صرح المرشد الأعلى للثورة الايرانية علي خامنئي بان الرئيس الاميركي جورج بوش «سيعاقب» اذا هاجم ايران، على ما نقل التلفزيون الرسمي.
وقال خامنئي «ما يقوله البعض مؤكدين ان بوش سينفذ عملية في الأشهر الاخيرة من ولايته ويخلف المشاكل للحكومة المقبلة، خاطئ».
واضاف «اذا نفذ احدهم عملا كهذا، فسيلاحقه الشعب الايراني وسيعاقب حتى لو لم يعد في السلطة».
واعلن المرشد الاعلى أن ايران لن تقبل اي تهديد في المفاوضات مع القوى الكبرى حول ملفها النووي.
وقال خامنئي «لقد قررت ايران المشاركة في المفاوضات (حول الملف النووي) غير انها لن تقبل أي تهديد وان الخطوط الحمر لايران بغاية الوضوح».
واضاف «ان أي قوة على الارض لا يمكنها ان تحرم ايران من التكنولوجيا النووية».
وتابع خامنئي «ان الخطوط الحمر بالنسبة الينا واضحة واذا احترمت باقي الاطراف الشعب الايراني وكرامة الجمهورية الاسلامية وخطوطها الحمر فان المسؤولين سيفاوضون شرط الا يسعى أي كان الى تهديد ايران».
في غضون ذلك قال تقرير اعلامي ان القوات الجوية الايرانية تزمع اجراء مناورة واسعة النطاق لتعزيز قدراتها على الردع في مواجهة أي تهديدات بعد اسبوع من تجربة اطلاق صواريخ في مناورات الرسول الاعظم 3.
وقالت قناة «برس تي. ڤي» الفضائية الحكومية على موقعها على الانترنت ان قائد القوات الجوية احمد ميجاني صرح يوم أمس الاول بأنه ستجرى تدريبات قتالية ودفاعية في المستقبل القريب.
بموازاة ذلك، قالت وزارة الدفاع الاميركية (الپنتاغون) ان ايران لديها القدرة على اطلاق صاروخ ذاتي الدفع قادر على اصابة اجزاء في شرق وجنوب اوروبا.
وقال تراي اوبرنج اللفتنانت جنرال بالقوات الجوية ومدير وكالة الدفاع الصاروخي للصحافيين إنه يعتقد ان ايران تملك الآن صاروخا مداه 1250 ميلا (2000 كيلومتر) لكنه رفض ان يقول هل تم تجربة اطلاق هذا السلاح أم لا.
وتقول «الپنتاغون» ان ايران تعكف أيضا على تطوير صاروخ يعمل بالوقود الصلب يعرف باسم «عاشورا» يبلغ مداه 1250 ميلا.
إلى ذلك، وفي تحول في السياسة اميركية أعلن مسؤول اميركي رفيع أمس الأول أن الولايات المتحدة سترسل مبعوثا الى المباحثات مع ايران بشأن البرنامج النووي لطهران التي ستجري في جنيڤ بعد غد.
وقال المسؤول ان وكيل وزارة الخارجية الاميركية وليام بيرنز سينضم الى الاجتماع بين منسق السياسية الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا وممثلي الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا والمفاوض النووي ايراني سعيد جليلي بعد غد.
وستتناول المناقشات في ذلك الاجتماع رد طهران على العرض الذي قدمته القوى الدولية الى ايران لتتخلى عن انشطتها النووية الحساسة التي يعتقد الغرب انها تهدف الى صنع قنبلة ذرية بينما تقول طهران انها مدنية لتوليد الطاقة.
وأوضح المسؤول الاميريكي ان الاحكام الاساسية تقضي بألا يتصرف بيرنز كمفاوض والا يجتمع وحده مع جليلي لكن عليه ان يعرض موقف البيت الابيض بضرورة تخلي ايران عن تخصيب اليورانيوم قبل بدء أي محادثات حقيقية.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لـ «رويترز»: «بيرنز سيكرر ان شروطنا للمفاوضات مازالت واحدة.
«هذه ستكون مشاركة لمرة واحدة لاظهار الوحدة بين القوى الكبرى والرسالة ستكون واضحة للغاية».
لا مزيد من التنازلات
وفي السياق ذاته، قالت رسالة ايرانية سرية تسربت أمس الأول ان إيران أبلغت القوى الكبرى أنها لن تدخل في مزيد من المحادثات من أجل تقديم «تنازلات» بهدف إلغاء برنامجها النووي لكنها ترغب في التفاوض بشأن اتفاق أوسع للسلام والأمن.
ونشرت الرسالة المؤرخة في الرابع من يوليو الجاري في موقع مجلة فرنسية أسبوعية على شبكة الانترنت وأكدتها مصادر دبلوماسية وكانت الرد الايراني على حزمة حوافز محسنة عرضتها القوى الكبرى الست وتهدف لوقف برنامج تخصيب اليورانيوم.
وتجاهل الرد السري مطلب القوى لإيران بتعليق تخصيب اليورانيوم مقابل حزمة الحوافز لكنه أوضح أن هذا الأمر غير قابل للتفاوض.
وقالت النسخة الانجليزية من الرسالة المكونة من ثلاث صفحات والموقعة من وزير الخارجية منوچهر متكي «ليس لدينا النية لتغيير هذا النهج» في إشارة إلى سعي طهران لصنع الوقود النووي.
وكتب متكي يقول «لقد انتهى وقت التفاوض من موقع عدم المساواة الذي ينطوي على تقديم تنازلات» مشيرا إلى «انعدام ثقتنا بسبب السلوك الذي ينطوي على ازدواج في المعايير لقوى كبرى معينة» والمتأصل في العقلية الاستعمارية لما بعد الحرب العالمية الثانية.
واضافت الرسالة «لقد تغير العالم، أعد الشعب الايراني خططا لتقدم بلاده دون طلب المساعدة من آخرين».