بيروت - عمر حبنجر
كوندوليزا رايس فجأة في بيروت، وقد سبقتها تصريحات للوفد الاعلامي المرافق، تدرج هذه الزيارة في خانة دعم الرئيس ميشال سليمان، وتشكيل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي مازالت في دوامة الاستقصاءات الداخلية والاقليمية.
وتكتمت السفارة الأميركية والقصر الجمهوري على كل ما يتعلق بوصول رايس، حتى لحظة هبوطها في المطار الذي سبقتها اليه مروحية أميركية آتية من قبرص وتقل الوفد الاعلامي.
وتوجهت رايس الى بعبدا مباشرة وبعد اجتماع استغرق نصف ساعة مع الرئيس ميشال سليمان، قالت رايس ان الزيارة هي للتعبير عن دعم الولايات المتحدة للديموقراطية في لبنان ولسيادة لبنان وحريته.
كما تأتي في اطار التهنئة للرئيس سليمان بانتخابه رئيسا، وأكدت ان واشنطن ستدعم سليمان وعهده والحكومة العتيدة.
وفيما يتعلق باتفاق الدوحة فقد رحبت واشنطن به واعتبرته خطوة أولى جيدة للبنان من أجل حل ازمته التي امتدت طويلا.
واضافت: صحيح انه حصل اتفاق حول الثلث المعطل في الحكومة، لكن حصل ايضا اتفاق على تشكيل حكومة وعين الرئيس السنيورة رئيسا لتشكيلها، كما تم انتخاب الرئيس سليمان، وهذا ما نادينا به لوقت طويل، كما عاد العمل بالمؤسسات الديموقراطية في لبنان.
وتابعت تقول: بكل وضوح، في اي تسوية هناك تنازلات، لكنني أرى ان هذا الاتفاق يخدم مصالح الشعب اللبناني، وبما انه كذلك فإنه يخدم ايضا مصالح الولايات المتحدة الأميركية.
اما حول السؤال عمن تدعم الولايات المتحدة في لبنان فقالت: نحن ندعم الحكومة اللبنانية المنتخبة شرعيا وهذا واضح.
وقيل لرايس: كنتم تقولون ان لسورية تأثيرا مباشرا على لبنان، وسورية تقوم الآن بمفاوضات مع الغرب من خلال باريس، ماذا تقولون؟ وأجابت: فيما يتعلق بمفاوضات سورية والغرب انا آتية من اسرائيل، ونحن كنا ندعم الفكرة التي تقول ان السلام في الشرق الأوسط يجب ان يكون شاملا وقد قيل ايضا في مؤتمر أنابوليس الذي لحظت فيه المسارات الثلاثة والمسار الاسرائيلي - الفلسطيني هو الأكثر تقدما، لكن هذا يوجب مشاركة المسارين اللبناني والسوري لأن السلام يجب ان يكون شاملا ونحن ندعم الجهود الاسرائيلية للتوصل الى اتفاق مع سورية.
العلاقات اللبنانية ـ السورية
وتابعت: «اما فيما يتعلق بالعلاقات بين لبنان وسورية، فسورية ولبنان دولتان متجاورتان ويجب ان تكون علاقتهما مبنية على مصالح الشعبين، وان يكون هناك تبادل للسفراء، كما هو الحال بين اي دولتين متجاورتين مع ترسيم الحدود بين البلدين وهذا امر ملزم في قرارات الامم المتحدة، واتمنى ان تكون للبنان علاقة جيدة بكل الجيران وعلى اساس سيادته والمساواة واحترام المؤسسات اللبنانية.
وأكدت رايس من بيروت ان بلادها تعتبر ان الوقت حان لتسوية قضية مزارع شبعا المتنازع عليها والتي تستمر اسرائيل في احتلالها في حين يطالب لبنان بسيادته عليها.
وقالت اثر اجتماعها برئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة تعتبر الولايات المتحدة ان الوقت حان لتسوية قضية مزارع شبعا في شكل مطابق للقرار 1701 الصادر عام 2006 والذي توقفت بموجبه الاعمال العسكرية بين اسرائيل وحزب الله.
وبعد لقائها السنيورة، انتقلت المسؤولة الاميركية الى مقر اقامة رئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري حيث عقدت معه لقاء حضره عدد من قادة الاكثرية النيابية التي يدعمها الغرب ودول عربية بارزة، وعقب زيارتها بريأكدت رايس أن أميركا مازالت تعتبر حزب الله منظمة ارهابية غير أن «وجوده في الحكومة شأن لبناني داخلي».
واستبقت المعارضة زيارة رايس بحملة على السياسة الاميركية فالوزير في حكومة تصريف الاعمال طراد حمادة (حزب الله) وصف الإدارة الأميركية بالهالكة والمتهالكة، وقال في خطاب في احتفال للحزب في النبطية ان اميركا خسرت زعامتها للعالم وان في لبنان اناسا يلهثون وراء هذه الادارة، وان على الرئيس السنيورة تشكيل حكومته بأسرع وقت تفاديا للصراع القائم في البلد.
بدوره امل النائب عن حزب الله حسن حب الله الا يقع اللبنانيون في شرك ألاعيب السياسة الاميركية الجديدة مرة اخرى، والا يصغوا الى الاميركي الذي يحاول ان يخرب لبنان كما خربه في الماضي، ودعا الى استعجال تشكيل الحكومة، والى بيان وزاري يحافظ على المقاومة وسلاحها، بوصفها عناصر القوة الأساسية في البلد.
في هذا الوقت تستمر حكاية ابريق الزيت الحكومي في التداول لكن لا حكومة حتى الآن، والكل في الموالاة والمعارضة مجمع على ان العقد من النوع المستعصي، وانها محلية وليست خارجية كما يؤكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ولكن رغم كل ذلك لم يلتمس احد حتى الآن هلال الحكومة المنتظر السابح خلف غيوم المجهول حتى الآن.
سليمان على خط الاتصالات
بيد ان دخول الرئيس ميشال على خط الاتصالات عزز الأمل في امكان اختراق الجدار المسدود، خصوصا بعد لقائه مع العماد ميشال عون في بعبدا، حيث اعتبر ان مشكلة تأخير عملية تأليف الحكومة اللبنانية العتيدة تكمن في توزيع الحقائب وليس في اسماء من سيتولاها.
وجاء كلام عون بعد لقائه رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان في بعبدا حيث بحث معه الوضع القائم ومسألة تأليف الحكومة.
وتمنى عون التوصل الى امر ايجابي فيما يتعلق بتشكيل الحكومة في وقت قريب رافضا تحديد العقبات التي تعترض عملية التأليف خشية ان تزداد الامور تعقيدا.
واكد عون عدم اعتراضه على توزير اي كان عازيا سبب المشكلة في التشكيل الى توزيع الحقائب داخل الحكومة وليس الاسماء التي ستتولى هذه الحقائب.
وحول ما يتردد عن اعتراضه على ضم وزير الدفاع الياس المر الى الحكومة الجديدة اكد عون انه لا يضع اي فيتو على اي كان.
في هذا الوقت بدأ الموالون والمعارضون دراسة حثيثة لاقتراح العماد عون بأن يعطي رئيس الجمهورية التوافقي الحق بتسميته وزيرا مسيحيا وآخر مسلما وقالت مصادر رسمية ان الرئيس سليمان ابلغ عون بأنه لن تشكل الحكومة دون مشاركته.
مصادر الرئيس السنيورة قالت انها تدرس اقتراح عون بايجابية لكنها بحاجة الى توضيحات حول موقف الرئيس سليمان اولا، ثم موقف المعارضة، بالاضافة الى معرفة كيفية ترجمته عمليا.
الصفحة في ملف ( pdf )