بيروت - عمر حبنجر
اتسعت الكوة التي احدثتها اتصالات الرئيس ميشال سليمان مع القوى المعنية، في جدار تشكيل الحكومة المسدود، واجتمعت المعطيات التي توافرت حتى الامس، على احتمال ولادة التشكيلة الحكومية الموعودة اليوم او غدا، والا فقد يغرق هذا الاستحقاق الحكومي الكبير في بحر الغيوم الاقليمية الواسع.
باب الفرج، كما بات واضحا، هو الزيارة الرئاسية الى باريس منتصف هذا الشهر، فالرئيس ميشال سليمان الذي ابلغ المعنيين بانه لم يشارك في مؤتمر باريس من دون حكومة حائزة ثقة مجلس النواب.
وهو التقى هنا مع حاجة الرئيس بشار الاسد الى الاستقرار الحكومي في بيروت، دعما لنتائج زيارته الباريسية التي يعول عليها الكثير.
متفائلون ردوا التغيير الحاصل في المناخ السياسي اللبناني الى زيارة الوزير السابق سليمان فرنجية الى بعبدا الاسبوع الماضي، وبعده كانت زيارة وفد كتلة الوفاء للمقاومة، وبعدها كتلة الرئيس نبيه بري، وهؤلاء يمثلون المعارضة ما اوحى للمراقبين بان صفحة جديدة فتحت.
وقد جاء المؤتمر الصحافي للامين العام لحزب الله حسن نصر الله ليكرس بهدوئه وتجاوبه التوجه الايجابي الجديد للمعارضة، خصوصا على صعيد مزارع شبعا، الذي كان الرئيس ميشال سليمان عرض مصيرها مع القائمة بالاعمال الاميركية ميشال سيسون امس، والتي جاءته مودعة كونها ستغادر للمثول امام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الاميركي لتكريسها كسفيرة في لبنان.
مصادر حكومية توقفت امام قول السيد حسن نصر الله انه لا يمانع في خروج الاسرائيليين من مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وان يعطوها للامم المتحدة، واعتباره ان التحرير في هذه الحالة يكون منقوصا، واعتبرت المصادر ان هذا الكلام يدخل النقاش الى الموضوع الفعلي بخصوص مزارع شبعا مما يعني ان الحزب مستعد للتعاون بكل المسائل والوسائل، وهذا ما يفضي الى اخراج الاحتلال الاسرائيلي من تلك دالمزارع.
وعن قوله: نحن لم نقل يوما ان مقاومتنا ابدية، واننا متمسكون بالسلاح الى ابد الآبدين، ثم قوله في مكان آخر، نحن لا نعبد هذا السلاح ولا السلاح هو القضية، بل لخدمة القضية وابدائه الاستعداد لمناقشة السلاح من ضمن الاستراتيجية الدفاعية.. قالت المصادر ان اهمية هذا الكلام تكمن في استعداد حزب الله للمشاركة في النقاش بكيفية حماية لبنان والدفاع عنه.
وأيدت المصادر الحكومية استعداد نصر الله للانفتاح على الآخرين، خاصة ان البلد مقبل على انبلاج فجر حكومة وحدة وطنية ستكون مناسبة طيبة للتلاقي والتعاون والتحاور برعاية الرئيس ميشال سليمان كما نص على ذلك اتفاق الدوحة.
مشاركة رسمية باستقبال العائدين
الى ذلك كشفت مصادر رسمية عن توجه لدى رئيس الحكومة للمشاركة في استقبال العائدين شهداء واحياء، كما ابلغ الرئيس سليمان وفد حزب الله الذي زاره في بعبدا اول من امس برئاسة الحاج حسين خليل المعاون السياسي لنصر الله رغبته في المشاركة في استقبال هؤلاء، لا بل ان اذاعة النور الناطقة بلسان حزب الله تحدثت عن اتصالات لجعل يوم عودة الاسرى بمنزلة عيد وطني، بقرار حكومي.
تيار المستقبل، وكمعظم قوى 14 آذار تريث في التعليق على كلام نصر الله لكن بعض وسائل الاعلام نقلت عن اوساط النائب سعد الحريري ان التيار سيتعامل بايجابية وانفتاح مع خطاب السيد نصر الله، وستكون له مشاركة بارزة في استقبال الاسرى في جميع المناطق، خصوصا صيدا وبيروت.
جنبلاط يشارك
النائب وليد جنبلاط اعتبر خطاب نصر الله مشجعا وابدى استعداده لان يكون في استقبال الاسير سمير قنطار ورفاقه الاسرى والشهداء، وقال ان هذا موضوع يتجاوز اي اعتبار امني او سياسي وهو بمنزلة تقدير متواضع لكل من ساهم في الصراع مع العدو الاسرائيلي.
رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي رحب باعتبار السيد نصر الله مناسبة تبادل الاسرى فرصة وطنية للم الشمل واللقاء ودعا اللبنانيين جميعا للاحتفال بها، متجاوزين المرحلة الاليمة والتلاقي في منتصف الطريق لبلورة حل شامل.
النائب بهية الحريري قالت من جهتها ان كل اللبنانيين مدعوون للمشاركة باستقبال الأسرى ورفاة الشهداء، لأن قضية المقاومة ضد العدو الاسرائيلي هي ارث وطني، وهي من القضايا التي تجمعنا، وقالت في اجتماع مع فعاليات صيداوية وفلسطينية ان مدينة صيدا ستعد استقبالا للأسرى العائدين يليق بتضحياتهم.
عون: يتهربون من إعطاء المالية للمسيحيين
وفي سياق منفصل رأى العماد ميشال عون، ان لعبة توزيع الوزارات السيادية هي للهرب من اعطاء المالية للمسيحيين، وان الحديث في الدوحة تم على اساس اعطاء رئيس الجمهورية حقيبة الداخلية وتوزيع الباقي مناصفة بين الموالاة والمعارضة بعد ان تصبح حقيبة وزارة العدل سيادية.
وفي حديث لمجلة الاسبوع العربي نفى عون وجود ورقة موقعة من الجامعة العربية برفع عدد الحقائب السيادية الى خمس، وانما مجرد حديث مدون.
واضاف: لا يمكن اعطاء الوزير الياس المر وزارة تحسب سيادية وهي من حق الأكثرية.
وقال: هو يريد ان يحسب نفسه على رئاسة الجمهورية لكن نحن نحسبه على الأكثرية وعما اذا كان يقبل بوضع مزارع شبعا تحت الوصاية الدولية، جدد عون التزامه بالتفاهم مع حزب الله، فإذا قبل الأمر أقبله، واذا لم يقبل لا نقبل، ونلتزم تحريرها بالكامل.
واعتبر انه بعد تحرير الأسرى والمزارع تبقى مشكلة الحياة والتوطين، لافتا الى ان الصيف سيمر جيدا، رغم انف الجميع.
النائب غانم والجذور الإقليمية للمشكلة
النائب روبير غانم، رئيس لجنة الادارة والعدل في مجلس النواب، قال بعد وداعه البطريرك الماروني نصرالله صفير المغادر الى استراليا، ان المشكلة اللبنانية ليست 100% لبنانية، انما لها جذور وروابط اقليمية ودولية، يأتي قرار العرقلة من الخارج، فتأخذ هذه العرقلة وجوها مختلفة، ودعا غانم الى توحيد الصف المسيحي «لأنه لو كان هذا الصف موحدا لتجاوزنا كل هذه الأمور».
الصفحة في ملف ( pdf )