طلب السودان أمس عقد اجتماع طارىء لوزراء الخارجية العرب لبحث المذكرة المتوقع صدورها من المحكمة الجنائية بتوقيف الرئيس السوداني عمر حسن البشير بتهم الابادة الجماعية في دارفور.
وقال سفير السودان في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية عبد المنعم مبروك «ان السودان تقدم بطلب للأمانة العامة لجامعة العربية بشأن عقد هذا الاجتماع لبحث الوضع بين السودان والمحكمة الجنائية الدولية».
من جانبها، حذرت جامعة الدول العربية من «تسييس» المحكمة الجنائية الدولية بعد ان دعت الخرطوم لاجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب.
وقال مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية السفير هشام يوسف ان الأمين العام عمرو موسى يجري مشاورات مع وزراء الخارجية العرب ونظرائهم الأفارقة حول هذا الأمر.
وأضاف يوسف ان الجامعة العربية ستحدد تاريخ الاجتماع والاجراءات التي ستتخذ بناء على المشاورات وكذلك نتيجة اجتماع المحكمة الجنائية الدولية غدا الاثنين.
ونقل يوسف موافقة سورية الرئيس الحالي لجامعة الدول العربية.
وقال: ان الدول العربية تعارض تسييس المحكمة الجنائية الدولية والتدخل في الشؤون السودانية.
وأعلن مدير مكتب الامين العام للجامعة العربية ان الطلب ارسل الى الدول الاعضاء وان موعدا سيحدد للاجتماع بعد وصول الموافقات منها.
وكان المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو اعلن انه يستعد للاعلان الاثنين المقبل عن لائحة اتهام جديدة ضد مسؤولين سودانيين كبار، بدعوى تورطهم في ارتكاب جرائم حرب باقليم دارفور وذكر ديبلوماسيون في الأمم المتحدة، أن أمر القبض سيشمل البشير لاتهامه بالابادة الجماعية وارتكاب جرائم بحق الانسانية.
من جهته، حذر السفير عبدالمحمود عبدالحليم مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة من أنه ستكون هناك عواقب كارثية اذا ما وجهت المحكمة الجنائية الدولية الاتهامات للبشير.
وقال عبدالحليم في تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان اتخاذ مثل تلك الخطوة ستكون له تداعيات سلبية على السلام والأمن في اقليم دارفور.
بدوره، قال السماني الوسيلة وزير الدولة للشؤون الخارجية السوداني ان مثل هذه الخطوة ستعقد أزمة دارفور، وجدد الوسيلة رفض الخرطوم لصلاحية المحكمة الجنائية الدولية في التعامل مع ملف دارفور.
وأضاف أن الجهود الدولية يجب أن تركز على اقناع فصائل التمرد التي لم توقع على اتفاق السلام بالانضمام اليه.
المنظمات الدولية العاملة في السودان حذرت كذلك من خشية رد فعل عنيف اذا طلبت المحكمة الجنائية الدولية القاء القبض على مسؤولين سودانيين كبار.
وقالت مذكرة أمنية عاجلة ارسلت الى العاملين بالامم المتحدة في الخرطوم أمس في ضوء التطورات الامنية الحديثة ينصح العاملون بتحسين اجراءاتهم الأمنية الشخصية.