عواصم ـ هدى العبود
استبعد الرئيس السوري بشار الاسد أمس اجراء أي محادثات مباشرة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت على هامش قمة الاتحاد من اجل المتوسط في باريس التي دعي اليها الاسد واولمرت من قبل الرئيس نيكولا ساركوزي الذي سيعلن اطلاق الاتحاد من اجل المتوسط الجديد في 13 يوليو.
وصرح الأسد للصحافيين في نيودلهي ردا على سؤال حول احتمال اجراء محادثات مباشرة بينه وبين اولمرت «هذه المسالة ليست مثل شرب الشاي».
وقال الاسد الذي يقوم بزيارة دولة الى الهند ان «الاجتماع بيني وبين رئيس الوزراء الاسرائيلي سيكون بلا معنى دون ان يرسي الخبراء الاسس».
واضاف ان «ارسال المؤشرات فقط دون نتائج حقيقية لا معنى له».
وأكد الاسد انه بحاجة الى ان يرى مزيدا من التقدم في محادثات السلام غير المباشرة مع اسرائيل برعاية تركيا قبل أن يوافق على اجتماع مع رئيس الوزراء اسرائيلي.
ورفض الاسد المطالب الاسرائيلية بأن تتخلى بلاده عن تحالفها مع ايران وجماعات مثل حماس وحزب الله كشرط أساسي للسلام.
وقال ان الحكومة الاسرائيلية في حاجة لبذل المزيد من الجهد اذا كانت تريده أن يجتمع مع أولمرت واصفا المحادثات التي تتوسط فيها تركيا بأنها «بصيص من امل».
وأضاف « خلال الاسابيع الاخيرة كان لدينا بعض بصيص امل بعد المفاوضات غير المباشرة بمساعدة تركيا».
وصرح الرئيس السوري بأن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش غير مهتمة بتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وقال إن احتمالات تخفيف حدة التوترات في الشرق الاوسط تتزايد، لكنه حذر من أن التقدم الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا مع قدوم الإدارة الأميركية الجديدة بعد يناير عام 2009 .
واضاف: «نتطلع إلى علاقات طيبة مع الولايات المتحدة لأن دورها في عملية السلام في الشرق الأوسط مهم للغاية، وللأسف الإدارة الأميركية الحالية ليست مهتمة بالسلام، ولابد أن ننتظر الإدارة القادمة».
في المقابل، قال أولمرت في حديث صحافي انه اذا توافرت الفرصة للتوصل الى اتفاق سياسي مع سورية فعلينا ان نستغلها مضيفا ان المفاوضات المباشرة ستكون ضرورية حينها «اذا كان الجانبان جادين في حسن النوايا».
واشار اولمرت في مقابلة صحفية مع صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية الى انه لايعلم مااذا كان سيلتقي الرئيس الاسد أم لا خلال قمة الاتحاد من اجل المتوسط.
واضاف «انه فور الاتفاق مع سورية على جدول عمل محدد وعلى النقاط التي سنناقشها عندها سيحين الوقت للانطلاق في مفاوضات مباشرة»، موضحا «لسنا بعيدين اذا كان الجانبان جادين في حسن النوايا فيفترض ان نجلس قريبا حول طاولة المفاوضات».
وقال اولمرت انه اذا كانت فرنسا تصر على المبادئ ذاتها التي ندافع عنها مثل قضايا حقوق الانسان والديموقراطية ومحاربة الارهاب فاننا على الموجة ذاتها وذلك في تلميح الى عودة الدفء الى العلاقات الفرنسية - السورية بعد الدور الايجابي الذي لعبته سورية في مساعدة لبنان على الخروج من مأزقه السياسي الاخير.
وأشار أولمرت الى «انه اذا توافرت الفرصة للتوصل الى اتفاق سياسي فيجب ان نستغلها، نحن نعرف تطلعات السوريين واظن ان الرئيس الاسد يعرف ماننتظر منه في المقابل».
واوضح «اننا جادون لذا لاارغب في مواصلة المفاوضات غير المباشرة الى ما لا نهاية« مضيفا انه «لكي تكون جدية وتؤتي ثمارها يجب ان ننتقل الى المفاوضات المباشرة».
وحث اولمرت سورية «على الابتعاد عن ايران والجماعات الراديكالية التي تدعمها ايران قائلا ان من شان ذلك تغيير كل شيء في المنطقة».
وقال انه اذا ماافتتحت سفارة لاسرائيل في سورية بعد التوصل الى اتفاق سلام ثنائي فان من شأن ذلك العمل على حدوث انفتاح بين اسرائيل ولبنان.