بيروت - عمر حبنجر
التحضيرات على أشدها استعدادا لعودة الاسرى ورفات الشهداء، من إسرائيل اليوم، جميع النشاطات والاتصالات تحولت الى هذا الحدث، المتزامن مع عودة الرئيس ميشال سليمان من اول مهمة خارجية له في فرنسا، حيث شارك في المؤتمر المتوسطي وحقق خطوات لبنانية هامة على هامشه، خصوصا على الجانب السوري، من المسائل اللبنانية المطروحة.
ويتولى حزب الله تنظيم استقبال الاسرى والرفات، مع وجود البروتوكول الرئاسي مع الرئيس سليمان في باريس، حيث تقرر كما هو معروف، نقل الاسرى المحررين الخمسة بالمروحية الرئاسية من الناقورة على الحدود الجنوبية الى مطار بيروت الدولي، حيث سيكون الرؤساء سليمان وبري والسنيورة والوزراء والنواب والديبلوماسيون ورجال الدين في استقبال القنطار ورفاقه الذين سيأخذون استراحة بضيافة حزب الله بعدئذ حتى السادسة مساء، موعد اللقاء مع المهرجان الشعبي الحاشد في ملعب «الراية» بالضاحية الجنوبية، حيث سيطل الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله عبر شاشة عملاقة وثمة من يتوقع له حضورا شخصيا للسلام على المحررين، وربما لفترة وجيزة.
ويقول مصدر اعلامي في الحزب ان خطاب السيد نصر الله لن يقتصر على المناسبة بل سيتطرق الى قضايا داخلية راهنة، وبالنسبة لرفات الشهداء الـ 199، سيجري نقلهم برا بالشاحنات التابعة للصليب الاحمر الدولي من الناقورة وتوزيعهم على مناطق اقامة ذويهم.
وستجرى استقبالات رسمية وشعبية لهؤلاء في صور وصيدا وساحل اقليم الخروب وصولا الى الضاحية الجنوبية.
واضافة الى الاستقبال الرسمي في ساحة صيدا الرئيسية، وهي ساحة النجمة، دعت وزيرة التربية الوطنية بهية الحريري الى استقبال «علمائي» يضم المفتين وقضاة الشرع السنة، قرب مسجد الحاج بهاء الدين الحريري عند المدخل الشمالي الشرقي لمدينة صيدا وهي زارت المفتي محمد رشيد قباني امس لهذه الغاية.
المفتي قباني كلف مفتي صور الشيخ محمد الدالي بلطة بتمثيله في «الاستقبال الرؤسائي» في مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي.
قاووق: عملية الرضوان نجاح جديد
بدوره، اعلن الشيخ نبيل قاووق مسؤول حزب الله في الجنوب وخلال احتفال امس في صور ان قبول حكومة العدو بتبادل الاسرى وفقا لمعادلة وشروط المقاومة يعني الاعتراف الرسمي الاسرائيلي بعدم تحقيق اي من اهداف عدوان يوليو 2006، مشيرا الى ان توقيع ايهود اولمرت وشيمون بيريز على التبادل يعني اقرارا رسميا بالهزيمة وفشل عدوان يوليو امام ارادة المقاومة في لبنان، واكد ان ما نشهده اليوم في عملية الرضوان هو استكمال لانتصار المقاومة في يوليو 2006، واستكمال للهزيمة الكبرى وللكارثة الاستراتيجية التي حلت باسرائيل وللزلزال الذي حرك هذا الكيان من مكان الى مكان بفضل ثبات وصمود وبسالة المقاومة.
وكشف مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله ان المقاومة استطاعت على الرغم من الانشغالات وخلافات الداخل ان تستفيد من كل الفرص لتعزيز قدراتها العسكرية والسياسية، مؤكدا ان المقاومة اليوم باتت اقوى سياسيا وعسكريا مما كانت عليه في يوليو 2006، وبالتالي فإن الذهاب الى الحوار الوطني يأتي على قاعدة نجاح تجربة هذه المقاومة في استراتيجيتي الدفاع والتحرير وعلى اساس الحرص على الوحدة الوطنية وعلى ان يكون لبنان قويا في وجه العدوان الصهيوني.
في غضون ذلك عاد الرئيس ميشال سليمان الى بيروت امس بعد زيارة لفرنسا شارك خلالها في المؤتمر المتوسطي وحضر العرض العسكري الفرنسي بمناسبة يوم 14 يوليو الوطني الفرنسي والتقى الرئيس نيكولا ساركوزي والرئيس السوري بشار الاسد والرئيس المصري حسني مبارك وشخصيات اخرى.
مصادر قريبة من الرئيس سليمان نقلت امس اطمئنانه الى عدم وجود تأخير في اعداد البيان الوزاري الذي سيصاغ مضمونه من خطاب القسم واتفاق الدوحة وبالتالي لن تكون بنوده موضع خلاف خصوصا ما يتعلق بالمقاومة.
في غضون ذلك ذكرت صحيفة «الوطن» السورية ان الرئيس سليمان سيقوم هذا الصيف بجولة عربية يستهلها بزيارة سورية، تلبية لدعوة رسمية ينقلها اليه وزير الخارجية وليد المعلم.
وفي سبتمبر يترأس سليمان وفد لبنان الى الدورة الجديدة للأمم المتحدة ويلقي كلمة لبنان على ان يتوجه بعد ذلك الى واشنطن للاجتماع مع الرئيس الاميركي جورج بوش وكبار مساعديه، كما ستقيم له السفارة لقاء حاشدا مع الجالية اللبنانية.
بري: البيان الوزاري دون عراقيل
بدوره الرئيس نبيه بري توقع المرور بالبيان الوزاري دون عراقيل، معربا عن ارتياحه للمسار الذي سلكته الامور، مؤكدا ان تشكيل حكومة الوحدة الوطنية اعطى دفعا مهما للبلد، وعزز الامل في امكان وضع المشكلات كلها على مائدة الحل.
الا ان الاولوية برأي الرئيس بري تكمن في ترجمة اسم حكومة الوحدة الوطنية على ادائها، وهذا يتطلب في الدرجة الأولى التعاون الكلي بين الفريق الحكومي وعدم وضع العصي في الدواليب والانطلاق كفريق واحد للتصدي للتحديات ولاسيما الاقتصادية والمعيشية.
بري توقع عقد جلسة الثقة بالحكومة خلال الاسبوع المقبل، ثم تنطلق جلسة عمل نيابية في اطار استئناف الحياة المجلسية وسيكون البند الاساسي مشروع قانون الانتخابات واقراره بحسب ما اتفق عليه في الدوحة، وابرز ما في هذا المشروع اعتماد البطاقة الممغنطة في الانتخابات.
جنبلاط: لا عقبات على البيان
من جهته رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط اعرب عن ثقته بعدم اعتراض البيان الوزاري اية عقبات، بما في ذلك موضوع المقاومة، وقال لصحيفة «السفير» انه يؤيد في هذا السياق اعتماد روحية البيان الوزاري السابق مع الاخذ بعين الاعتبار ان ملف الاسرى في اسرائيل قد طوي وان مزارع شبعا يجب تحريرها إما ديبلوماسيا وإما عسكريا.
واضاف في كل الحالات لابد من فصل مصير السلاح عن ملفي الاسرى ومزارع شبعا ليدرج ضمن الاستراتيجية الدفاعية للجيش بعد دراسة موضوعية هادئة مع اضافة نقطة كان السيد حسن نصر الله قد اشار اليها في مؤتمره الصحافي الاخير وهي ضرورة التوافق على صيغة تلبي رغبات أهل الجنوب وتمنحهم الضمانات المطمئنة.
الصفحة في ملف ( pdf )