كشف تقرير صحافي عن مسعى اميركي لتغيير النظام في ايران عبر شن عمليات سرية بواسطة جماعات ايرانية معارضة.
وافاد التقرير الذي كتبه الصحافي سيمور هيرش ونشرته مجلة «ذا نيويوركر» على الانترنت امس بأن الكونغرس الاميركي اقر تمويلا نهاية العام الماضي بطلب من الرئيس الأميركي جورج بوش للانفاق على تصعيد كبير في العمليات السرية ضد ايران بهدف زعزعة استقرار قيادتها.
ويركز مقال هيرش من عددي المجلة المقرر صدورهما في 7 و14 يوليو المقبل على مرسوم تنفيذي رئاسي عالي السرية وقعه بوش والذي وفقا للقانون الأميركي يجب أن يكون معروفا لدى زعماء الديموقراطيين والجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ وأعضاء بارزين باللجان الاستخباراتية.
ونقل المقال عن شخص مطلع على فحوى المرسوم قوله: «المرسوم ركز على اضعاف طموحات ايران النووية ومحاولة اضعاف الحكومة عن طريق اجراء تغييرات على النظام.
ويتضمن العمل مع جماعات المعارضة وتمرير أموال».
تمويل بـ 400 مليون دولار
وكان هيرش كتب من قبل عن خطط محتملة للادارة الأميركية بشن حرب للحيلولة دون امتلاك طهران لأسلحة نووية بما في ذلك مقال في ابريل عام 2006 نشر في المجلة أشار الى أن الهدف النهائي لبوش هو تغيير النظام في ايران سواء بوسائل ديبلوماسية أو عسكرية.
وأشار المقال نقلا عن مصادر عسكرية واستخباراتية ومن الكونغرس حالية وسابقة الى أن زعماء بالكونغرس أقروا التمويل للتصعيد السري الذي طلبه بوش وحجمه يصل الى 400 مليون دولار.
والعمليات السرية ضد ايران ليست أمرا جديدا.
وقال المقال ان قوات العمليات الخاصة الأميركية تشن عمليات عبر الحدود من جنوب العراق منذ العام الماضي.
وأضاف أن من بين هذه العمليات القبض على أعضاء بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني واصطحابهم للعراق لاستجوابهم وملاحقة «أهداف ذات قيمة عالية» في اطار حرب بوش ضد الارهاب والذين يمكن أن يلقى القبض عليهم أو قتلهم.
ولكن المقال نقل عن مسؤولين حاليين وسابقين قولهم انه جرى توسيع حجم ونطاق العمليات في ايران بمشاركة وكالة المخابرات المركزية الأميركية بشكل كبير.
تساؤلات زعماء الكونغرس
وأضاف أن العديد من هذه الأنشطة ليست محددة في المرسوم الجديد ولكن زعماء الكونغرس وجهوا تساؤلات مهمة بشأن طبيعة هذه الأنشطة.
وذكر روبرت باير الضابط السابق بوكالة المخابرات المركزية الأميركية أن من بين الجماعات داخل ايران التي تستفيد من الدعم الأميركي تنظيم جند الله والذي يعرف أيضا باسم حركة المقاومة الشعبية الايرانية.
ووصف المحلل بمجلس العلاقات الخارجية فالي نصر التنظيم لهيرش بأنه تنظيم «شرير» يشتبه في أن له صلات بتنظيم القاعدة.
وقال المقال ان الدعم الأميركي لجماعات المنشقين قد يثير حملة قمع عنيفة من ايران وهو ما قد يعطي ادارة بوش مبررا للتدخل.
وأفاد المقال بأنه لم يرد تعليق على المرسوم من الزعماء الديموقراطيين بالكونغرس.
ورفض البيت الأبيض الذي نفى مرارا الاعداد لعمل عسكري ضد ايران ووكالة المخابرات المركزية الأميركية التعليق أيضا.
وتقود الولايات المتحدة جهودا دولية لكبح جهود ايران التي تشك في أنها تسعى لانتاج أسلحة نووية غير أن واشنطن تقر بحق ايران في تطوير طاقة نووية لأهداف مدنية.
الصفحة في ملف ( pdf )