اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في مقابلة بثتها شبكة «ان بي سي» التلفزيونية الاميركية أمس انه في حال اعتمدت الولايات المتحدة مقاربة جديدة حيال ملف ايران النووي، فان طهران ستتجاوب معها.
وقال احمدي نجاد بحسب الترجمة الانجليزية لهذه المقابلة النادرة مع وسيلة اعلام اميركية «اليوم نشهد سلوكا جديدا من جانب الولايات المتحدة ومسؤولي الولايات المتحدة.
وسؤالي هنا هو هل هذا السلوك نابع من مقاربة جديدة؟ أي بكلام آخر احترام متبادل وتعاون وعدل؟ ام ان هذه المقاربة هي استمرار للمواجهة مع الشعب الايراني ولكن بطريقة جديدة؟».
وتابع متحدثا من طهران «اذا كان الوضع استمرارا للمسار السابق، فعلى الشعب الايراني عندها حماية حقوقه ومصالحه.
اما اذا تبدلت المقاربة، فسنكون امام وضع جديد ورد الشعب الايراني سيكون ردا ايجابيا».
وسئل احمدي نجاد عن الرد الايراني المحتمل على عرض التعاون الجديد الذي قدمه الغرب لبلاده حول ملفها النووي موضع الجدل، فقال «اذا تمكن الطرفان من التوصل الى ارضية تفاهم مشتركة، فان ذلك سيساعدنا ايضا على تخطي خلافاتنا من اجل التوصل الى اتفاق.
والمسألة الرئيسية هنا تكمن في معرفة ما اذا كانت هذه المقاربة استمرار للمقاربة السابقة ام انها مقاربة جديدة تماما».
واعلن الرئيس الايراني ان طهران لا تسعى الى انتاج اسلحة نووية، وردا على سؤال شبكة «ان.بي.سي» عما اذا كانت ايران تسعى الى ان تصبح قوة نووية، اجاب الرئيس الايراني «لا نعمل على صنع قنبلة، لا نؤمن بالقنبلة الذرية»، واضاف «ونعتقد ايضا انها لن تؤثر على العلاقات السياسية».
وذكر ترسانة اسرائيل النووية، فقال «هل ساعدت تلك الترسانة الصهاينة على التفوق في النزاع مع لبنان؟ لا».
وردا على ذلك، قالت الولايات المتحدة امس انها تنتظر «اعلانا نهائيا» من ايران حول عرض التعاون الذي قدمته الدول الغربية بشأن برنامجها النووي بعد تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد التي اكد فيها ان ايران سترد «ايجابا» في حال اعتمدت واشنطن مقاربة جديدة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية غونزالوا غاليغوس «ننتظر ما نعتبره اعلانا نهائيا من حكومة ايران، نتوقع ان يصلنا عبر القناة المعتادة».
من جانبه، قال مساعد القوة البرية للجيش الايراني العميد حيدري أمس ان «العدو» لن يفكر في الاعتداء على ايران لان جيشها سيحافظ على سلامة اراضيه.
ونسبت وكالة الانباء الايرانية الرسمية «ارنا» الى العميد حيدري قوله «ان العدو لن يفكر بالاعتداء على البلاد لانه يعلم جيدا ان جيش الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يتحلى بمعنويات عالية وايمانه بالشهادة سيحافظ بصمود واقتدار على سلامة ترابه».
في المقابل، قال وزيرالدفاع الاميركي روبرت غيتس إنه بتورط الجيش الاميركي في المستنقعين العراقي والافغاني فإن حربا اخرى في الشرق الاوسط ستكون آخر شيء تضطر أو تحتاج اليه واشنطن.
واوضح غيتس - في مقال نشر في آخر قضية تناولتها مجلة اكاديمية الحرب الاميركية «باراميترز» وهي مجلة ربع سنوية - انه على الرغم من حقيقة دعم ايران للارهاب فإن نشوب حرب كهذه ستكون بمنزلة قوة مزعزعة تذهب بالاستقرار في منطقة الشرق الاوسط وجنوب غرب اسيا ادراج الرياح.
وواصل غيتس حديثه قائلا «ومع ذلك، ينبغى ان يظل الخيار العسكري قائما نظرا للسياسات المزعزعة التي ينتهجها هذا النظام والمخاطر الناجمة عن التهديد الذي يشكله برنامج ايران النووى سواء بصورة مباشرة او من خلال نشر الاسلحة النووية».
وذكرت صحيفة هاآرتس الاسرائيلية في موقعها الالكتروني على شبكة الانترنت ان تعليقات غيتس هذه حيال ايران تأتي لبيان كيفية تطبيق مبدأ الجنرال فوكس كونر في اوائل القرن العشرين وهو «لا تحارب ما لم تكن مضطرا لذلك»، لاسيما ان هذه ليست المرة الاولى التي يحذر فيها غيتس من مغبة الحرب مع ايران، فكان قد حذر في كلمة له في الاكاديمية العسكرية الاميركية قبل ثلاثة اشهر من خيار الحرب مع ايران.