بعد ست سنوات من الجهود الديبلوماسية والعقوبات الدولية والتلويح بما هو اخطر من العقوبات، رضخت كوريا الشمالية وسلمت كشف حسابها النووي لجارتها وحليفتها الصين أمس.
وقالت وزارة الخارجية الصينية ان سفير كوريا الشمالية للصين سلمها البيان النووي التفصيلي حول برنامجها النووي، وفقا للاتفاق الذي توصلت له الدول الست الاطراف في المباحثات وهي كوريا الشمالية والولايات المتحدة والصين وكوريا الجنوبية واليابان وروسيا.
ولم يتأخر الترحيب الأميركي بالتحرك الكوري، حيث اشاد البيت الابيض بعد دقائق معدودة بتلك الخطوة ووصفها بانها «هامة» وقال إن بيونغ يانغ ستبدأ تفكيك مفاعل يونغبيون النووي.
وذكر البيت الابيض في بيان له أن العقوبات سترفع عن كوريا الشمالية خلال 45 يوما مشيرا الى ان المعلومات الواردة في القائمة التي سلمت إلى حكومة الصين «ستكون أساسية في التثبت من أن كوريا الشمالية ستنهي كل برامجها وأنشطتها النووية».
وأكد السكرتير الصحافي للبيت الابيض في بيان أن كوريا الشمالية «ستدمر برج التبريد في مفاعل يونغبيون اليوم مضيفا أنها تعهدت بتفكيك كل منشآتها النووية».
وبعد ساعات من تأكيد بكين ان بيونغ يانغ سلمتها بيانا تفصل فيه برامجها النووية، أصدر الرئيس الاميركي جورج بوش وثيقة تصدق على حذف اسم كوريا الشمالية من قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب.
وجاء في الوثيقة «حكومة كوريا الشمالية لم تقدم أي دعم للإرهاب الدولي خلال الشهور الستة الماضية، قدمت حكومة كوريا الشمالية ضمانات بأنها لن تدعم أعمال الإرهاب الدولي في المستقبل».
بـوش يـرحب
واذ رحب بوش بالخطوة الكورية، حذر من أن ذلك الامر لن يكون سوى «خطوة أولى» على طريق تفكيك «شبكة معقدة» من العقوبات المفروضة على النظام الشيوعي في بيونغ يانغ.
وأضاف «إذا استمرت كوريا الشمالية بالخطوات الصحيحة يمكنها ان تصلح علاقتها بالمجتمع الدولي، أما إذا اتخذت خطوات خاطئة فان الولايات المتحدة وشركاءها في المحادثات السداسية سيردون بالطريقة المناسبة».
واكد أنه سيصدر إعلانا برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على كوريا الشمالية بموجب «قانون التجارة مع العدو» وسيتقدم بطلب إلى الكونغرس لرفع اسمها من قائمة الدول التي ترعى «الارهاب» في غضون 45 يوما.
بدورها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس قالت ان الولايات المتحدة تتوقع ان تسمح كوريا الشمالية بالدخول الى مفاعلها الاساسي للمساعدة على التحقق من اعلانها بشأن برامجها النووية.
وصرحت رايس للصحافيين بأننا «نتوقع كذلك السماح بالدخول الى المفاعل الاساسي وبركة المخلفات النووية».
ووصفت رايس التي تزور مدينة كيوتو اليابانية للمشاركة في محادثات مجموعة الدول الثماني اعلان بيونغ يانع الذي يكشف عن برامجها النووية بانه «خطوة جيدة الى الامام» الا انها قالت ان واشنطن لا تزال قلقة بشأن نشاطات كوريا الشمالية المزعومة في الانتشار النووي.
وأكدت ان واشنطن تعتقد أنها تملك الوسائل اللازمة للتحقق من تقرير كوريا الشمالية بشأن أنشطتها النووية وأوضحت «نعتقد أن لدينا الإمكانات التي يمكن من خلالها التحقق من اكتمال ودقة هذه الوثيقة».
القضايا العالقة
طوكيو التي لديها ما لديها من القضايا الخلافية مع بيونغ يانغ وابرزها الرهائن اليابانيين، تحفظت على رفع اسمها من قائمة الارهاب، وقال رئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا أمس إن رفع اسم كوريا الشمالية من القائمة السوداء الأميركية للدول الراعية للإرهاب لن يؤثر سلبا على حل المسائل العالقة الأخرى بين طوكيو وبيونغ يانغ.
وقال فوكودا إن استمرار التعاون الوثيق بين اليابان والولايات المتحدة هو السبيل لتهدئة مخاوف طوكيو الرئيسية مثل مسألة خطف كوريا الشمالية لمواطنين يابانيين.
وذكرت وسائل الإعلام اليابانية أن فوكودا نفى وجود مخاوف واسعة النطاق من أن رفع اسم كوريا الشمالية من القائمة الأميركية قد يؤثر بالسلب على موقف طوكيو في التفاوض.
الصفحة في ملف ( pdf )