كشفت وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية أمس أن قواتها اعتقلت 701 شخصا من جنسيات مختلفة من اتباع «الفكر الضال».
وانها تواصل اعتقال ما مجموعه 520 من هؤلاء «وفقا للاجراءات النظامية» ونظرا «لارتباطهم التنظيمي والفكري بأنشطة الفئة الضالة» في حين اعلنت اخلاء سبيل 181 ممن لم يتضح ثبوت ارتباطهم بتلك الجماعات.
وفي التفاصيل، صرح مصدر مسؤول في الوزارة بأن الأجهزة الأمنية «قامت بتنفيذ العديد من العمليات الأمنية التي استهدفت الفكر الضال وأتباعه».
وأوضح المصدر «كنتيجة لتلك العمليات التي نفذتها قوات الأمن في مناطق مختلفة من المملكة تم القبض على ما مجموعه 701 من جنسيات مختلفة، حيث تم وفقا للإجراءات النظامية استمرار إيقاف ما مجموعه520 لارتباطهم التنظيمي والفكري بأنشطة الفئة الضالة، وإخلاء سبيل الباقين وعددهم 181 حيث لم يتضح حتى تاريخه ما يشير إلى ثبوت ارتباطات تنظيمية لهم بتلك الجماعات».
ونقلت وكالة الانباء السعودية «واس» عن المصدر المسؤول قوله انه اتضح من إجراءات التحقيق والمتابعة الأمنية أن مجمل توجهات هذه الفئات كانت تهدف إلى العمل من خلال التخطيط والتجنيد والتجهيز على إعادة إحياء الأنشطة الإجرامية في كل مناطق المملكة.
واكد المصدر ان الجماعة كانت تعمل على «توفير الأموال وبأي وسيلة كانت - حتى ولو من خلال السرقة والخداع - وذلك لدعم الأنشطة الإرهابية في الداخل والخارج».
واوضح انها سعت لاستغلال «العاطفة الدينية لدى أبناء الوطن ومحاولة التأثير على فئة منهم وذلك ببث الدعايات المضللة عبر شبكة الإنترنت ومن ثم تجنيدهم لأمور تخفى على الكثير منهم ولكنها تجعل منهم في النهاية سلعا تباع وتشترى على أيدي تجار الفتنة والفساد في الأرض».
آسيويون وأفارقة
واشار المصدر الى ان هذه الفئة كانت تستهدف تجنيد افراد من دول آسيوية وافريقية لتنفيذ أعمال داخل المملكة مستفيدين في ذلك من التسهيلات التي تمنح لحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين.
وكشف ان التحقيق توصل إلى استهداف هذه الخلايا الموجهة من الخارج للمنشآت الاقتصادية داخل المملكة بالدرجة الأولى إضافة إلى أهداف أخرى.
وكشف المصدر أن عناصر هذه المجموعة «كانوا على صلة مباشرة بالعناصر الضالة الذين تمت مواجهتهم عند بداية الأحداث في عام 1424هـ، حيث كان دورهم السابق يتمثل بتوفير الدعم والتمويل للفئة الضالة، وكانت بداياتهم في السرقة من الأموال التي تجمع للأعمال الخيرية ومن خلال صناديق مزيفة».
ولفت الى ان عناصر الجماعة عملوا مؤخرا على استعادة أنشطة الفئة الضالة والتخطيط لعمليات إجرامية.
مشيرا الى انه تم «ضبط مبالغ مالية وأسلحة وذخائر بعضها مدفون في مناطق نائية إضافة إلى أجهزة الكترونية ووثائق متنوعة بحوزتهم».
وقال المصدر ان قوات الأمن قبضت على عناصر خلية في محافظة ينبع تتبنى المنهج التكفيري وتعمل على جمع الأموال لدعم الأنشطة الإرهابية وذلك من خلال تزوير كوبونات الأضاحي من قبل أحدهم الذي كان يعمل فني مطابع ومن ثم بيعها خلال موسم الحج.
واشار الى «القبض على أعضاء خلية إعلامية تعمل عبر شبكة الإنترنت لإثارة الفتنة والترغيب في المنهج التكفيري من خلال الطعن في العلماء والتشكيك في الثوابت وإثارة العواطف باستخدام صور من معاناة المسلمين».
وكشف أن قوات الأمن تمكنت في عدد من المناطق من إلقاء القبض على شبكة من المحرضين والداعمين للأنشطة الضالة لاستهداف فئات شابة وبعثهم إلى الخارج للتدريب والتخطيط للاستفادة من هؤلاء المستهدفين في إثارة القلاقل في الداخل بعد عودتهم إلى المملكة.
واعلن ان عددا من المنتمين لإحدى الخلايا في المنطقة الشرقية من المملكة والتي يسيطر عليها عدد من المقيمين من إحدى الدول الافريقية الذين لا يعملون في المهن التي قدموا من أجلها كانوا يتقربون من العاملين في المجال النفطي في محاولة لإيجاد مواقع عمل لهم داخل المنشآت النفطية.
رسالة الظواهري
وكشف المصدر المسؤول انه ضبط مع زعيم هذه الخلية رسالة من أيمن الظواهري يحثه فيها على جمع الأموال وأنه سيقوم بتوفير الأفراد له من خلال من أسماهم بـ «المجاهدين» للافساد في العراق وأفغانستان والشمال الأفريقي لاستهداف المنشآت النفطية ومقاتلة قوات الأمن، وقد شرعوا فعلا بالتخطيط لاستهداف منشأة نفطية وأخرى أمنية بسيارات مفخخة.
مشيرا الى ان طرق التواصل بينهم وبين رؤوس الفتنة في الخارج كانت تتم من خلال الاستفادة من التسهيلات التي تمنح لحجاج وزوار بيت الله الحرام والأماكن المقدسة.
وقد تمكنت قوات الأمن من ضبط أسلحة متنوعة وذخائر ومبالغ مالية ومستندات تفصح عن دعم مالي لأنشطة إرهابية، إضافة إلى وثائق ومستندات ووسائط الكترونية متنوعة.
وحذرت وزارة الداخلية في ختام التصريح المواطنين والمقيمين مما تطمح إليه رؤوس الفتنة والفساد من هز الأمن ونشر الفوضى بالتغرير بأبنائهم ليكونوا أدوات في أيدي المفسدين.