شهد اليوم الاول من العمليات العسكرية التي انطلقت امس في محافظة ميسان لتطهيرها من الميليشيات مداهمات لمنازل مسلحين مشتبه بهم في وسط وشرق العمارة كبرى مدن المحافظة المستهدفة.
وذكرت الشرطة العراقية انها لم تلق خلال المداهمات أي مقاومة كما قال شهود عيان انهم لم يسمعوا طلقة واحدة.
وكان مقتدى الصدر قد امر أتباعه في محافظة ميسان المتاخمة للحدود مع ايران بعدم المقاومة.
وقال قائد عراقي ان قوات الامن العراقية شنت امس عملية ضد ميليشيات شيعية في العمارة.
وتحدث اللواء طارق عبد الوهاب لرويترز قائلا: «بدأت العملية هذا الصباح» رافضا اعطاء مزيد من التفاصيل.
وتشدد منذ أيام قوات الجيش والشرطة العراقية قبضتها على المدينة التي يقطنها 250 ألفا وهي من معاقل ميليشيا جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر المناهض للولايات المتحدة.
وحثت القوات العراقية الميليشيات على تسليم أسلحتها الثقيلة والمتوسطة مثل الصواريخ والمورتر.
اعتقالات
ونقلت «رويترز» عن مصدرين «كبيرين» في الشرطة ومصدر في محافظة ميسان قولهم ان من بين المعتقلين امس رئيس البلدية رافع عبدالجبار عضو مجلس المحافظة.
وصرح اللواء عبدالكريم خلف المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية بأن عدد المعتقلين بلغ 12 شخصا امس.
وقال بهاء اعرجي عضو الكتلة الصدرية في البرلمان لمحطة تلفزيون عراقية ان اعضاء الكتلة يقفون مع الحكومة لفرض القانون ويبدون نوايا طيبة لكن القانون يجب ان يطبق على الكل واعرب عن أمله الا يكون الهدف من الخطة هو الحركة الصدرية.
حظر تجوال
وصرح عقيد الشرطة مهدي السعدي بأن حظر التجول فرض على محافظة ميسان وحتى اشعار آخر.
دوريات وتحليق مروحيات
ونظم عشرات من قوات الجيش والشرطة دوريات في شوارع مدينة العمارة وحلقت طائرات الهيليكوبتر الاميركية فوق المدينة.
ومكث عدد كبير من السكان في المنازل واغلقت بعض المتاجر أبوابها.
وحدثت اختناقات مرورية عند مشارف العمارة بينما كانت الشرطة تفتش السيارات التي تدخل المدينة.
وأعطى رئيس الوزراء العراقي من وصفهم بالخارجين على القانون والمجرمين في العمارة مهلة انتهت امس الاول حتى يسلموا اسلحتهم الثقيلة قبل الحملة.
وقال مصدر أمني ان المسلحين يلقون بأسلحتهم في الانهار والشوارع والحقول بدلا من تسليمها.
واستعانت الحكومة العراقية بقوات اضافية من المدن المجاورة لتنفيذ هذه العملية العسكرية التي تستهدف بالدرجة الاولى الخارجين على القانون وميليشيا جيش المهدي الموالية لمقتدى الصدر.
هذا ويقوم الجيش الاميركي باسناد عشرات الالاف من قوات الجيش والشرطة العراقية في أوسع عملية عسكرية أطلق عليها اسم «بشائر السلام».
وسلم العشرات من عناصر الميليشيات من غير المطلوبين بارتكاب جرائم انفسهم الى القوات العراقية التي عثرت كذلك على كميات كبيرة من الاسلحة في العمارة جنوب بغداد التي تشكل ابرز معاقل التيار الصدري.
وصرح وزير الدفاع عبد القادر جاسم العبيدي امس الاول قبيل ساعات من انتهاء مهلة تسليم الاسلحة، بان هذه الخطوة شكلت «نجاحا».
واشار العبيدي الى فرار بعض عناصر الميليشيات من العمارة «لكن عددا كبيرا منهم لايزال موجودا».
كما اكدت مصادر امنية وشهود عيان ان العناصر المهمة من الميليشيات غادروا المدينة قبل فترة.
وقالت مصادر رفيعة المستوى بالجيش العراقي ان مئات المسلحين بمحافظة ميسان، تركوا أسلحتهم في مخابئها وعبروا الحدود الى داخل الأراضي الايرانية، قبل ساعات من انطلاق العملية العسكرية «بشائر السلام» في المحافظة.
ونقل راديو «مونت كارلو» الدولي امس الاول عن المصادر، التي لم تكشف هويتها، قولها ان المروحيات العراقية وبدعم من القوات الأميركية فرضت مراقبة جوية صارمة على طول الحدود بين محافظة ميسان والأراضي الايرانية «لأن قسما مهما من المطلوبين أمنيا مازال موجودا داخل مدينة العمارة مركز محافظة ميسان».
ويقول ضباط اميركيون ان العمارة باتت مركزا مهما لتهريب الاسلحة من ايران المجاورة.
قائمة مطلوبين
من جانبه، اكد اللواء محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع ان «القوات الامنية لاتستهدف الصدريين».
واضاف لفرانس برس من قاعدة عسكرية في العمارة: «نحن لا نلاحق التيار الصدري نحن نقاتل الذين يقفون ضد الدولة (...) لدينا قائمة طويلة بعدد كبير من الاشخاص الذين قتلوا وخطفوا الاخرين. لدينا الاسماء وسنقبض عليهم».
ومن المتوقع ان تسير العملية التي اطلق عليها تسمية «بشائر السلام» بشكل اعتيادي دون خوض مواجهات واسعة.
وشدد وزير الدفاع على ان القوات الامنية ابلغت بضرورة عدم اطلاق النار الا في حال تعرضها للهجوم.
الصفحة في ملف ( pdf )