بيروت - عمر حبنجر
عقدت اللجنة الوزارية المكلفة بصياغة البيان الوزاري لحكومة الوحدة الوطنية جلستها العاشرة عصر امس وانتهت إلى لا شيء كما كان متوقعا في حين أشارت بعض المصادر من السرايا الحكومي إلى بصيص أمل ان تنتج الجلسة الحادية عشرة التي ستنعقد اليوم البيان الوزاري المنتظر. وحتى قبيل انعقاد جلسة أمس، كان فريق المعارضة مصرا على اعتماد الفقرة الواردة في بيان الحكومة السابقة كما هي. وكان وزراء 14 آذار في اللجنة افتتحوا جلستها التاسعة أول من امس باثارة تصريحات النائب محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، واعتبروها عودة الى لغة التخوين والتهديد غير المقبولة، بينما اعتبرها ممثل حزب الله في اللجنة الوزير محمد فنيش جزءا من المناخ السياسي، الأمر الذي رفضه وزراء 14 آذار، وخصوصا وزير الدولة نسيب لحود الذي خرج من الاجتماع ليدلي بتصريح يطالب فيه النائب رعد بسحب كلامه الذي تضمن الحديث عن حرب واعتداءات، وقد زار لحود الرئيس ميشال سليمان امس واطلعه على ما جرى.
وفي ضوء صدى الاشكالات نقلت صحيفة «اللواء» عن مصادر مطلعة ان الرئيس فؤاد السنيورة ابلغ الرئيس ميشال سليمان ان انجاز البيان الوزاري يتطلب عدة جلسات اضافية.
وتحدثت المصادر عن اتصالات يجريها السفير السعودي عبدالعزيز خوجة مع كل الاطراف وقد اجتمع امس الاول برئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اكد في حديث لصحيفة «السفير» على اعتماد النص الوارد في البيان الوزاري للحكومة السابقة، حول المقاومة في بيان الحكومة الجديدة، مع التأكيد على الالتزام بالقرار الدولي 1701، موضحا ان هذا القرار يتضمن اجابات واضحة وقاطعة على كل هواجس وطروحات قوى الموالاة، اضافة الى مقررات مؤتمر الحوار 2006 ومقررات اتفاق الدوحة وهي تجيب عن كل الطروحات.
واشار بري الى ان مهلة الثلاثين يوما لتقديم الحكومة بيانها قد شارفت على الانتهاء، مشيرا الى انه اذا انتهت المهلة الدستورية فسيصار الى اجراء استشارات نيابية جديدة من اجل تكليف رئيس جديد للحكومة. من جهته رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي اثارت تصريحاته امس الاول ردود فعل عنيفة من جانب قوى 14 آذار دعا الذين يبحثون عن الدولة في لبنان الى ان يذهبوا الى اعادة بناء الدولة من بوابة المقاومة التي لولاها لما توافرت اصلا ارضية لاعادة بناء مشروع الدولة.
وقال في احتفال لمديرية العمل البلدي في حزب الله بالنبطية امس، ان الذين يحاولون اسقاط المقاومة والغاءها من قاموس المصطلحات المتداولة بين شعبنا، واهمون، واذا كان هذا البعض يحاول اثارة اللغط اثناء مناقشة مضمون البيان الوزاري حول الاجتماع على المقاومة، فهذا البعض ايضا هو واهم، لانه لولا المقاومة لما بقي وطن ولما تحررت الأرض ولما استعيد اسير واحد، ولولا المقاومة لما دخلت مزارع شبعا الى الاروقة الديبلوماسية، وقال: لا قيمة للحق في هذا العالم اذا لم يكن مدعوما بالقوة.
الشيخ محمد يزبك عضو شورى حزب الله دعا خلال احتفال تأبيني في طاريا (بعلبك) الى منع سفيرة الولايات المتحدة ميشال سيسون من العودة الى لبنان، وقال: يجب ان تقطع يد اميركا عن لبنان ليعود اللبنانيون جنبا الى جنب ويجب ان تحاسب سفيرتهم وتمنع من المجيء الى لبنان.
من جهة أخرى ومتابعة لأحداث طرابلس الأخيرة نفى المكتب الاعلامي للرئيس عمر كرامي ما «ذكرته وسائل اعلام تيار المستقبل من ان المسؤول العسكري عند الرئيس عمر كرامي ابو فادي العرعور تم إلقاء القبض عليه بعد تعرضه للجيش اللبناني مع مجموعة ملسحة تابعة للرئيس كرامي وهذه المجموعة كانت قد تلقت تدريبات عسكرية عند «حزب الله» وهو كان يحاول اعادة التوتر بين باب التبانة وجبل محسن».
وقال البيان «ان هذه الحملة المبرمجة والمدروسة تهدف الى الاساءة الى الرئيس عمر كرامي ودوره الوطني الجامع الداعي الى انهاء مشاريع الفتنة في الشمال مؤكدا انه ليس لدى الرئيس عمر كرامي ميليشيا كي يكون لديه مسؤول عسكري، وبالتالي ليس هو من يقوم بانشاء الميليشيات المسلحة تحت غطاء الشركات الامنية الخاصة، وان خيار الرئيس كرامي الواضح، والذي يؤكد عليه دائما، هو الدولة والجيش والقوى الامنية اللبنانية، وهو من اوائل من طلب رفع الغطاء السياسي عن المخالفين من كافة الجهات واول من بادر الى ذلك».
الصفحة في ملف ( pdf )