أجرى المهندس الزراعي عبد الحميد الخالد، دراسة علمية في مركز البحوث العلمية الزراعية بحماة، حول «تحسين نسبة النشاء لطرز من الذرة الصفراء، باتباع طريقتي الانتخاب الأخوي الكامل ونصف الأخوي» وذلك على ثماني نخب وراثية محلية من الذرة، أربع منها ذات حبوب صفراء اللون، وأربع ذات حبوب بيضاء اللون، بهدف تحسين نسبة النشاء في الحبوب، ودراسة تأثير الانتخاب للنشاء على الغلة الحبية والباكورية، والمقارنة بين الطريقتين من حيث كفاءتهما، في تحقيق أهداف البحث على النخب الصفراء والبيضاء، إضافة لانتخاب أفضل العائلات لتكوين قاعدة صنف عالي النشاء، يتلاءم مع الظروف المحلية.
وأكد المهندس الخالد أن طريقتي الانتخاب، فعالتان في تحسين نسبة النشاء للعائلات الصفراء والبيضاء، ولم نجد فروقا معنوية بين طريقتي الانتخاب في تحسين نسبة النشاء للعائلات المدروسة، إلا أن الاستجابة المتوقعة للانتخاب لصفة النشاء، كانت أفضل بشكل عام بطريقة الانتخاب الأخوي الكـــامل منـــها، بطريقة الانتخاب نصـــف الأخوي، وللعـــائلات صفراء اللون أفضــل منــــــا للعائـــلات البيــــضاء.
وعن أهم النتائج التطبيقية التي توصل إليها قال: لقد تمّ تكوين نواة صنفين تجريبيين، الأول حبوبه صفراء اللون، والآخر حبوبه بيضاء، موجهين لإنتاج النشاء بشكل خاص، ولهما غلة حبية مرتفعة، وذلك عن طريق إجراء التهجين التسلسلي بين أفضل العائلات المتفوقة، إضافة إلى انتخاب أفضل العائلات المتفوقة في الغلة الحبية، وذات نسبة نشاء عالية لإدخالها في برامج التربية والتهجين المستقبلية.
وحول أهمية هذا البحث أكد الدكتور عبد الناصر العمر، رئيس مركز البحوث العلمية الزراعية بحماة، أنها تكمن في إيجاد واستنباط نخب وراثية ذات مواصفات نوعية جيدة، وبنفس الوقت مبكرة ومتفوقة بالغلَّة الحبيَّة، وتصلح للزراعة التكثيفية في البيئات السورية المختلفة، وذلك لسد الفجوة أو العجز المتمثل في استيراد أكثر من مليون طن من الذرة الصفراء سنويا وبالقطع الأجنبي، عن طريق استنباط أصناف ذات غلة حبية مرتفعة، تغطي الطلب المتزايد على هذا المحصول.
ولا يتوافر في سورية أصناف ذرة صفراء نشوية موجهة لاستخراج النشاء من حبوبها، الذي يدخل في العديد من الاستخدامات الغذائية والطبية والعلفية والصناعية والتطبيقية.
وللعلم يعد محصول الذرة الصفراء من المحاصيل المهمة في العالم، ومن المصادر الأساسية للطاقة والبروتين لنصف سكان الأرض، ويحتل عالميا المركز الثالث بعد القمح والأرز من حيث المساحة، والمركز الثانـي من حيث الإنتاج، ويأتي في سورية بالمرتـــبة الثالــثة بين محاصـــيل الحبوب.
وحول أهمية الذرة الصفراء في سورية، قال المهندس الخالد: إنّها تنامت بشكل مطرد نتيجة الحاجة الكبيرة إلى العلف، لسد احتياجات الإنتاج الحيواني، الذي شهد هو الآخر تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، وبخاصة في تغذية الدواجن والأبقار، إذ تمثل حبوب الذرة الصفراء 70% من عليقة الدواجن، وهي من أغنى الحبوب بالطاقة (1 كغ حبوب يحتوي من 3200 - 3300 سعرة حرارية)، وتحتاج سورية إلى أكثر من مليون طن من الذرة الصفراء سنويا، لاينتج منها حتى الآن أكثر من 250 ألف طن.
صفحة شؤون سورية في ملف ( pdf )