نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين اميركيين قولهم ان اسرائيل اجرت مناورات عسكرية في الاسبوع الاول من الشهر الجاري بهدف التدرب عمليا على احتمال توجيه ضربة للمنشآت النووية الايرانية في حال فشلت جهود اخرى لمنع طهران من انتاج يورانيوم مخصب يستخدم في صنع قنابل ذرية.
الا ان عددا من المسؤولين المذكورين ابلغوا الصحيفة انهم لا يعتقدون ان اسرائيل اتخذت قرار مهاجمة ايران ولا يعتقدون ان هذه الضربة وشيكة.
ووفقا لما ذكرت «نيويورك تايمز» شاركت اكثر من 100 طائرة اسرائيلية من طراز «اف. 16» و«اف. 15» في المناورات التي جرت فوق شرق البحر المتوسط واليونان في الاسبوع الاول من الشهر الجاري.
مناورات بعيدة المدى
وقال المسؤولون للصحيفة ان هذه التدريبات ركزت فيما يبدو على ضربات بعيدة المدى وهي تكشف الجدية التي تنظر بها اسرائيل للبرنامج النووي الايراني.
وأضافوا أن مروحيات الإنقاذ وطائرات التزود بالوقود طارت لمسافة نحو 1500 كلم وهي نفس المسافة بين إسرائيل ومنشأة نطنز النووية لتخصيب اليورانيوم في إيران.
وتضمنت التدريبات وفقا للمسؤولين مشاركة مروحيات إسرائيلية تستخدم لتنفيذ عمليات إنقاذ ملاحي للطائرات التي قد تسقط.
غير ان المسؤولين في اسرائيل رفضوا مناقشة المناورة واكتفى متحدث باسم الجيش الاسرائيلي بالقول ان السلاح الجوي الاسرائيلي «يتدرب دوما على مهام مختلفة حتى يواجه التحديات التي تشكل خطرا على اسرائيل ويتعامل معها».
هدفان للمناورات
وقال مسؤول من وزارة الدفاع الاميركية «الپنتاغون» ذكرت الصحيفة انه مطلع على التدريبات الاسرائيلية: ان احد اهدافها هو التدرب على التكتيكات الجوية والتزود بالوقود في الجو وتفاصيل اخرى متعلقة بضربة محتملة للمنشآت النووية الايرانية والصواريخ التقليدية بعيدة المدى.
واضاف المسؤول ذاته ان الهدف الثاني هو توجيه رسالة واضحة مفادها ان اسرائيل مستعدة للتحرك عسكريا اذا فشلت جهود اخرى لمنع ايران من انتاج يورانيوم مخصب يستخدم في انتاج قنابل ذرية.
وقال: «أرادوا إعلامنا، وإعلام الأوروبيين والإيرانيين. هناك
الكثير من الإشارات التي أرسلت على مستويات مختلفة».
واشارت الصحيفة إلى أن حجم المناورات الإسرائيلية كان كبيرا لدرجة لفتت انتباه الأميركيين وأجهزة الاستخبارات الغربية الأخرى.
إيران ترفع درجة التأهب
وكانت ايران اعلنت امس الاول انها مستعدة للتفاوض بشأن مجموعة جديدة من الحوافز عرضتها عليها الدول الكبرى لاقناعها بالحد من انشطتها النووية.
وتنظر إسرائيل إلى إيران على أنها «التهديد الاستراتيجي الأكبر» لأمنها. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أكد في مقابلة صحافية مؤخرا أن «جميع الخيارات مفتوحة» للتعامل مع الملف النووي الإيراني.
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران أخذت التحذيرات الإسرائيلية بجدية من خلال تعزيز دفاعاتها الجوية في الأسابيع القليلة الماضية، وزيادة عدد الدوريات الجوية، حتى أن طائرات «أف 4» الإيرانية اعترضت مسار طائرة مدنية عراقية تقوم برحلة عادية بين بغداد وطهران من أجل التأكد من سلامتها.
وقال مسؤول في إلادارة الاميركية تعليقا على الحالة الإيرانية: «يبدو أنهم عصبيون بشكل واضح، ورفعوا درجة التأهب في قواتهم الدفاعية».
هذا وحذر رجل دين إيراني اسرائيل من مغبة مهاجمة ايران، مؤكدا ان رد طهران سيكون «رهيبا». وقال احمد خاتمي في خطبة الجمعة امس التي بثتها اذاعة طهران مباشرة: «اذا كان الأعداء، خصوصا الإسرائيليين ومؤيديهم في الولايات المتحدة يسعون للجوء الى القوة فليكونوا واثقين انهم سيتلقون صفعة رهيبة». وأضاف: «اذا اقتربتم من ايران الإسلامية بنية عدوانية فستهب امتنا هبة واحدة تجعلكم تندمون على فعلتكم إلى الأبد».
الصفحة في ملف ( pdf )