بيروت - عمر حبنجر
تفجر الوضع الأمني بين حي التبانة، و«جبل محسن» الذي يسكنه علويون في طرابلس بدءا من منتصف الليل ما قبل الماضي، وتدخل الجيش وقوى الامن الداخلي مرة اخرى، الا ان ذلك لم يحل دون سقوط 4 قتلى ونحو 53 جريحا من أهالي التبانة مقابل اربع اصابات في جبل محسن او «بعل محسن» كما في التسمية الرسمية.
والى جانب الاستخدام الواسع للاسلحة الثقيلة والمتوسطة، لعب القنص دوره في تكثيف عدد الاصابات، وقد سقطت امرأة برصاص القنص في منطقة «القبة» المطلة على بعل محسن، كما طالت بعل الدراويش والشعار والتعاونية والبقار وحي السيدة، وحي الشعراني.
ويقول مراسلون ان مضادات ارضية ظهرت في كل من المنطقتين المتحاربتين، وان المدارس اقفلت وكذلك الجامعات.
الحزب العربي الديموقراطي اصدر بيانا امس استنكر فيه الاعتداءات المستمرة على جبل محسن من قنص ورمي قنابل ورمي اينرغا، ما ادى الى اصابة ثلاثة مواطنين من جبل محسن وعسكري من الجيش اللبناني.
ولفت البيان الى ان عناصر الحزب ملتزمون بقرار امينه العام علي عيد. ودعا عيد اهالي التبانة الى منع الطابور الثالث من الدخول بين المنطقة الواحدة.
وقد تم تحويل القادمين من عكار باتجاه طرابلس الى طريق فرعية محمية من «القناصة» وقطعت الطريق العام بين طرابلس وعكار عن مستديرة الملولة في طرابلس. مصادر رسمية توجست لـ «الأنباء» خيفة من ان يكون الهدوء النسبي الذي شهدته محاور طرابلس نهارا مجرد استراحة في ضوء التعقيدات السياسية المستمرة في الموضوع الحكومي.
هذا وأفادت مصادر أمنية مساء أمس بأن منطقة طريق الجديدة وتحديدا منطقة قصقص شهدت حرقا للدواليب وقطعا للطرق قرب جامع الخاشقجي، ولم تتوافر معلومات أكثر عن تلك الحوادث.
زوار بعبدا
وقد سعى الرئيس ميشال سليمان لتهدئة الوضع فاستقبل النائب وليد جنبلاط فالرئيس نبيه بري. النائب جنبلاط اصر على ان تكون لطلال ارسلان مرشح حزب الله لدخول الحكومة حقيبة وزارية من اجل تحسين شروط الوحدة الوطنية والعيش المشترك في الجبل.
جنبلاط اعتبر العودة الى قانون 1960 الانتخابي خطأ ارتكبناه وغمز من قناة «القوات اللبنانية» ومطالبها الوزارية، متمنيا على حلفائه لو عادوا الى روحية «قرنة شهوان» بدل الفئويات والمطالب الصغيرة، مطالبا باعتماد النسبية في توزير كتل الاكثرية، اي ان يكون عدد وزراء الكتلة من عدد نوابها، مشيرا الى ان عدد نواب كتلته 17 نائبا وهي ثاني اكبر كتلة بعد كتلة سعد الحريري.
جنبلاط قال انه يساهم بتذليل العقبات مع حلفائه، وقال انه اتصل بالنائب سعد الحريري مساء اول من امس و«شخصيا انا على السمع، وعندما يريد البعض ان يأخذ السماعة ويفتح الخط فانا حاضر، علما انني اتمنى ان يكون الأمر بعجالة وقبل سفر الرئيس سليمان».
وكان آخر المواعيد الافتراضية لتشكيل الحكومة بعد غد وربما قبله كما تقول اذاعة «صوت لبنان» بعد انجاز التوافقات المبدئية على الاسماء والحقائب حيث نجح النائب سعد الحريري في وضع اللمسات الاخيرة على توزيع الحقائب الوزارية بين قوى 14 آذار اثر زيارته د.سمير جعجع في «معراب» ولقائه النائب وليد جنبلاط والوزير محمد الصفدي في قريطم. الحريري كرر بعد لقاء جعجع التشديد على ان تشكيل الحكومة سيتم في اسرع وقت، وعلى وحدة الصف، مطالبا من يتذرعون بالحرص ويعطلون في الوقت نفسه تشكيل الحكومة او انتخابات الرئاسة ستة اشهر بالكف عن ذلك.
البديل لقانصوه.. قانصوه!
لكن حزب الله اتهم عبر «إذاعة النور» الرئيس فؤاد السنيورة بافتعال مشكلة ترشيح الرئيس السابق للحزب القومي علي قانصوه للوزارة. واصفا ذلك بالمناورة الجديدة.
ورأت الاذاعة ان ترشيح قانصوه يمثل استفزازا له وللكثيرين وانه منطق غير مقبول، وهو ما رد عليه الرئيس نبيه بري وحزب الله بالقول ان البديل لعلي قانصوه هو علي قانصوه.
الوفاء للمقاومة
من جانبها، رأت كتلة الوفاء للمقاومة ان التأخير في تشكيل حكومة الشراكة الوطنية بات يضغط على جميع اللبنانيين وينذر بتداعيات تؤثر سلبا على مجمل الوضع في البلاد وعلى انطلاقة العهد الجديد. واعتبرت ان المسؤولية الوطنية تقتضي الاسراع في تأليف الحكومة والاسهام في تعزيز مناخات التوافق بدلا من تبديدها.
واشار البيان الصادر عن اجتماع الكتلة امس ان امام البلاد جملة من الاستحقاقات السياسية والامنية والاقتصادية والمعيشية تتطلب تفهما وتكاملا بين جهود الفرقاء السياسيين، واكدت ان على الجميع انتهاز الفرصة الراهنة للعمل معا بانفتاح ومسؤولية لاعادة انتاج السلطة وبناء الدولة القوية المتوازنة والمطمئنة.
فرنجية: شاكر العبسي للوزارة قبالة جعجع
بدوره دعا رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الجيش اللبناني الى لعب دوره كاملا على الساحة اللبنانية والا يبقى متفرجا او محايدا، لأن من واجب الجيش الحفاظ على الامن وانهاء الاشكالات خصوصا ان النفقة عليه كبيرة جدا ومن جيوب المواطنين.
ورأى انه اذا كانت وزارة العدل مطروحة للقوات من باب الحصة المارونية فإن توزير شاكر العبسي من باب الحصة السنية امر مطلوب لأن الامرين متشابهان، مشيرا الى احتمال استقالة العديد من القضاة الذين لا يقبلون ان يكون وزيرا عليهم من حكموه بالاعدام وخففوا الحكم الى السجن المؤبد.
واكد فرنجية انه لا يجوز للاكثرية ان تضع ڤيتو على اي اسم من الاسماء المقترحة من قبل المعارضة للدخول في الحكومة لأنه يحق بعد ذلك للمعارضة ان تضع ڤيتو على اي اسم من الموالاة. واشار فرنجية الى المال السياسي الذي يدفع بكثرة في الشمال لشراء الضمائر من قبل فريق من الاكثرية داعيا المواطنين الى تحكيم ضمائرهم يوم الاقتراع لأن شراء الضمائر غير مقبول وامر مخالف للقوانين.
واعرب فرنجية رغم كل الذي يحصل عن تفاؤله بالمستقبل آملا بوادر انفراج مع الصيف الحالي، مؤكدا ان المستقبل سيكون افضل بكثير. وحول نظرته الى عودة الاشتباكات في طرابلس قال: اني ارى ان على الجيش ان يقوم بواجبه وهذه هي حاجتنا له فإذا كان يريد ان يلعب دور المتفرج فلماذا هذا الجيش؟ وما حاجتنا له؟ ليس على الجيش ان يتفرج على الذي يحصل، نريد ان يلعب دوره، دور الحياد ليس مطلوبا للقوى الامنية، الحياد عمل السياسيين وليس عمل الجيش، الحياد للأمم المتحدة ولقوات الفصل الدولية، وليس لجيش في بلد عليه ان يحافظ على الامن فيه، ونحن نصرف اموالا كثيرة على الجيش فعليه ان يقوم بواجبه عندما توجد نزاعات داخلية بسيطة او نزاعات صغيرة داخل منطقة فعليه ان يحلها وان يحسم الامور اما اذا حصلت لا سمح الله حرب في البلد فإن حياد الجيش يكون ايجابيا ولكن الجيش عندنا تعود كثيرا على هذا الدور.
الصفحة في ملف ( pdf )