أعلن مسؤول اسرائيلي كبير امس ان دمشق وتل ابيب انهتا جولة اخرى من محادثات السلام غير المباشرة برعاية تركيا وقررتا الالتقاء مجددا.
وقال هذا المسؤول الكبير طالبا عدم ذكر اسمه، ان اثنين من مستشاري رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، شالوم ترجمان ويورام تربوفيتش، انهيا يومين من المحادثات في تركيا تناولت خصوصا مسائل اجرائية.
واضاف ان المحادثات جرت في اجواء ايجابية وبناءة، وكرر الطرفان التزامهما بتحقيق تقدم في هذه المحادثات والالتقاء بانتظام.
من جانبها قالت وزارة الخارجية التركية في بيان ان سورية واسرائيل تريدان مواصلة محادثاتهما واتفقتا على اللقاء بصورة دورية.
وافاد بيان الوزارة «جرت المحادثات في أجواء بناءة وايجابية».
وكان مستشارا رئيس الوزراء الإسرائيلي، المكلفان بإجراء المحادثات مع الوفد السوري، قد توجها إلى تركيا سرا مساء السبت، فيما كشفت وسائل الإعلام أمر سفرهما أمس الأول.
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية في وقت سابق من أمس أن المفاوضين الإسرائيليين سيبلغان نظراءهما السوريين عبرالوسطاء الأتراك بأن إسرائيل ترغب أن تجري جولة المفاوضات المقبلة بصورة مباشرة وأن يجلس الجانبان في غرفة واحدة، وانهما سيوضحان أيضا أن إسرائيل تتطلع إلى الحفاظ على سير المحادثات مع سورية ودفعها بشكل لا تتأثر فيه بالتطورات السياسية في إسرائيل واحتمال سقوط حكومة رئيس الوزراء ايهود أولمرت.
ونقلت هآرتس عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن الجانبين سيحاولان خلال المحادثات الحالية، تحديد القضايا التي سيتم بحثها خلال المفاوضات وتحديد جدول زمني.
ودعا الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز امس الاول علنا سورية الى اجراء مفاوضات مباشرة مثلما فعل الرئيس المصري الراحل انور السادات الذي قام في نوفمبر 1977 بزيارة تاريخية الى اسرائيل.
اما اولمرت فحذر خلال لقاء مع حاكم ولاية نيو مكسيكو الاميركية بيل ريتشاردسون من ان «الطريق للتوصل الى اتفاق لايزال طويلا».
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ان «مواصلة المفاوضات مع سورية امر يفرض نفسه لكن هذا لا يعني ان اسرائيل مستعدة للتنازل عن كل شيء».
الأسد وأولمرت
وفي السياق نفسه قالت مصادر سياسية اسرائيلية ان مبعوثيها في انقرة سيقترحون عقد اجتماع بين اولمرت والاسد في فرنسا الشهر المقبل.
ونسبت وكالة رويترز للانباء عن تلك المصادر ان الاقتراح يتضمن لقاء بين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت على هامش قمة الدول الأوروبية والمتوسطية المنتظر عقدها في باريس في الثالث عشر من يوليو.
ونقلت رويترز عن المصدر قوله ان «الفكرة لا تعني بالضرورة حوارا طويلا لساعات، بل هي مجرد مقابلة مباشرة وجها لوجه قد تدفع الامور الى الأمام».
وقال المصدر ان المقترح واحد من مقترحات جديدة تطرح للحوار في تركيا.
في غضون ذلك أدى استئناف المحادثات إلى نشوء خلاف داخل اسرائيل خصوصا بين جهاز الأمن ووزارة الخارجية حول انعكاسات المحادثات على تعامل المجتمع الدولي مع سورية.
وقالت صحيفة هآرتس امس إن حالة من الرضا تسود جهاز الأمن الإسرائيلي من أن استئناف المحادثات أدى إلى توتر العلاقات بين سورية وإيران، ما يدل على ما ستؤول إليه العلاقات السورية - الإيرانية في المستقبل وفي حال وقّعت إسرائيل وسورية على اتفاق سلام.
عزلة أوروبية
من جهة أخرى،عبر المسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية عن قلقهم من أن المحادثات الإسرائيلية - السورية أدت إلى حدوث تغيّر في تعامل دول أوروبية مع سورية، وأشاروا في هذا السياق خصوصا إلى خطوات أوروبية لإخراج سورية من عزلتها الدولية.
وقال المسؤولون ان المفاوضات تجعل من الصعب على اسرائيل ان تعارض اقامة علاقات اوروبية رفيعة المستوى مع دمشق.
واشار المسؤولون الى انه برغم محادثات اسرائيل مع سورية فانها لاتتطلع الى رؤية دمشق تتخطى العزلة الدولية المفروضة عليها دون ان تضطرالى تقديم اي شيء في المقابل، غير ان المحادثات في تركيا تجعل من الصعب مطالبة الاوروبيين بمواصلة عدم تعزيز العلاقات مع سورية.
ووفقا لصحيفة جيرواليزم بوست يرى المسؤولون ان احد العناصر التي استخدمها الفرنسيون لتبرير اجتماع مستشاري ساركوزي مع الاسد امس الاول كان «اذا كان الاسرائيليون يتحدثون مع السوريين فلماذا لا نفعل نحن ذلك».
واضاف المسئولون ان اسرائيل لا تبذل جهودا نشطة لمحاولة اقناع الفرنسيين وباقي الدول الاوروبية بمواصلة عزل دمشق لكنها تنصح بتوخي الحذر، موضحة ان اي خطوات تتخذ في اتجاه سورية ينبغي ان تقاس بما اذا كانت دمشق قد ابدت اي علامات اعتدال او اتخذت اي خطوات لطرد ما تصفه اسرائيل ب«المنظمات الارهابية» من دمشق او الخروج من فلك ايران من عدمه.
معارضة الانسحاب
من جهة أخرى، أظهر استطلاع للرأي بين المستوطنين في هضبة الجولان أن 75% يعارضون انسحاب إسرائيل من الجولان مقابل سلام مع سورية فيما أيد 23% انسحابا كهذا.
وتبين أيضا من الاستطلاع أن 53% من المستوطنين سيخلون أنفسهم طواعية في حال توقيع اتفاق سلام بين إسرائيل وسوريا، بينما قال 40% إنهم سيقاومون عملية إخلائهم من مستوطناتهم.
لكن تبين من الاستطلاع أنه كلما ازداد حجم التعويض على إخلاء المستوطنات في الجولان ارتفعت نسبة المستوطنين المستعدين لإخلاء أنفسهم طواعية لكن هذه النسبة لم تتجاوز 59% لقاء تعويض بنسبة 200% من قيمة «أملاكهم» في الجولان.