بيروت
عمر حبنجر - داود رمال
شغلت زيارة وزير الخارجية السورية وليد المعلم الى بيروت الوسط السياسي اللبناني امس، علما ان مهمته اقتصرت على تسليم الدعوة الرئاسية السورية للرئيس ميشال سليمان من اجل زيارة دمشق.
وتضمنت الدعوة تهنئة الرئيس سليمان بانتخابه ومن ثم دعوته لزيارة دمشق، علما ان هذه الزيارة هي الثالثة للمعلم الى بيروت، انما هي الاولى من حيث عدم ارتباطها بحدث آخر.
وابرز ما تضمنه تصريح المعلم في القصر الجمهوري اعتباره ان حلول القوات الدولية محل القوات الاسرائيلية في مزارع شبعا، لا يلغي الاحتلال.
وقال مصدر لبناني مسؤول ان الزيارة المرتقبة لسليمان الى دمشق ستكون مفتوحة من حيث المواضيع والوقت، ولن نتوقف عند العناوين الثلاثة وهي العلاقات الديبلوماسية وترسيم الحدود واعادة النظر في الاتفاقات الموقعة بين البلدين، اضافة الى مسألة المفقودين المعتبرين معتقلين في سورية.
زيـــارة قريبة
وفي مؤتمره الصحافي في القصر الجمهوري بحضور وزير الخارجية فوزي صلوخ والامين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري نصري خوري اشار المعلم الى ان الأمور بين لبنان وسورية تسير على سكة سليمة، مشيرا الى ان دمشق تنتظر زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في اقرب فرصة، وقال ان المرحلة المقبلة ستحتاج الى تبادل الزيارات وتفعيل عمل وزراء الحكومتين اللبنانية والسورية لبناء علاقة مستقبلية تقوم على التكافؤ بين البلدين، مؤكدا الا احد يريد اتفاقات مجحفة في حقه، وشدد على الا شيء يمنع ترسيم الحدود والاخذ في الاعتبار التداخل السكاني بين القرى الحدودية، وردا على سؤال عن المعتقلين قال ان من صبر اكثر من ثلاثين عاما يستطيع ان يصبر لاسابيع، مشيرا الى ان هناك لجنة يجب تفعيل عملها، وجدد العزم على فتح السفارات والتبادل الديبلوماسي بشكل مشترك، واكد مرة جديدة ان مزارع شبعا لبنانية والمشكلة هي في الاحتلال الذي يجب انهاؤه وقال ان وجود القوات الدولية محل القوات الاسرائيلية ليس انهاء لهذا الاحتلال بل هو انسحاب للجنود الاسرائيليين لتحل محلهم قوات الأمم المتحدة.
وحمل المعلم الى الرئيس سليمان رسالة من الرئيس السوري بشار الاسد تضمنت التهنئة بانتخاب الرئيس التوافقي في لبنان والدعوة الى زيارة دمشق.
وبعد اللقاء الذي استمر ساعة تحدث الوزير المعلم للصحافيين فسئل: هل تم بحث العلاقات الديبلوماسية؟ وهل هذا الامر يسير على سكة سليمة؟
واجاب المعلم: «بالطبع انه سائر على سكة سليمة ونحن ننتظر في دمشق زيارة الرئيس ميشال سليمان في اقرب وقت والموضوع قيد البحث الجدي وعلى اعلى المستوى بين القيادتين السورية واللبنانية».
المفقودون السوريون
وعن اعتصام اهالي المفقودين والمعتقلين في السجون السورية وما اذا كان بحث الموضوع مع الرئيس قال: اولا لم احضر معي عددا من اهالي المفقودين السوريين في لبنان لكي يتظاهروا، ايضا، هذا شيء طبيعي ان يتظاهروا وانا افهم مشاعرهم الانسانية، وهذا الموضوع كان قيد بحث بين سورية ولبنان من خلال لجنة من القضاة الموصوفين بالنزاهة، والامل ان نفعل عمل اللجنة لكي تنجز عملها في اقرب وقت ممكن، هي بدأت العمل وحصل تبادل للمعلومات بين الطرفين واملي ان تصل الى نهاية عملها في اقرب وقت.
ولدى سؤاله ان كان سليمان حدد موعدا لزيارة الرئيس سليمان الى دمشق وماذا سيكون عليه مصير المجلس الاعلى اللبناني - السوري في حال تم تبادل السفارات بين البلدين، اكد المعلم ان موضوع المجلس الاعلى والامانة العامة سيكونان محل بحث بين الحكومتين السورية واللبنانية، لأن هذا المجلس انبثقت عنه اتفاقيات وانبثقت عنه آليات وهياكل، ونحن نريد ان نصل الى توافق حول هذا الموضوع، ثانيا قلت ان زيارة الرئيس الى دمشق ستكون في اقرب وقت ممكن، والاتصالات التي ستجري بين قصر الشعب وقصر بعبدا ستجد يوما مناسبا لهذه الزيارة.
وحول موضوع المصالحة بين لبنان وسورية، قال: بالنسبة للاشقاء في لبنان قلت مرارا ان قلب سورية يستوعب الجميع، اما فيما يتعلق بالعلاقات العربية - العربية فنحن في موقع رئاسة القمة العربية نسعى لتعزيز التضامن العربي والعمل العربي المشترك، لكن هذا السعي يحتاج الى طرفين ويجب ان يكون لدى الآخرين التوجه نفسه.
وعن استعداد الرئيس السنيورة لزيارة سورية اذا وجهت اليه دعوة من القيادة السورية، اكد المعلم ان الرئيس السنيورة اليوم هو رئيس لحكومة وحدة وطنية وبهذه الصفة يجب ان يتم التعامل بين الحكومتين، وفي المرحلة المقبلة سنحتاج الى تبادل الزيارات وتفعيل عمل وزراء الحكومتين لكي نصل الى ارضية مشتركة لبناء علاقة مستقبلية تقوم على التكافؤ بين البلدين الشقيقين وايجاد عناصر التكامل التي تخدم مصالح الشعبين.
الصلاحيات الرئاسية بين سورية ولبنان
وفيما يتعلق بالعلاقات الديبلوماسية ومستوى تنظيم هذه العلاقات واطرها، قال: لابد ان نلاحظ ان هناك اختلافا في الممارسة بين صلاحيات رئيس الجمهورية وصلاحيات رئيس الحكومة والوزراء، هذا الشأن من جانب سورية سهل حسمه، اما من جانب لبنان فيجب ان يعطينا تصوره لحل هذا الموضوع لكي نتصرف وفق ما يقرره.
وعن استعداد سورية لتقديم الاوراق والوثائق التي تبرهن لبنانية مزارع شبعا، قال المعلم: مازلنا نقول ان مزارع شبعا لبنانية، اما ان تكون المشكلة بين سورية ولبنان حول هذه المزارع فهذا امر خاطئ، المشكلة هي في الاحتلال الاسرائيلي للاراضي اللبنانية في مزارع شبعا والغجر وتلال كفرشوبا، هناك احتلال اسرائيلي لابد من انهائه كما هو الاحتلال الاسرائيلي في الجولان، اما ان ترابض قوات الامم المتحدة فهذا لا يعني انهاء الاحتلال بل انسحابا للجنود الاسرائيليين وتواجدا لقوات الامم المتحدة مكانهم فشبعا ليست الارض فقط بل ايضا المياه.
وتابع: ان العلاقة بين لبنان وسورية تقوم على التكامل، واليوم في لبنان هناك رئيس للجمهورية توافقي لديه علاقة وثيقة مع الرئيس بشار الاسد، وهذه العلاقة يمكن استثمارها لحل الكثير من القضايا التي كانت قائمة بين البلدين في الفترة السابقة.
تفاؤلنا ينبع من ان لبنان بدأ يسير على سكة حل مشاكله الداخلية بعد اتفاق الدوحة، فأصبح لديه رئيس للجمهورية توافقي وحكومة وحدة وطنية، ونأمل ان تكون هناك انتخابات نيابية في الربيع المقبل تضع لبنان على سكة الحل الصحيح في وحدة وطنية متكاملة لا احد يستطيع ان يفرض على لبنان شيئا اذا كان موحدا وبين كل طوائفه هناك تآخ، كي تكون رسالة لبنان الى العالم واضحة من هنا اقول هذه هي أرضية تفاؤلي بعلاقات مستقبلية.
وعن صفقة تبادل الاسرى قال ان العملية عرس للبنان وللعرب جميعا وانتصار للمقاومة الوطنية اللبنانية يثلج قلوبنا جميعا ونحن نرى كيف عاد سمير القنطار ورفاقه ونترحم على جميع الشهداء، لذلك نحن سعداء بهذا الانتصار ان الادارة الاميركية، وخلال سبع سنوات ونصف لم تكن تدرك وقائع المنطقة، الآن نلمس وجود تغيير ما في توجهاتها، نأمل ان يكون ايجابيا يخدم امن واستقرار المنطقة وقضية تحقيق سلام عادل وشامل، اذا كان هذا هو التوجه الجديد للإدارة الاميركية فنحن نرحب به، اما اذا استمرت على ممارستها فإن ذلك لن يؤدي الى نتيجة.
وعما اذا كان فتح السفارات يؤدي الى تغيير الوضع على الحدود من والى لبنان، خصوصا في ما يتعلق بالاوراق المعتمدة وجوازات السفر قال: لن يغير شيئا.
وسيبقى الحال كما هو عليه، وربما اذا تطور الوضع بشكل افضل تحصل تسهيلات اكبر، كانت هناك فكرة لدى نصري خوري لإقامة مركز حدودي مشترك لبناني - سوري وقد نصل اليها لاحقا.
وحول عدم اعلان نتائج التحقيقات في اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية وان كان مرتبطا بفك العزلة الدولية مع سورية.
قال: كلا على الاطلاق التحقيقات مستمرة وعندما نصل الى نتائج حقيقية سنعلنها.
«أوساط» السنيورة ترحب
ورحبت مصادر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بزيارة وزير الخارجية السورية وليد المعلم، وقالت ان موقف رئيس الوزراء من موضوع العلاقات اللبنانية - السورية ثابت ولم يتغير قد انملة، وهو لايزال على حرصه الشديد على افضل العلاقات مع سورية، ضمن سيادة كل من البلدين واستقلاله.
اما في موضوع الاتفاقات المعقودة بين كل من البلدين ومستقبلها، فرأت مصادر السنيورة انه من الطبيعي انه تحصل اعادة نظر في المجلس الاعلى اللبناني - السوري، بما يتفق ومصلحة البلدين، مشددة على انه ليست هناك نية لخربطة الامور.
سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية تمنى قيام علاقات جدية بين لبنان وسورية كدولتين مستقلتين.
الصفحة في ملف ( pdf )