بيروت - داود رمال
يستمر فتح الابواب أمام الافرقاء اللبنانين لاتضاح الحلول الواحد تلو الآخر، فبعد مصادفة انتخاب رئيس الجمهورية مع عيد المقاومة والتحرير، شُكلت الحكومة عشية الاطلالة اللبنانية الأولى على المسرح الدولي في قمة الاتحاد من اجل المتوسط وعاد لبنان ليلعب دوره على الصعيد الدولي، ولتعقد هذه الحكومة في اجواء من الوئام والوفاق والمصافحات التاريخية أول اجتماعاتها بالتزامن مع تحرير الاسرى من السجون الاسرائيلية، الأمر الذي انعكس على مداولات الجلسة التي يؤمل ان يتبعها تسريع في انجاز واقرار البيان الوزاري.
وكان من اللافت خلال الجلسة مواقف كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة، فاكد سليمان ان كل قرار تتخذه الحكومة هو قرار الحكومة، أي ان وحدة الحكومة ودفاع اعضائها عن قراراتها أمر في غاية الأهمية، وعلينا جميعا ان نلتزم بقرارات الحكومة ايا كانت اراؤنا في المناقشات التي تسبق اتخاذ القرار، ومتى وصلنا الى قرار ترتب علينا جميعا ان ندافع عنه فهو قرار الحكومة، محددا مرتكزات البيان الوزاري مطلقا على الحكومة اسم «حكومة الارادة الوطنية الجامعة».
بدوره اكد السنيورة ان «تنوعنا على اختلاف انتماءاتنا السياسية والمناطقية وسواها لن يكون على حساب وحدتنا كحكومة ولا على حساب احترامنا للدستور وللمعايير الديموقراطية، فلا حكومة من دون احترام للدستور وللمعايير الوطنية».
واكد وزير الاعلام طارق متري تصميم لجنة صياغة البيان الوزاري على «انجاز مهمتها بالسرعة والجدية المطلوبتين».
والقرار الوحيد الذي اتخذته الحكومة هو تشكيل لجنة صياغة البيان الوزاري التي ستعقد اول اجتماعاتها اليوم برئاسة السنيورة في السراي الكبير.
وسبق عقد الجلسة لحكومة العهد الأولى اخذ الصورة التذكارية على درج حديقة الرؤساء في القصر الجمهوري بمشاركة رئيس مجلس النواب نبيه بري والتي سبقها لقاء ثلاثي ضم سليمان وبري والسنيورة لتنعقد لاحقا الجلسة.
الوزير متري يلخص الجلسة
وعقب الجلسة تحدث وزير الاعلام طارق متري فقال: «عقد مجلس الوزراء جلسته الأولى في 16 الجاري وحضر فخامة رئيس الجمهورية فترأس الجلسة التي شارك فيها دولة رئيس مجلس الوزراء والوزراء اعضاء الحكومة».
واستهل الرئيس سليمان الاجتماع بتهنئة الوزراء الجدد والقدامى ايضا وتمنى لهم جميعا التوفيق، واشار الى ان التئام عقد هذه الحكومة يتزامن مع عودة الاسرى احرارا الى لبنان، كما تزامن تشكيلها مع سفر فخامة الرئيس الى باريس للمشاركة في قمة «الاتحاد من اجل المتوسط» ومن قبل كان انتخاب فخامة الرئيس قد تزامن مع ذكرى التحرير في 25 مايو.
ورأى سليمان في مجموعة المصادفات هذه فأل خير، وهذه المناسبات في تزامنها ستكون ان شاء الله خيرا على الوطن وعلينا جميعا.
وتحدث سليمان ايضا عن الجو السائد في البلاد في الفترة الاخيرة، مشيرا الى تزايد اعداد الوافدين الى لبنان من لبنانيين وغير لبنانيين مما يعود ايضا بالخير، وقال ان هذه الحكومة قد اطلق عليها اسم حكومة الوحدة الوطنية، لكنه اراد ان يطلق عليها اسما ثانيا وهو «حكومة الارادة الوطنية الجامعة» فهي حكومة تمثل كل الافرقاء ومسؤولياتها كبيرة ووقتها قصير.
ملامح البيان الوزاري
ورأى سليمان ان ملامح البيان الوزاري قد تكونت من عناصر نجدها فيما اسماه «مرتكزات» اجمع الكثيرون من المهتمين من اللبنانيين عليها، هناك نصوص دولية أو لبنانية معبرة عن الاجماع الدولي او الاجماع الوطني يجب ان تؤخذ كنقاط ارتكاز عند صياغة البيان الوزاري ومنها بالطبع وثيقة الوفاق الوطني في الطائف فكل ما نقوم به يستظل بمظلة الاتفاق الوطني في الطائف ويعود الى هذا النص المرجعي والى هذه الوثيقة السياسية الدستورية، وهناك قرارات الشرعية الدولية وبشكل خاص قرار مجلس الامن 1701، اضافة الى مقررات هيئة الحوار الوطني عام 2006، ومقررات وزراء الخارجية العرب في يناير 2008، ومقررات الدوحة في مايو 2008 واخيرا وليس آخرا هناك خطاب فخامة رئيس الجمهورية اثناء جلسة تأدية القسم الدستوري الذي اشاد به اللبنانيون وخلق ارتياحا كبيرا في لبنان وخارجه.
وختم سليمان استهلاله بالقول: سنستقبل جميعا بعد الظهر الاسرى الذين يعودون الينا متضامنين وشاهدين على ان العمل كبير والانجاز مهم وتمنى للحكومة التوفيق في عملها.
ثم تحدث رئيس مجلس الوزراء فرحب ايضا بالوزراء الجدد والقدامى واشاد بعمل الحكومة السابقة التي عملت في ظروف صعبة، وشكر فخامة رئيس الجمهورية على كل الجهود التي بذلها منذ انتخابه رئيسا وفي خلال مرحلة تأليف الحكومة وبعد تأليفها.
وقال: اننا امام تحديات كبيرة، تشهد لتحولات كبيرة مما يدفعنا للتشديد على التضامن الوطني والاهتمام بصورة خاصة بامان اللبنانيين وبالنمو الاقتصادي وبضرورة تحريك الحياة اللبنانية في مجالات الاقتصاد والثقافة وسواها، واكد ان تنوعنا على اختلاف انتماءاتنا السياسية والمناطقية وسواها لن يكون على حساب وحدتنا كحكومة ولا على حساب احترامنا للدستور وللمعايير الديموقراطية ومن وراء ذلك احترام الدولة، هذا ما يتطلع اليه اللبنانيون وهذا ما سيحاسبنا عليه اللبنانيون وهذا حقهم علينا.
لجنة صياغة البيان الوزاري
بعد ذلك جرى التداول في تأليف لجنة للعمل من اجل اعداد البيان الوزاري وبعد التشاور تقرر تأليف اللجنة من الوزراء السادة: الياس سكاف، طارق متري، محمد فنيش، فوزي صلوخ، يوسف تقلا، نسيب لحود، محمد شطح، جبران باسيل ووائل ابوفاعور.
الصفحة في ملف ( pdf )