واشنطن - أحمد عبدالله
الامور لا تمضي هذه الايام على نحو مطمئن للمرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الاميركية جون ماكين، ففي خلال يومين فقط تعرض ماكين لموقفين محرجين.
الموقف الاول يتعلق بتصريحات أدلى بها مستشاره الاول تشارلي بلاك وقال فيها ان حدوث هجوم ارهابي كبير ضد الولايات المتحدة خلال العد التنازلي لانتخابات نوفمبر سيقدم ميزة كبيرة للمرشح الجمهوري وهو امر جعل معسكر ماكين يبدو كما لو كان ينتظر مثل هذا الهجوم او بالاحرى يتمنى حدوثه، اما الموقف الثاني فانه يتعلق بتسرب انباء خياراته لموقع نائب الرئيس والاحباط المتكرر الذي تلقاه حين حاول تنفيذ تلك الخيارات.
وفي الموقف الاول كان بلاك قد صرح لمجلة «فورتشن» قائلا ان احد اسباب فوز ماكين في نيوهامبشاير - «يرجع الى حدوث عملية ارهابية افزعت الاميركيين»، وتلك العملية كانت حادثة اغتيال رئيسة وزراء باكستان السابقة بينظير بوتو.
واشار بلاك الى ذلك بقوله «لقد تناول ماكين هذا الحادث المؤسف باقتدار وعلى نحو اعاد تأكيد انه الشخص المهيأ لكي يصبح قائدا اعلى للقوات المسلحة».
وسألت «فورتشن» بلاك عما اذا كان حدوث عمل ارهابي كبير ضد الولايات المتحدة يمكن ان يترك اثرا مشابها لما تركه اغتيال بوتو على حملة ماكين فقال «بالتأكيد سيكون ذلك ميزة كبيرة له» اي لماكين.
ويحتاج المرء الى قدر كبير من البلاهة السياسية لكي يدلي بتصريحات من هذا النوع، ولعل ذلك ما دفع بماكين الى الاتصال ببلاك ليطلب منه تقديم اعتذار علني فوري عما قاله، وبالفعل ظهر بلاك في كاليفورنيا ليقول انه نادم على تلك التصريحات التي «لم تكن موفقة» حسب قوله.
وقال بلاك ان ماكين قضى حياته السياسية في محاربة الارهاب وحماية ارواح الاميركيين وما الى ذلك من عبارات قصد منها المستشار ان يخفف من وقع تصريحاته.
ورغم التصريحات التي أدلى بها ماكين نفسه بعد ذلك وحاول فيها الابتعاد عما قاله بلاك فان الديموقراطيين يقولون الآن في كل مناسبة يتاح لهم فتح افواههم ان حملة ماكين «تتمنى» حدوث هجوم ارهابي ضد الولايات المتحدة.
بيد ان هناك موقفا ثانيا يضايق المرشح الجمهوري الآن، ذلك ان كل من اختارهم ماكين لشغل الموقع الثاني تم استبعادهم بواسطة مستشاريه الذين كانوا بذلك اكثر ذكاء من بلاك.
فقد كان الخيار الاول لماكين هو توم ريدج حاكم ولاية بنسلفانيا السابق، غير ان ريدج سبق ان دعم حق الاجهاض بصورة علنية، وقيل لماكين ان اختياره لريدج قد يكلفه انتخابات نوفمبر باكملها.
اما الاختيار الثاني فقد كان حاكم ولاية فلوريدا السابق جب بوش بيد ان المشكلة هي ان قطاعات واسعة من المستقلين سينصرفون عن البطاقة الجمهورية بسبب وجود «بوش» اخر على تلك البطاقة وهكذا تم استبعاد جب ايضا.
واما الاختيار الثالث فقد كان السيناتور ميل مارتينيز الذي يمثل فلوريدا في مجلس الشيوخ، واكتشف انه مولود في كوبا، ويعني ذلك ان اختياره لموقع نائب الرئيس يعد مخالفة دستورية اذ انه قد يصبح رئيسا ذات يوم فيما لوحدث مكروه للرئيس كما ينص الدستور على ان يكون الرئيس من مواليد الولايات المتحدة، وهكذا اضطر ماكين الى صرف النظر عن مارتينيز ايضا.