أعلن رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ان بيئة الامارات «طاردة لكل من يحاول العبث بامنها واستقرارها».
وقال الشيخ خليفة في حديث لصحيفة «النهار» اللبنانية امس حول المخاوف من حدوث هجمات ارهابية في الامارات والتحذيرات التي صدرت عن بعض الهيئات الديبلوماسية الاجنبية في الامارات لمواطنيها المقيمين في الدولة «نحن اذ نقدر من حيث المبدأ حق كل دولة في اتخاذ ما تراه من اجراءات لحماية مواطنيها، فاننا نعتقد ان ما صدر عن تلك الهيئات لا يعدو ان يكون جزءا من عرف تتبعه بعض البعثات الديبلوماسية الاجنبية في التعامل مع اي معلومة او اشاعة تصل اليها ايا كانت صدقيتها».
واضاف مؤكدا «اننا ننعم بمستوى من الامن والاستقرار تغبطنا عليه الدول الاخرى وهذا الامن لا يتحقق بفعل ما نتخذه من احتياطات واجراءات امنية فقط بل بتوفير سبل العيش والكسب الشريف في اجواء من الاحترام لكل من يعيش على هذه الارض بحيث تصبح بيئة الامارات بيئة طاردة لكل من يحاول ان يعبث بأمنها واستقرارها او يحاول الاعتداء على حرماتها».
اتفاق الدوحة
وفي الشأن اللبناني دعا الشيخ خليفة الى تنفيذ كل بنود اتفاق الدوحة معربا عن اسفه لعرقلة انطلاقة عهد الرئيس اللبناني ميشال سليمان.
وقال الشيخ خليفة ان «لبنان منارة حضارية وحضن دافئ للعرب ونأمل ان يستعيد هذا الدور وان يعود مصدرا من مصادر الالهام للشعراء الذين تغنوا بجمال طبيعته وحيوية شعبه».
واكد ردا على سؤال ان دولة الامارات لم تغب في اي مرحلة عن المساعي العربية للتوصل الى اتفاق بين مختلف الاطراف اللبنانية.
وقال ان دولة قطر لعبت دورا مهما في اتفاق الاطراف اللبنانيين مؤكدا ان «ما تحققه اي دولة خليجية او عربية هو نجاح لنا جميعا لانه انتصار للتضامن العربي الذي هو اولى غاياتنا واهدافنا».
وابدى الشيخ خليفة اسفه للعراقيل التي تواجه الرئيس ميشال سليمان منذ وصوله.
واعرب عن قلقه ازاء التاخير في تنفيذ اتفاق الدوحة قائلا «لا نزال نشعر بالقلق ازاء التأخير في تنفيذ كل بنود الاتفاق والانتقال الى الخطوات التالية» اي تشكيل الحكومة واقرار قانون الانتخاب.
واكد ان «اي حل دائم في لبنان لا بد ان يقوم على قاعدة التعايش والتكافؤ بين مكونات الشعب اللبناني كافة والا يحاول اي طرف من الاطراف تحقيق مكاسب سياسية على حساب الطرف الآخر او على حساب المعادلة السياسية التي تحكم لبنان والتي صيغت على اساس التوافق بين جميع القوى اللبنانية».
كما اكد ان الاستثمارات الاماراتية ستتدفق على لبنان «اذا تم تنفيذ اتفاق الدوحة بكل تفاصيله والامتناع بشكل كامل ونهائي عن استخدام العنف في الخلافات بين القوى السياسية او المذهبية» وحول زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الاخيرة لدولة الامارات وما اذا كانت المباحثات تناولت تفاصيل الوضع في لبنان اكد الشيخ خليفة ان «زيارة الرئيس بشار الاسد للامارات هي جزء من الاتصالات المستمرة بين البلدين».
واضاف ان «هذه الاتصالات كانت قائمة قبل القمة العربية وهي مستمرة بعدها وعلى مستويات مختلفة ومن الطبيعي ان نتطرق في كل لقاء يجمعنا سواء هنا في الامارات او في اي مكان آخر الى الاوضاع العربية بكل ابعادها ومنها بالطبع الوضع في لبنان وما يحمله من تداعيات خطيرة في داخل لبنان وفي المحيط الاقليمي برمته».
النووي الإيراني
وحول النزاع النووي الايراني وتداعياته قال الشيخ خليفة «نحن في دولة الامارات وفي منطقة الخليج عبرنا عن قلقنا الدائم من اي مشروعات او برامج تدخل المنطقة حلبة السباق النووي لكننا اعربنا عن تأييدنا لحق جميع الدول في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية».
واضاف «نحن نتابع الجهود المبذولة من اجل حل مشكلة الملف النووي الايراني بشكل مرض ومطمئن ولا نزال نأمل ان يتمكن المجتمع الدولي من التوصل الى هذا الحل».
وحول الاتفاق العسكري الذي عقدته الامارات حديثا مع فرنسا قال الشيخ خليفة بن زايد ان «اتفاقية التعاون في المجال النووي للاغراض السلمية وقعت منذ عشر سنين تقريبا ولم تكن تلك هي الاتفاقية الوحيدة التي وقعتها دولة الامارات في مجال التعاون العسكري فلدينا اتفاقات مع بريطانيا والولايات المتحدة وروسيا وبلدان اخرى».
واكد ان «السياسة الدفاعية للامارات مبنية على قاعدة من التكافؤ في علاقاتها بالدول الاخرى وعلى تنوع تعاونها مع تلك الدول».
اوضح ان «التعاون النووي مع فرنسا احد الخيارات المطروحة امام الامارات التي تسعى الى اقامة برنامج نووي سلمي في مجال الطاقة ولدينا اتفاقات مماثلة مع الولايات المتحدة وبريطانيا وقد نعقد اتفاقات اخرى في المستقبل مع دول اخرى».