أفغانستان وتعزيز عملية اعادة بناء واعمار البلاد.
وتامل الحكومة الاميركية أن ينجح المؤتمر في جمع مبلغ يصل الى 15 مليار دولار على الاقل لصالح كابول.
من جانبها اعلنت وزارة الخارجية الالمانية قبيل انعقاد المؤتمر في بيان انها خصصت لدعم مؤتمر افغانستان ما قيمته 420 مليون يورو.
ومن بين المشاركين في المؤتمر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والامين العام لحلف شمال الاطلسي (ناتو) ياب دي هوب شيفر ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس والرئيس الافغاني حامد كرزاي.
وطلب كرزاي في كلمته امام المؤتمر من المجتمع الدولي تقديم مساعدات طويلة الامد الى بلاده.
وقال ان الحاجات الاهم بالنسبة لبلاده هي الطاقة والزراعة.
وطلب كرزاي أيضا من الدول المانحة تنسيق المساعدات بشكل أفضل مع الحكومة الافغانية في كابول. وأضاف «ان هناك هياكل موازية موجودة حاليا
تعرقل تأسيس مؤسسات أفغانية مماثلة لها».
وأضاف الرئيس الافغاني ان الامن لا يزال أكبر تحد يواجه بلاده. وتقدم كرزاي بخطة مدتها خمس سنوات لاعادة انعاش الاقتصاد واصلاح البنية الاساسية فى البلاد لكنها بحاجة الى 50 مليار دولار لتنفيذها.
هذا وأعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان المجتمع الدولي وعد أمس خلال مؤتمر باريس بتقديم نحو عشرين مليار دولار من المساعدات لدعم اعادة اعمار افغانستان وتنميتها.
وقال كوشنير خلال مؤتمر صحافي «لا اعلم المبلغ بالضبط، يجب احتسابه بدقة، لكنه يناهز عشرين مليار دولار. انه نجاح لم نكن نتوقعه».
وكان الوزير اشـــــار اولا الى 19.951 مــليار دولار ثم تحـــدث عن 21.461 مــــــليارا خلال كلمته الختامية.
واضاف «انه نجاح لاننا توقعنا 17 مليار دولار»، مكررا «لم نكن نتوقع مبلغا كبيرا كهذا».
وتابع كوشنير «لقد برهنا لجميع الافغان اننا الى جانبهم. اننا نحارب معهم ولهم ومن اجل مستقبلهم».