في اطار التصريحات التصعيدية للمسؤولين الايرانيين «التي يعتقد المحللون انها تهدف إلى تحقيق المزيد من المكاسب السياسية في المفاوضات المرتقبة مع الاتحاد الاوروبي في 19 من الشهر الجاري، نقلت وكالة انباء فارس شبه الرسمية عن مسؤول ايراني كبير ان بلاده ستستهدف «32 قاعدة اميركية وقلب اسرائيل» في حال تعرضت لاعتداء.
وقال مجتبى ذو النور وهو احد مستشاري المرشد الاعلى للثورة علي خامنئي «اذا اطلقت اميركا او اسرائيل رصاصا او صواريخ باتجاه بلادنا فان القوات المسلحة الايرانية ستستهدف قلب اسرائيل و32 قاعدة اميركية في المنطقة حتى قبل ان ينجلي غبار هذا الاعتداء».
وذو النور هو مساعد ممثل المرشد الاعلى لدى الحرس الثوري، جيش النخبة في الجمهورية الاسلامية الذي يسيطر على الاسلحة الاكثر فتكا ومن بينها الصواريخ البعيدة المدى القادرة على بلوغ اسرائيل والقواعد الاميركية في الخليج.
ورغم الانتقادات المستمرة، واصل الحرس الثوري الإيراني مناورات «الرسول الأعظم 3» وأجرى تجربة ناجحة على صاروخ «سطح - سطح» قال إنه الأسرع في العالم.
وذكرت شبكة «برس تي في» الإيرانية أمس أن الحرس الثوري الإيراني أطلق صاروخا من طراز «هوت» الذي تؤكد إيران أن سرعته تبلغ 100 متر في الثانية، وأن السفن الحربية لا تستطيع تفاديه حتى وإن كانت مزودة بأنظمة مضادة للصواريخ.
استبعد وزير الخارجية الايراني منوچهر متكي أن تقوم الولايات المتحدة أو اسرائيل بعمل عسكري ضد بلاده وقال: لا اعتقد انهما سترغبان في التورط في أزمة جديدة في الشرق الأوسط ومهاجمة الجمهورية الاسلامية الايرانية بسبب برنامجها النووي.
لكن متكي وبعد بضعة أيام من تجارب اطلاق الصواريخ، قال لوكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان رد ايران سيكون «حازما وساحقا» اذا وجه خصماها هجمات ضد البلاد.
واضاف «بالطبع النظام الصهيوني والولايات المتحدة ليست لديهما الرغبة في توريط نفسيهما في أزمات جديدة».
وتابع مشيرا الى حرب اسرائيل غير الحاسمة عام 2006 ضد مقاتلي حزب الله اللبناني «النظام الصهيوني ما زال منهمكا في عواقب حرب لبنان والولايات المتحدة ليست لها القدرة للدخول في أزمة أخرى في منطقة الخليج».
وتعليقا على المناورات مثار الجدل التي تجريها طهران قال متكي «المناورات الأخيرة واطلاق صواريخ مصنعة محليا كانت استعراضا لقدرات الجمهورية الاسلامية الايرانية والعلماء والمبتدعين في بلادنا».
الموقف ذاته اعلنه المتحدث باسم الحكومة غلام حسين الهام في مؤتمره الصحافي الاسبوعي مهددا بأن «كل اعتداء او عمل عسكري ضد ايران سيكون عملا احمق تسيء انعكاساته الى الجميع».
واضاف «لا اعتقد ان هذا النوع من الجنون والسخف سيحصل او هو قابل للتنفيذ عسكريا».
ورحّب الهام بقرار الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالاضافة الى ألمانيا المعروفة بمجموعة (1+5) باجراء مفاوضات مع ايران حول البرنامج النووي دون شروط مسبقة.
وقال الهام للصحافيين ان «ايران لن تقبل بأي شرط مسبق وان المباحثات يجب أن تكون في ظروف عادلة ومتساوية وألاتشمل أي خطوة تخدم حرمان ايران حقوقها المشروعة».
ووصف قرار مجموعة (1+5) في اجراء حوار غير مشروط مع ايران بأنه «خطوة للسير نحو النهج العقلاني» داعيا الى مواصلة هذا النهج.
وأشار المتحدث باسم الحكومة الايرانية الى المناورات التي أجرتها أخيرا القوات المسلحة الايرانية موضحا أن الهدف من هذه المناورات كان «التدريب على الجاهزية القتالية واختبارالسلاح والتقنية والانجارات الدفاعية الجديدة في مجال التجهيز والاستفادة من جميع الطاقات العلمية».
وقال الهام ان «قدرة الردع والقوة الدفاعية الايرانية هي في خدمة السلام والاستقرار بالمنطقة» مؤكدا أن بلاده لاتشكل أي تهديد ولا تقبل بأي تهديد.