Note: English translation is not 100% accurate
بوابة موراتينوس ونجاح الرهان السوري على الزمن لعودة العلاقات مع أوروبا
الخميس
2006/10/19
المصدر : الانباء
تحليل سياسي
دمشق ـ هدى العبود
هل كان من قصر النظر أن هللت بعض الأصوات الإعلامية، بل وطبلت وزمرت، وأطلقت لنفسها العنان في تصوير البرود، الذي اعترى العلاقات السورية ـ الأوروبية والذي اقترب قليلاً من حالة التجمد منذ صدور القرار الأممي الأميركي 1559، بأنه القطيعة التي لا وصل ولا اتصال لها ما بين سورية من ناحية وأوروبا، التي تعني تحديدا فرنسا، بريطانيا، والمانيا؟، وبأن تقريري ميليس الأول والثاني سيشكلان وبكل تأكيد القشة التي قصمت ظهر البعير في تلبيس سورية قميص يوسف عبر اتهامها باغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري؟
وتالياً بأن الوقت قد حان وآن الأوان المناسب لرفع حاجز الفصل النهائي واسدال الستار الفولاذي على الدور الاقليمي لسورية؟ واقع الحال منذ اشتعال الصيف الماضي بالنيران الاسرائيلية التي جاءت ردا «عجرا» وغير ناضج على الوعد الصادق وقبلها كانت امطار الصيف الماضية على غزة وقد تقدم قرارات أخرى أبعد نظراً لما يمكن أن يطلق عليه الاستيقاظ المذعور لأوروبا من كابوس ثقيل جثم على صدرها ردحاً من الزمن بدأ ليس منذ استفراد واشنطن بالعراق ونفضه بل منذ اعلان الإدارة الأميركية الحالية الحرب على العالم «المتمرد على الإرادة السامية» في الحادي عشر من سبتمبر 2001 ولم تفق منه إلا بعد ان كادت تخنقها رائحة شواء القتل الاسرائيلي العشوائي للبنانيين وبعد ان ارتفعت اصوات طبول الثاني عشر من يوليو وبالتحديد في الرابع من أغسطس من العالم الحالي حينها تركت أوروبا «العجوز» حسب التسمية الأميركية عينيها فأوفدت مايكل انغل موراتينوس لأول مرة الى دمشق بعد غياب دام سنة ليسألها والآن ما العمل؟
وهي أوروبا نفسها التي ضجت بعض الأصوات فيها على موراتينوس ذاته عاتباً أو لائماً أو مهاجماً حتى عندما جاء الرجل ليهنئ صديقه السفير الوزير وليد المعلم بتسلمه حقيبة وزارة الخارجية في الحكومة السورية الحالية.
ها هو موراتينوس يعود اليوم الى دمشق محملاً بأفكار وآراء ومقترحات وربما مشاريع تعاون سورية ـ أوروبية متقدمة، ليس على انها البديل الأوروبي «الموضوعي» للتعاون الذي تسميه ادارة المحافظين الجدد ومن يدور في فلكها التحالف الايراني ـ السوري أو محور الشر وليس على انها ليس البديل الأوروبي ـ الأميركي «الموضوعي» أيضاً للتقارب الشديد السوري ـ التركي وكذلك ليس البديل الأممي لما اشتمت الادارة الأميريكة رائحته من «نذر شر» جديد آت من التواصل الأميركي الجديد متمثلاً بالرئيس الفنزويلي شافيز وسورية.
وانما على انه يقظة أوروبية واعية فتحت الأيام الثلاثة والثلاثون للحرب على لبنان عيونها عليه والذي أكد هذا لأوروبا ان كل ما وعدها به الأصدقاء الجدد الذين نبتوا في بيئة جريمة اغتيال الحريري من قرارات ذاتية كامنة لا تحتاج سوى الى الاطلاق كان مجرد وهم وسراب، رغم كل ما حملوه لهذه الـ «أوروبا» من أعباء جسام.
أجزم بأن ما قاله عبدالله الدردري نائب رئيس الوزراء السوري عن توجه سوري اقتصادي نحو الشرق لا يعني به إيران وحدها فقد يتجاوز سور الصين ايضاً، وربما أبعد من ذلك لكنه في الوقت نفسه لم يكن حافز أوروبا الوحيد للتحرك المكثف باتجاه سورية.
فهل تستطيع بوابة الاتحاد الأوروبي الدافئة باتجاه سورية التي نحتفظ بحق ملكية تسميتها بوابة موراتينوس اعادة زمان الوصل الذي حاول المتدرب الفاشل أولمرت وحلفاؤه قطعه بتصنيف العرب ما بين معتدلين ومتطرفين و(أوادم) وأشرار عبر، مخاض اجهض مشرع الشرق الأوسط الجديد.
فانتظروا ما تخبئه بوابة موراتينوس في حقيبتها المليئة بالدفء كما نظن ونعتقد رغم ما أعلنه موراتينوس نفسه من انه جاء بصفته وزيراً لخارجية إسبانيا.
اقرأ أيضاً