بين الشائعة والحقيقة عاشت مناطق لبنانية عدة وتحديدا في الساحل الجنوبي حالة خوف حقيقي وبات البعض ليلهم في العراء تحسبا لوقوع زلزال لم يعرف مصدر شائعته، انما الارجح ان يكون اسرائيليا.
ويقول د.معين حمزة الامين العام لمركز البحوث العلمية في لبنان، انه لم يجد اي معطيات تبرر توقع حصول زلزال، وان الخبر الاسرائيلي خال من المعطيات العلمية، وهو مبالغ به وقد هدف مطلقوه الى استنفار الناس.
واوضح حمزة ان الادارات المختصة في لبنان احيطت علما الخميس الماضي بأن النشاط الزلزالي الموجود في جنوب لبنان منذ 12 فبراير، مستمر، لكن استمراره لا يؤشر الى احتمال وقوع زلزال مدمر.
وبسؤاله عن امكانية التنبؤ مسبقا بالنشاط الزلزالي، قال: هذا الامر مستحيل، وكل ما في الامر ان هناك نشاطا مستمرا وبوتيرة لا تزيد على 4 درجات على مقياس ريختر، وقد سجلت حالة واحدة بقوة 5 درجات، وهذه ايضا غير مدمرة وغير مؤذية.
وكانت وزارة الصحة الإسرائيلية طلبت من جميع المستشفيات وصناديق المرضى الواقعة في المنطقة الشمالية الاستعداد «فورا» لاحتمال وقوع زلزال قوي، مركزه جنوب لبنان.
ونقلت صحف عربية مختلفة عن حمزة امس قوله ان النشاط الزلزالي ازداد في جنوب لبنان بشكل ملحوظ خلال شهري مايو ويونيو الماضيين، مشيرا الى تسجيل 800 حادث زلزالي في قضائي صور والنبطية منذ 12 فبراير الماضي، بقوة تراوحت بين 2.3 و5.1 درجات على مقياس ريختر، واشار الى انه لم يسبق تسجيل نشاط مماثل، بالكثافة والقوة، متمركزة في المنطقة الجغرافية نفسها، التي تقدر مساحتها بنحو 20 كيلومترا.
وعلى الجهة الأخرى من حدود جنوب لبنان، أطلق المدير العام لوزارة الصحة الاسرائيلية آفي يسرائيلي، تحذيرا متطابقا مع معطيات حمزة، طالبا من المستشفيات الاسرائيلية الاستعداد لمواجهة عواقب زلزال مصدره جنوب لبنان قد يطال شمال الدول العبرية «بغية الحد من المخاطر».
وقال «في مايو، اصبحت الهزات اكثر قوة وشعر بها السكان في شمال اسرائيل، ما يعزز من احتمال وقوع هزة ارضية اكثر شدة تصل قوتها الى 6 درجات على مقياس ريختر في لبنان وتلحق اضرارا بالتجمعات السكنية في شمال اسرائيل وبناها التحتية».
وافادت وسائل اعلام اسرائيلية ان تدقيقا اجرته وزارة الصحة اظهر ان مستشفى «رمبام» الحكومي في حيفا، وهو اكبر مستشفى في شمال اسرائيل ليس مستعدا لمواجهة هزة ارضية كبيرة.
الصفحة في ملف ( pdf )