بيروت - عمر حبنجر
اقفل اسبوع لبناني واطل آخر، والكل في انتظار تشكيل الحكومة اللبنانية، بعد تذليل العقبات التي مازالت تسد طريقها الى النور.
والجديد اللافت في هذا الموضوع تلقي الرئيس ميشال سليمان اتصالا هاتفيا من العماد ميشال عون، حيث عرض معه بعض التطورات، موضحا ما كان اعلنه مساء اول من امس من الدعوة الى التوازن الاسلامي - المسيحي داخل حقيبتي رئيس الجمهورية التوافقي، بحيث لا يبدو ممثلا للمسيحيين فقط، ما يؤول الى ترك «حقيبة مسيحية» للعماد عون المطالب بحقيبة الدفاع.
وقال عون ان عزل القرار المسيحي عن تكتل التغيير والاصلاح في الحكم امر مرفوض وحدود لا يمكن تجاوزها وحائل مسدود في وجه كل العالم. بدوره، اللواء عصام ابوجمرة، مرشح العماد عون لتولي وزارة الدفاع، اتهم الموالاة بمحاولة مضايقة العماد ميشال عون والمعارضة بصورة عامة.
وقال ان نواياهم لو كانت مخلصة تجاه رئيس الجمهورية لكانوا طلبوا اعطاء الرئيس خمس وزارات وتأخذ الموالاة 14 والمعارضة 11 وزارة، فانقاص العدد الى ثلاثة للحصول على 16 وزارة دليل استئثار بالوضع الحكومي، مقترحا توزيع الحقائب السيادية بالقرعة.
من جانبه، النائب السابق ناظم الخوري المستشار السياسي للرئيس سليمان، وردا على سؤال حول ما اذا كان هناك من يطالب الرئيس بحقيبة الدفاع او عدم اعطاء الداخلية لشخص محايد، قال: ان اتفاق الدوحة كان واضحا بالنسبة الى مسألة التوزير، مشيرا الى ان العماد سليمان لم يقل كلمته بعد، وهو ينتظر اتفاق الفرقاء على توزيع الحقائب، وان عملية تشكيل الحكومات ليست نبوءة.
اتصال عون تم في الوقت الذي كان الرئيس سليمان يقوم بأول زيارة عائلية لبلدته «عمشيت» منذ انتخابه، وقد وقف والى جانبه المستشار خوري ونائب المنطقة وليد خوري يستقبلان المهنئين.
وفور وصوله الى عمشيت توجه الرئيس سليمان الى مدفن العائلة، حيث وضع اكليلا على ضريح والده نهاد غطاس سليمان وصلى في كنيسة «صيدنايا» الاثرية التي كانت معبدا وثنيا حولها جد العائلة سليمان عام 1950 الى كنيسة.
اما النائب وليد خوري فقد اشاد بمزايا وصفات الرئيس سليمان ووصفه «بالمصلح» كاشفا عن ان العماد ميشال عون الذي يرأس الكتلة التي ينضم اليها الخوري، وقبل خروج الرئيس اميل لحود من بعبدا طلب منه اجراء مباحثات مع نواب الاكثرية لتزكية الرئيس سليمان كمرشح توافقي.
السنيورة يأمل بإيجابية عون
وكان الرئيس فؤاد السنيورة خرج من لقائه بالرئيس ميشال سليمان في بعبدا ليخير المعارضة بين وزارتي المالية والخارجية.
وقال: الاصرار والموقف ما زال هو هو في السعي من اجل تأليف هذه الحكومة مع مطلع هذا الاسبوع، مؤيدا ان تكون وزارتا الدفاع والداخلية خيار رئيس الجمهورية، ومبديا ثقته بأن العماد ميشال عون سيقدم على خطوة ايجابية. غير ان اذاعة النور الناطقة بلسان حزب الله، قالت ان اتفاق الدوحة لم يتطرق الى مسألة الحقائب، وان الامر اقتصر فقط على ان يكون وزير الداخلية محايدا.
من جهته، عضو شورى حزب الله الشيخ محمد يزبك حمل مسؤولية تأخير الحكومة الى القائمة بأعمال السفارة الاميركية ميشيل سيسون التي تنتقل من مكان لآخر. وقال: مازلنا في بداية المقاومة لأن المخطط الاميركي - الاسرائيلي مستمر.
بيد ان النائب وائل ابوفاعور عضو اللقاء النيابي الديموقراطي اعتبر في كلمة له في احتفال حزبي في البقاع الغربي ان النقاش يدور حول مكاسب ومطالب وزارية سيادية او خدماتية، وتحت الطاولة هناك الكثير من الاشتراطات غير المعلنة لجهة الشراكة في خيار وزير الداخلية وفرض بعض الشروط الانتخابية على بعض الشخصيات او بعض الاطراف في التشكيلة الحكومية او على وجهة الحكم في لبنان مستقبلا، معتبرا ان المعركة كانت ولا تزال معركة استقلال لبنان وسيادته ومعركة حق المواطن اللبناني والمجتمع اللبناني في ان يبني مؤسساته دون الخضوع لهيمنة احد او سلطة احد.
في سياق متصل، استعرض ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني النائب وليد جنبلاط الذي يزور المملكة حاليا التطورات على الساحة اللبنانية.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية امس أن الأمير سلطان بن عبدالعزيز أجرى مباحثات مع جنبلاط الذي يرافقه وزير الإعلام غازي العريضي ووزير المهجرين نعمة طعمة «تركزت على آخر التطورات على الساحة اللبنانية».
وكان خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبد العزيز استقبل في قصره بجدة مساء اول من امس جنبلاط والعريضي. وجرى خلال الاستقبال استعراض الأوضاع الراهنة في لبنان. وحضر الاستقبال الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز الأمين العام لمجلس الأمن الوطني والسفير السعودي لدى لبنان د.عبدالعزيز محي الدين خوجه.
موسى يتحدث عن بريق أمل
في غضون ذلك، غادر الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى بيروت امس، بعد حضوره زفاف كريمة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتباحثه مع الرؤساء اللبنانيين وبعض اقطاب الحوار حول معوقات تشكيل الحكومة.
وفي المطار تمنى موسى ان يسعد لبنان قريبا بأنباء الاتفاق على تشكيل الحكومة، متحدثا عن بريق امل واجواء تفاؤل.
الصفحة في ملف ( pdf )