مازالت تداعيات الكشف عن مناورات اسرائيلية تحضيرا لضرب ايران تتفاعل دوليا.
وبعد تهديد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بالاستقالة اذا ما وقعت الضربة العسكرية معتبرا أنها ستحول المنطقة الى «كرة من اللهيب»، جاء الرد الايراني حازما حيث اعتبر المتحدث بلسان الحكومة الايرانية غلام حسين الهام في مؤتمر صحافي أمس ان تنفيذ اسرائيل تهديداتها بشن حرب على بلاده «امر مستحيل».
مؤكدا ان «مزاعم الكيان الصهيوني تثبت وجهة نظر الجمهورية الاسلامية من ان هذا الكيان هو خطير ويزعزع الامن والسلام والاستقرار على الصعيدين الاقليمي والعالمي وان وجوده يعني استمرار التخريب والترهيب والاغتيالات» بحسب ما أوردت وكالة الانباء الايرانية الحكومية (ارنا).
في المقابل، قال النائب تساحي هنيجبي رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست (البرلمان) الإسرائيلي أمس إنه يبدو أن المحاولات الديبلوماسية التي قامت بها الدول الغربية بشأن الملف النووي الإيراني لم تؤت ثمارها.
وأشار في سياق مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية إلى أن العام المقبل والعام الذي سيليه سيكونان حاسمين وسيترتب على الأسرة الدولية خلالهما اتخاذ قرارات بشأن منح أو عدم منح فرصة أخرى للمساعي الديبلوماسية والتي لا تبدو واعدة في الفترة الراهنة.
أما الولايات المتحدة فقد اكدت انها ما زالت تفضل العمل الديبلوماسي في الملف النووي الايراني، وقال سفير الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة زلماي خليل زاد «نحن في مرحلة الديبلوماسية، ونريد تسوية ديبلوماسية لهذه المسالة».
وفي رد على سؤال حول ما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز» بشأن اجراء اسرائيل تدريبات عسكرية استعدادا لاحتمال شن ضربة عسكرية ضد ايران، قال خليل زاد للصحافيين «لقد رأيت مقال الصحيفة وانتم تعرفون رأينا بشان ايران وهو انه من غير المقبول ان تمتلك اسلحة نووية».
واكد «نحن الان في مرحلة الديبلوماسية، وهذا ما ندفع باتجاهه، ونريد حلا ديبلوماسيا لهذه المشكلة.
وبصراحة ان الكرة في ملعب ايران».
وبالعودة الى موضوع الملف النووي، وردا على سؤال بشأن تعليق تخصيب اليورانيوم والمباحثات النووية في مجال التعليق قال ان «تعليق تخصيب اليورانيوم من جانب ايران ليس موضوعا منطقيا لكي يمكن قبوله وعلى هذا الاساس فان مباحثاتنا لن تشمل قضيه التعليق».
الموقف ذاته عبر عنه مبعوث طهران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في ڤيينا علي اكبر سلطانية قائلا إن إيران تمضي قدما في تخصيب اليورانيوم «دون توقف» بالرغم من عرض القوى العالمية حوافز اقتصادية لإقناع طهران بوقف مثل هذه الأنشطة.
وأضاف أن أنشطة إيران لتخصيب اليورانيوم تخضع لمراقبة دائمة من خلال كاميرات الوكالة الدولية وأن أعمال التفتيش التي تقوم بها الوكالة تجرى بشكل مستمر.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن سعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين الايرانيين قوله ان طهران مستعدة للبدء في مفاوضات تقوم على مبدأ الكل يربح، لكنه اضاف ان ايران لن تذعن لأي مطالب غير منطقية تحرمها من حقوقها في مواصلة انشطتها النووية السلمية.
في سياق متصل، واعرب مسؤولون في الادارة الاميركية عن اعتقادهم بأن الرئيس جورج بوش سينهي عهده من دون تحقيق اي تغيير في ملف ايران النووي، مشددين على ان ما من خيارات سياسية او عسكرية مطروحة على الطاولة لكبح طموحات طهران النووية في الوقت الراهن.
واوردت صحيفة «نيويورك تايمز» امس انه بعد اكثر من خمس سنوات على تعهد بوش ونائبه ديك تشيني بأنهما لن يغادرا منصبيهما من دون منع ايران من تحقيق غايتها بالحصول على اسلحة نووية، يبدو ان لا شيء سيتغير خلال الاشهر السبعة الباقية من ولاية بوش الثانية.
الصفحة في ملف ( pdf )