بيروت - عمر حبنجر
توقع زوار الرئيس ميشال سليمان اختراقا قريبا للجهود الحاصلة في موضوع تشكيل الحكومة، مراهنين على الفترة الفاصلة عن موعد زيارة الرئيس سليمان الى باريس، حيث الامل ان تساهم بعض القوى الاقليمية في تذليل العقبات المتبقية.
وقال هؤلاء ان المهلة التي اطلقها الرئيس سليمان يوم السبت الماضي كانت من قبيل التمني على الاطراف المعنية بالتعقيد.
حلول عديدة
وقد ظهرت امس حلول جديدة متداولة بينها واحدة طرحت على العماد عون، وتتناول اختياره احدى حقيبتي الاتصالات او الأشغال على ان تعطى الاخرى لشخص يكون مقبولا لديه.
وتحدثت صحيفة «الاخبار» القريبة من حزب الله عن صيغة تقضي بمنح الاتصالات والاشغال معا للعماد عون مقابل ان تسحب منه وزارة الشؤون الاجتماعية التي ستذهب على الارجح الى احد مسيحيي 14 آذار والمقصود نايلة معوض.
سليمان لتدخل بري وفرنيجية
في هذا السياق، ذكرت مصادر اعلامية ان الرئيس ميشال سليمان طلب تدخل الرئيس نبيه بري والوزير السابق سليمان فرنجية لدى النائب ميشال عون للحد من مطالبه، مشيرة الى ان فرنجية والنائب علي حسن خليل نقلا اقتراحا الى الرئيس يقضي باعطاء عون وزارات الاشغال والاتصالات والصناعة ووزارتي دولة فضلا عن نيابة رئاسة الحكومة.
بيد ان مصادر 14 آذار قالت ان وزارة الاتصالات لم تعد موجودة على الطاولة بعد ان رفضها الجانب الآخر، وان المطلوب كلام واضح من الجانب الآخر حتى يبنى على الشيء مقتضاه.
الرئيس ميشال سليمان اكد امس ايضا انه مستمر في اتصالاته من اجل حل الازمة الحكومية، وشدد على اعتماد الحوار مدخلا وحيدا للحل.
من جانبه، طلب رئيس الحكومة الاسبق نجيب ميقاتي من الرئيس سليمان خلال زيارته له امس ان يكون الجيش اكثر حزما في المواضيع الاساسية، وعن تشكيل الحكومة قال انها ستشكل آجلا ام عاجلا، معربا عن خشيته من التعقيدات التي ستواجه إعداد البيان الوزاري.
الوزير طلال الساحلي نفى بعد زيارته الرئيس سليمان ان يكون الرئيس نبيه بري قد غادر لبنان تفاديا للاحراج بعد تعثر الحكومة، مؤكدا - اي الساحلي - ان رئيس مجلس النواب يتابع العملية الحكومية من الخارج، موضحا انه بصدد حضور مؤتمر فرانكوفوني في كندا.
زهرا: لا أفكار جديدة حول الحكومة
بدوره، نفى عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرا ان تكون هناك افكار جديدة في الموضوع الحكومي بعد الصيغ التي طرحت في نهاية الاسبوع الماضي، انما هناك انتظار لحلحلة ما في موقف العماد عون.
وقال «العماد عون ليس صاحب حق بأي شيء بالمطلق كي يتخلى او يتمسك بهذه الحقيبة او تلك»، معتبرا ان «توسيع الحقائب السيادية بدعة لم تطرح في يوم من الايام ولا يمكن لارضاء اي فريق اختراع مفاهيم جديدة في اللحظة التي تناسبه، وان موضوع توزير د.جعجع هو بعهدة د.جعجع شخصيا وعند تحديد التشكيلة الحكومية يبلغ المعنيين اذا كان هو مرشحا او من ينوب عنه على صعيد الوزير الماروني من القوات اللبنانية».
وعن صحة ما اشيع اليوم عن عرض جديد قدم للعماد عون وقضى باعطائه حقيبة الاتصالات ومنصب نائب رئيس الحكومة مقابل تخليه عن الاشغال مع ابداء الرأي في اسم الوزير، قال: ابداء الرأي في اسم الوزير قد تكون فكرة جديدة، لكن هذا العرض قائم من يوم الجمعة الماضي، وفوجئ رئيس الحكومة المكلف باصرار العماد عون على الحصول على حقيبة الاشغال مع حقيبة الاتصالات وهذا ما اوقف الاتصالات يومها، وبالتالي هذا ليس عرضا جديدا اذا كان هذا ما يحكى عنه، والعماد عون وهو ليس صاحب حق بأي شيء بالمطلق كي يتخلى او يتمسك بهذه الحقيبة او تلك.
واضاف: ما يهم القوات اللبنانية في التشكيلة بشكلها النهائي ان تكون متوازنة وتعكس حقوق الجميع في التمثيل الشعبي والسياسي لكل الفرقاء المشاركين فيها.
وعن الحدود الزمنية القصوى لاعلان الحكومة الجديدة، قال: لا اظن لأن الدستور لم يقل بذلك وليس هناك طرف يتكلم عن مهل زمنية، علما ان الكل يشعر بضرورة انجاز التشكيلة بأسرع وقت، خاصة انها الحكومة الاولى في عهد جديد يبشر بالخير واي تأخير يحد من اندفاعة العهد وسيده.
الى ذلك، لفت النائب فريد الخازن عضو كتلة العماد عون الى ان الدول الخارجية غير مستعجلة لتشكيل الحكومة، معتبر ان تكتل التغيير والاصلاح اكثر فريق له مصلحة في تشكيل الحكومة والمشاركة بها.
وقال ان الخلاف داخل الصف الآخر هو الذي يؤخر تشكيل الحكومة.
الوضع الامني والملف الحكومي كانا محور لقاءات البطريرك الماروني نصرالله صفير امس الذي بدأ يحزم حقائب السفر في رحلة الى استراليا الاسبوع المقبل.
وزير التربية خالد قباني المشغول الآن بامتحانات آخر السنة الرسمية تمنى ان ينجح اللبنانيون في امتحان تشكيل الحكومة ليتفرغوا الى معالجة القضايا العالقة.
الصفحة في ملف ( pdf )