Note: English translation is not 100% accurate
ما بين الصفدي والحريري.. غيمة صيف أم بداية خريف؟
الأربعاء
2006/10/18
المصدر : الانباء
محمد الصفدي نائب طرابلس الذي احتل المرتبة الاولى في الانتخابات الاخيرة ورئيس التكتل الطرابلسي «4 نواب»، وزير الأشغال في الحكومة ومن ضمن فريق الأكثرية، أحد أقطاب 14 مارس، والممثل الثاني للطائفة السنية على طاولة الحوار الوطني.
منذ أشهر سرت توقعات وأحاديث في الكواليس السياسية عن فتور ومشكلة ما بين الصفدي وشركائه في 14 مارس، ولكن من دون الاستناد الى اي مؤشرات ملموسة الى ان وقع الاشكال الأخير في مجلس الوزراء مع الرئيس فؤاد السنيورة عندما طرح موضوع التشكيلات الديبلوماسية الجاهزة ولم يكن الصفدي وسائر الوزراء على علم بها وبالمعايير التي اعتمدت في هذه التعيينات التي كان من بينها تعيين سفير من طرابلس لم يتم التشاور بشأنه مع الصفدي ولا حتى اعلامه مسبقا بهذا التعيين.
وفي الجلسة، سجل الصفدي اعتراضه على الطريقة التي اعتمدت على قاعدة المحاصصة وبما لا يتناسب مع مشروع الدولة والمنطق المؤسساتي.
وبعد الجلسة، وسع الوزير الصفدي انتقاداته وخرج عن تحفظه.
لقد بدا «الاشكال الديبلوماسي» بمثابة الشرارة التي فجرت أزمة متراكمة وملاحظات مكدسة تبدأ من العراقيل التي وضعت امام وزارة الاشغال ومشاريعها لتصل الى اداء الحكم الذي لا ينسجم مع قيام دولة المؤسسات والقانون والشفافية ولا يشير الى ان هناك اشياء تغيرت قياسا الى ما كان قائما أيام الوصاية السورية.
وقال مقربون من الصفدي في تعبير واضح عن الخيبة والمرارة: «لن يمشي شيء منذ اليوم تحت ستار الخلاف مع الآخرين أو تحت سقف 14 مارس.
لقد طفح الكيل، هم لا يريدون بناء الدولة ولا يحترمون تحالفاتهم وتجاوزوا كل حدود».
«هم» تعني هنا فريق 14 مارس والرئيس فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري الذي فاجأه هذا التطور واستشعر دقته وتداعياته المحتملة، ولذلك بادر الحريري بتحرك عاجل لاحتواء المشكلة والتقى في قريطم الوزير الصفدي في لقاء «عتاب وتوضيح» انتهى الى تجاوز ما حصل وفتح صفحة جديدة من العلاقة على أسس جديدة وعلى قاعدة تأكيد التحالف والترابط بين المستقبل والتكتل الطرابلسي، وان تكون العلاقة أكثر شفافية والتزاما.
يمكن القول ان الخطأ الذي ارتكب مع الصفدي في موضوع التشكيلات الديبلوماسية يماثل الخطأ الذي ارتكب مع الرئيس نبيه بري في موضوع الأمن العام وأدى إلى «استفزازه» ودخوله في مواجهة مباشرة مع رئيس الحكومة ووزير الداخلية.
وكما جرى احتواء سريع للمشكلة مع بري الذي تحتاجه الأكثرية أكثر من أي وقت مضى، كان من المتوقع والطبيعي ان يتم احتواء المشكلة مع الوزير محمد الصفدي الذي يشكل حاجة سياسية للنائب سعد الحريري وللأكثرية.
اقرأ أيضاً