نيودلهي - هدى العبود
يبدأ الرئيس السوري بشار الأسد اليوم زيارة رسمية إلى الهند هي الأولى لرئيس سوري منذ عام 1983، ينتظر أن يتم خلالها بحث العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، والتوقيع على عدة اتفاقيات من بينها اتفاقيتان لمنع الازدواج الضريبي وضمان الاستثمارات، إضافة الى التعاون في مجال الفوسفات والطاقة والمعلومات.
وتهتم الهند بتوسيع دائرة علاقتها بالمنطقة عبر سورية التي ترغب من جهتها بتنويع علاقاتها الاقتصادية مع الهند حيث تأتي زيارة الرئيس الأسد في هذا السياق، وخصوصا في ضوء العلاقات التاريخية التي بين البلدين.
وتتميز العلاقات السورية - الهندية بخصوصية تقوم على روابط حضارية، واحترام متبادل وعلاقات سياسية واقتصادية وثقافية ودينية.
ولا تزال الكنائس المسيحية والمقامات الإسلامية السورية رابطا تاريخيا بين الشعبين السوري والهندي وكانت كل من سورية والهند، كل حسب تجربته التاريخية، مسرحا للحوار بين الحضارات.
وقد دعمت الهند بشكل دائم القضية العربية وقدمت الحكومات الهندية المتتالية دعمها للقضايا السورية والفلسطينية وحقوقهما الشرعية ضمن إطار قرارات مجلس الأمن الدولي خاصة في قضية الأرض مقابل السلام، كما قدمت الهند دعمها المستمر والقوي للمطالب السورية العادلة باستعادة الجولان، وهي ترى أن الاستقرار لا يتحقق إلا عبر السلام الشامل والعادل.
ومن خلال العلاقات القوية بين البلدين شهدت هذه العلاقات خلال السنوات الأخيرة تقوية للعلاقات السورية - الهندية في المجال الاقتصادي والسياحي، حيث وصلت الشراكة الاقتصادية إلى مختلف الميادين كالتنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما، والآلات، والتكنولوجيا الحيوية، والمعلوماتية، والمساعدة في المشاريع، والزراعة، والتربية.
وقد شهدت التجارة المتبادلة بين البلدين نموا ثابتا حتى وصلت إلى نحو 490 مليون دولار عام 2007، ومن المتوقع أن تتجاوز التجارة المتبادلة 700 مليون دولار لهذا العام.
وقد دخلت الشركات الهندية الحكومية مجال التنقيب عن النفط في منطقة دير الزور.
وحصلت الهند، إلى جانب الصين، على نسبة في شركة الفرات للنفط بمبلغ 573 مليون دولار كما وقعت شركة هندية أخرى عقدا مشتركا لإنتاج الجرارات في سورية، وتزود الشركات الهندية السوق السورية بآلات الحفر، والمعدات الخاصة بالطاقة الكهربائية، والطب، وغيرها من البضائع، وتحاول الهند استثمار فرص التعاون وإقامة المشاريع المشتركة في قطاعات النقل، وصناعة الصلب، والصناعات الدوائية، وتوليد الطاقة، والمعلوماتية، بالإضافة لذلك، تساعد الهند سورية في إقامة مركز للتكنولوجيا الحيوية بمنحة تبلغ مليون دولار لتغطية تكاليف الأجهزة والتدريب، ودعم التعليم في مجال المعلوماتية، وقد تم تأسيس العديد من مؤسسات التعاون الثنائي، مثل لجنة الأعمال السورية - الهندية المشتركة، واللجنة الاستشارية المشتركة، بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين.
وبعد زيارة رئيس الوزراء الهندي لسورية عام 2003، تم الإعلان عن تخصيص مبلغ 25 مليون دولار على شكل قروض لدعم مشروعات الاستثمار في مجالات التصنيع، والهندسة، والمواصلات، والتعليم، والخدمات.
واستمرارا للزيارات الرفيعة المستوى بين البلدين الصديقين، زارت الهند في يناير 2008 بعثة سورية برئاسة نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية د.عبدالله الدردري.
وإلى جانب المحادثات مع القادة في الهند والإشراف على لقاءات اللجنة المشتركة، تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات خلال الزيارة التي من المتوقع أن تعزز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وإلى جانب الزيادة في التجارة المتبادلة والاستثمارات، هناك زيادة في مستوى التبادل الثقافي والتعليمي، والتقني، خاصة في مجال التدريب والمساعدة.
كما تمت زيادة المنح إلى سورية ضمن برنامج التعاون الاقتصادي والتكنولوجي من 35 منحة السنة الماضية إلى 50 منحة هذه السنة.
وقد أبدت الهند استعدادها لتمديد برنامج التعاون الاقتصادي والتكنولوجي ليتجاوز التدريب في الهند فقط إلى إرسال الخبرات التقنية للتدريب والاستشارة إلى سورية.
وبهذا المستوى من الثقة القائمة بين البلدين على المستويات، وتوافر إمكانية تعزيز العلاقات الثنائية، إلى جانب الجهود المستمرة لتعزيز الروابط القائمة بين البلدين، فإن العلاقات المتبادلة بين سورية والهند ستشهد ازدهارا يضمن تحقيق المصالح المشتركة لشعوب البلدين.