صرح شون ماكورماك المتحدث باسم الخارجية الأميركية بأن واشنطن لا تستطيع منع اسرائيل من القيام بأى عمل عسكرى ضد ايران.
واكد ماكورماك - في تصريح أورده (راديو سوا) الأميركي امس - ان امتلاك ايران للسلاح النووى مسألة وجود بالنسبة لاسرائيل، وخاصة بعدما اعلنت طهران عن رغبتها في ازالة اسرائيل من خارطة العالم.
وقال المتحدث الاميركي «ان ايران تبذل جهودا كبيرة لتخصيب اليورانيوم، الذى يعتبر اصعب خطوة لتصنيع قنبلة نووية»، موضحا ان اسرائيل لديها مخاوف مشروعة في هذا الصدد.
وشدد على ان الرئيس الاميركي جورج بوش يركز على السعى لحل ديبلوماسي مع طهران ولكنه في الوقت ذاته لا يستبعد استخدام القوة ضدها.
في سياق اخر قال ماكورماك ان كوريا الشمالية تقدمت باعلان بشأن برنامجها النووي القائم على تخصيب اليورانيوم وطبيعة تعاونها مع سورية وذلك الى جانب الاعلان الخاص ببرامجها النووية القائمة على انتاج البلوتونيوم.
واضاف المتحدث باسم الخارجية الاميركية «ان الولايات المتحدة لم تسمح لكوريا الشمالية كما يتردد بتقديم اعلان غير كامل يغفل هذين الموضوعين من الاساس».
في المقابل اعلن مستشار السياسة الخارجية للمرشد الأعلى الايراني علي خامنئي ان تصريحاته بشأن اجراء محادثات نووية مع الغرب لا تعني انه يتعين على ايران ان تقبل طلب الغرب بتعليق تخصيب اليورانيوم.
ونقل موقع التلفزيون الرسمي على شبكة الانترنت عن علي أكبر ولاياتي قوله «نحن مستعدون لإجراء محادثات دون التراجع عن موقفنا المبدئي، نحن نريد ان نجري محادثات دون تعليق تخصيب اليورانيوم كشرط مسبق».
وكان ولاياتي يشير بذلك الى مقابلة نشرت في صحيفة محلية في وقت سابق هذا الاسبوع، ومقال في صحيفة ليبراسيون حيث دعا الى استئناف المحادثات مع الغرب للتوصل الى حل وسط لتسوية القضية.
مواصلة التفاوض
في غضون ذلك، دعا الرئيس الروسي ديمتري ميدفيدف الى مواصلة التفاوض مع ايران بشأن ملفها النووي، لكن من دون اثارة قيادتها بالمزيد من العقوبات، معتبرا ان دعوات مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الاميركية جون ماكين لاقصاء روسيا عن منظمة الثمانية الكبار «غير جدية».
ونسبت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» امس عن ميدفيدف، في حديث صحافي لعدد من وسائل اعلامية من الدول التابعة للثمانية الكبار في موسكو، أن الجهود التي تبذلها دول العالم لحل المشكلة النووية الايرانية «لم تسفر عن حلول مجدية بعد، لكن لابد من مواصلة البحث عن الحلول».
لكنه رأى انه «لا يجوز، ما دمنا نجري المحادثات مع ايران ان نقوم بخطوات تثير القيادة الايرانية وتهدف الى فرض عقوبات اضافية».
فكرة التسوية
من جانبه، أعرب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا عن أمله في أن تتجسد فكرة التسوية التي طرحها على أكبر ولايتي المستشار الديبلوماسي للمرشد الأعلى في ايران، في رد طهران المنتظر على عرض التعاون الذي قدمته لها الدول الست الكبرى.
وقال سولانا، في تصريحات أوردها راديو «سوا» الأميركي امس انه «يأمل حقا فى ان يتجسد هذا الاحساس وهذه الفكرة التي يعبر عنها الايرانيون، لكنني في الوقت الحاضر لم أتلق أي تعليق رسمى.
وعندما سئل عما اذا كان يشكك في تصريحات ولايتي، أجاب بالنفي، وقال «لدينا اتفاق بأن يردوا رسميا على عرض التعاون الذي قدمته لهم الدول الست الكبرى المعنية بالملف النووى وهى الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا، في منتصف يونيو».
وكان ولايتي قد دعا في مقال نشرته أمس الأول صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية الى تسوية بين طهران والدول الأخرى حول الملف النووي، وقال «يجب الحفاظ على التكنولوجيا وعلى التحكم بالبرنامج النووي المدني الايراني، انهما يشكلان مكسبا لأهداف ايران السلمية وارثا من جيل الثورة الاسلامية».
واضاف ان هذه الضرورة تنعكس في المشاركة في معاهدة حظر الانتشار النووي التى انضمت اليها ايران والتي تمنحها حقوقا في مقابل تعهداتها، وهكذا يمكن التوصل الى تسوية لتبديد المخاوف المشتركة لايران والدول الأخرى.
وسئل سولانا عن ظهور كلمة تسوية مجددا في الخطاب الايراني، فقال انه مما شك فيه انه تعبير جيد، لكني أود الحصول على رد رسمي في اسرع ما يمكن.
مفاوضات 5 +1
الى ذلك، بحث وزير الخارجي الصيني يانغ جيجي امس مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في ايران سعيد جليلي آخر التطورات بشأن تقدم عملية المفاوضات بين ايران ومجموعة 5 +1.
واوردت وكالة انباء «مهر» الايرانية شبه الرسمية أن يانغ جيجي دعا في اتصال هاتفي مع جليلي الى استمرار المشاورات مع ايران من أجل مواصلة المفاوضات البناءة.
في المقابل، أثنى جليلي في هذا الاتصال على التعامل الايجابي الذي تبديه الصين حيال الموضوع النووي الايراني، معربا عن أمله بأن تكون الجولة الجديدة من المفاوضات مصحوبة بحسن النية والمبادرات المبنية على النقاط المشتركة، من اجل البدء بجولة جديدة من المفاوضات البناءة.
الصفحة في ملف ( pdf )