أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن تحقيق السلام والأمن العالميين دون تحقيق الأمن في العراق، مشددا على ضرورة مساعدة العراقيين على إعادة بناء وتعمير البلاد.
وقال أردوغان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس إن المنطقة تعاني من نزاعات داخلية وتحتاج إلى رؤية استراتيجية أكثر من أي وقت مضى، مشيرا إلى أن التعاون بين البلدين سيساهم فى فتح آفاق جديدة لتحقيق السلم والاستقرار.
ودعا دول المنطقة إلى مساعدة العراق للخروج من هذا الوضع الأمنى والعودة للاستقرار، معربا عن تفاؤله بمستقبل العراق فى حالة التزام المجتمع الدولى بتقديم الدعم الكافي له.
وقال أردوغان «فى الحقيقة نظرتنا للعلاقة مع العراق كانت دائما نظرة شاملة ونحن نهدف إلى تطوير علاقتنا معه فى شتى المجالات منها العلاقات السياسية وفى مجال الأمن وكذلك فى مجال الطاقة والاقتصاد والثقافة والمياة»، مشيرا، إلى أنه فى نهاية هذا العام سيصل حجم التبادل التجارى بين البلدين إلى خمسة مليارات دولار وبالاستثمارات التى ستقوم تركيا بها سيصل الرقم إلى 10 مليارات دولار قائلا «إن هدفنا أن نرفع هذا القدر إلى 25 مليار دولار خلال السنوات الثلاث القادمة».
وفيما يتعلق بالهجمات التى يشنها الجيش التركى على عناصر حزب العمال الكردستانى قال رئيس الوزراء التركى «إن الحكومتين العراقية والإقليمية فى شمال البلاد قدمتا لنا دعما كبيرا فى مكافحة الارهاب» مشيرا إلى أن حزب العمال ليس عدوا لتركيا فقط بل عدو أيضا للعراق.
بدوره، وصف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي زيارة نظيره التركي رجب طيب أردوغان إلى العراق بأنها تاريخية لأنها «ستفتح آفاقا واسعة للتعاون بين البلدين»، منبها بأن البلدين يواجهان تحديا مشتركا يتمثل بالارهاب.
وتابع «إن نجاحنا في تحدي الارهاب جعلنا اكثر استعدادا للانتقال الى مرحلة الاعمار والبناء».
وشدد على ان «علاقاتنا ستستمر من خلال اللجنة العليا التي شكلناها والتي تجتمع مرتين في العام، في إشارة إلى ابرام العراق وتركيا امس اتفاقية لإنشاء مجلس اعلى للتعاون الاستراتيجي هدفه دعم العلاقات الثنائية بين البلدين ومتابعة تطبيق الاتفاقات المبرمة بينهما.
وقال اردوغان ان «بنود الاتفاقية تنص على ان يلتقي رئيسي وزراء البلدين مرة واحد كل سنة على اقل تقدير فضلا عن لقاءات دورية بين عدد من وزراء البلدين».
واوضح انه عقد اليوم مع المالكي اول اجتماع للمجلس بعد دقائق من تشكيله مشيرا الى ان الوزراء العراقيين والاتراك المعنيين سيتعاملون في البلدين كوزارة واحدة ووفد واحد للتخطيط للمستقبل المشترك للبلدين.
من جانبه وصف المالكي زيارة اردوغان بالتاريخية قائلا انها الزيارة الاولى لرئيس وزراء تركي الى العراق منذ 18 عاما وانها جاءت اثر مذكرات تفاهم بين البلدين.
ولفت الى ان هناك الكثير من الروابط و التحديات التي تربط البلدين ومنها روابط التاريخ والدين وتحديات الارهاب العالمي الذي يحاول ان يربك الاوضاع السياسية في المنطقة.
وقال المالكي ان حكومته نجحت في مواجهة الارهاب وهي حاليا في صدد إعادة الاعمار داعيا الشركات التركية الى الاسهام في دعم الاعمار والحضور للميدان العراقي.
ولفت الى ان حملة الاعمار شملت قطاع الصناعة النفطية مؤكدا ان هذا القطاع سيشهد قفزة كبيرة ما سيرفع سقف الانتاج النفطي في العراق وبالتالي دعم مشاريع ومؤسسات عراقية اخرى مثل الكهرباء والزراعة.